مراد زهري
(Mourad Zahri)
الحوار المتمدن-العدد: 6011 - 2018 / 10 / 2 - 05:15
المحور:
الادب والفن
حدثني قريني حي بن يقضان فقال : أخبرك يا صديقي بأنني قمت بجولة في عالم الفيسبوك وعجائبه وعاشرت هذه الطبقة البشرية فأحطت بما لم تحط به علما . قلت ويحك يا يقضان المفكر الذكي ! بماذا أحطت علما يا صديقي ؟ قال : إن بشر اليوم أو زماننا ينخره الكسل والتعب وعدم تحمل أي مسؤولية ولذا فهو يكره كل ما هو جدي ومعقول ويعشق اللا المعقول . قلت : أفصح يا حي بن يقضان . قال : بوضوح تام : الناس ينفرون من كل نص أدبي مكتوب طويل ومن كل كتاب مفيد ويعشقون كل ما هو مختصر جدا وقصير واللا معقول كالفيديوهات الممزوجة بالضحك والسخرية الجاهلة واللعب واللهو ، ولابأس من ممارسة الجنون وكل ما لا معنى له و لا هدف له : هذا هو اللامعقول . السيلفي مثلا وسرا أفلام البورنوغرافي وبعض فيديوهات المهرجين المضحكة والأضحوكة ودعاة الحقد والكراهية المتاجرون بالدين أو الألعاب الصبيانية أو إختلاط الحيوانات والناس وما يخطر ببالك في ظلمات اللاشعور . الكل يا صديقي يقول في داخله : الجهل نور و الحياة هي الحصول على الدولار أو الزرقاء بأي وسيلة كانت وفي أسرع وقت والراحة واللهو والتيه مع ريح اللامعقول . أما العلم والمسؤولية والفضيلة كل هذا صخرة سيزيف وعار يجب الهروب منه : عصرنا عصر الغثيان والجهل نور والعلم عار . عصرنا عصر اللامعقول وما بعد الحقيقة أو الجنون والهذيان والهلوسة وفقدان المعنى أو عصر الشر أو القرف والذم النتن وسط حمار ميت . حيث جوف الإنسان مصاب بالقبض والأمراض فوقع فيه إنقلاب فصار يتنفس ما في جوفه من رائحة وسوائل مقرفة يتنفسها من فمه عوض خروجها من دبره والنتيجة موت المخ والعقل منذ قرون . هل من أطباء لعلاج هذا المرض ؟ إننا اشقياء إننا أشقياء ! إننا لم نفكر بعد لأننا لازلنا عبيد ثيران وخيول وحمير ودببة و أسد و عجول الذهب .
#مراد_زهري (هاشتاغ)
Mourad_Zahri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟