اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 22:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قتل النساء
ينتمي قتل النساء في العراق الى داءرة الأزمة ذاتها التي يتخبط في مستنقعها العراق منذ تاسيسه على يد بريطانيا عام 1921 : ازمة بناء دولة عصرية ، تنتقل عبر موءسساتها حماية الوطن وكذلك محاسبته - في حالة ارتكاب جناية - من الدوائر القديمة لحماية الأفراد : الملل والنحل والطوائف الدينية والتجمعات القبلية والعشائرية ، الى داءرة واحدة لا شريك لها في الإشراف على المسالة الامنية : هي الامن والقضاء ...
فشل المجتمع العراقي في التسليم باهمية ان تتولى الدولة حماية افراد المجتمع ، والتنازل لها عن هذا الحق ، يشير الى ان المجتمع العراقي ما زال يتغذى روحياً وفكرياً على مفاهيم سياثقافية تجاوزها قطار العصر منذ ما لا يقل عن 200 سنة ...
عادة ما تقوم الاحزاب السياسية والتيارات الفكرية بالعمل على نقل الوعي السياسي للعامة نقلة فكرية كبرى تحل فيها مفاهيم سياسية جديدة : عن أهمية دور الدولة والسيادة واستقلال القضاء واحتكار السلاح ، والإنتاج وتنويع مصادر الدخل ، لكن في العراق حدث ويحدث العكس ، فكانت النتيجة : امتلاك العشائر وامتلاك الميليشيات الى سلاح متطور يتجاوز في كميته كمّية ما تمتلكه الدولة ، ولان كل هذه التشكيلات المسلحة هي من بقايا عصور ما قبل التاريخ الحديث ، كانت افكارها وتصوراتها وخرافاتها هي الغطاء الأيدلوجي الذي تتخذ في ضوءه قراراتها ومنها قرار : قتل المرأة او ما كان يسمى بوأد المرأة ...
من المستحيل ان تتحول المرأة في هكذا مناخ ثقافي الى مواطن ، ومن المستحيل ان يشعر الرجل في هذا المناخ بالراحة ، وهو ينتخب شبه كاءن بشري لمشاركته العيش ، او يسعى الى إنجاب أنصاف عبيد ...
في مجتمعات اخرى ، نفضت عن قرار الدولة أصوات الكهنوت والخرافة ، تسمى القتيلات : كفاءات اقتصادية بإشرافهن على مشروعات اقتصادية ناجحة . لكن قادة العراق السياسيين والثقافيين الذين لم يبلغوا بعد المستوى الذي يعي أهمية الاقتصاد في حياة الشعوب ، والذين يتنافسون على مغازلة موضوعات لا علاقة لها بإيقاع العصر ، وفارغة من المعنى : قادوا مجتمعهم الى ولوج محرقة إطلاق الرصاص في شوارع المدن ، وتهيءة الميليشيات الى تشغيل مدافعها في أتون الحرب القادمة : بين ايران وأمريكا ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟