أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي الجزولي - كلنا في الهم بجا















المزيد.....

كلنا في الهم بجا


مجدي الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لمن لا يعلم يعتبر البجا من أقدم شعوب الأرض قاطبة، وبالتالي من أقدرها على البقاء إذا أخذنا بمقياس داروين في اختيار الأقوى. جاءت سيرتهم مترافقة مع تاريخ السودان ما قبل التاريخ حيث عاشوا وما زالوا في المنطقة الواقعة بين النيل والبحر الأحمر منذ ما يزيد على أربعة ألف عام، بل تعود قطع فخارية شبيهة بفخار المجموعة (أ)، إلا أنها أصغر حجماً وجدت في نواحي كسلا، إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد (آركل، 1955: 39 – 40). ثمة داع إذن لصيانة هذه الحضارة وهذا الوجود التاريخي، حتى إذا كان ذلك من باب ولع الأوطان بتاريخها المتحفي وثقافاتها الباكرة. ناهيك عن واقع الحال، وهو أن تعداد البجا اليوم 2,2 مليون نسمة أهل ثقافة حية وتاريخ ذاخر وعطاء لا ينضب، يتحدث غالبهم التيداوية محفوظة من لدن كوش؛ هذه الحقيقة وحدها تكفيهم فلسانهم فقط مستودع تفسيري لبذل السودانيين الحياتي منذ بداية الحياة على الإطلاق مما يوجب، لولا الفساد، الرعاية والدرس والتحري، فالبجا وثقافتهم ولغتهم أحد مفاتيح السودان المتعددة لإدراك نفسه، و"طاقة" حق على حقيقته.

تعتبر اللغة التيداوية لحمة البجا وسداهم، لكن ذلك لم يمنع استيعاب عناصر غير متحدثة بها داخل المجموعة السكانية بحكم التاريخ والحياة المشتركة، والمصير المشترك. من حيث التكوين القبلي يشمل مدلول البجا من الشمال إلى الجنوب: البشاريون، الأمارأر، الأرتيقة، الأشراف، الكميلاب، الهدندوة، الملهيتكناب، الحلنقة، البنو عامر والحباب (محمد أدروب أوهاج؛ من تاريخ البجا-الكتاب الأول، 1986: 12). من بين هؤلاء يمتد سكن البشاريين بين السودان ومصر، والبني عامر والحباب بين السودان وأريتريا. كما أن هنالك مجموعات أصغر استوطنت في منطقة القاش وفي المحطات بين عطبرة وبورتسودان: مسمار، شدياب، هيا، تهاميم، سنكات، جبيت وسلوم، ممن أجادوا لغة البجا وأصبحوا جزءاً لا يتجزأ منهم (المصدر السابق: 11). بحسب التاريخ المكتوب كان البجا أول أهل السودان في تلقي ثقل الهجرات العربية حيث انجذب أعراب مضر وجهينة ربيعة وسعد للثروة المنجمية في المنطقة مستغلين ما توفر من معادن خاصة الذهب، وإمتد تأثيرهم لأغلب مناطق البجا الشمالية حتى عيداب. آخرون من دغيم اشتغلوا بنقل الحجيج والتجارة بين عيداب والنيل ما جذب هجرات متتالية من مصر وعبر البحر الأحمر حتى ضاق المورد على الواردين فرحلوا إلى الداخل السوداني. غير هؤلاء جاء من مصر نفر رعاة يطلبون الماء والكلأ لكن لما وجدوا مناطق البجا الشمالية لا تفيد غايتهم رحلوا هم أيضاً إلى أواسط السودان. وقد ذُكر أن جهينة حاربت رفاعة في صحراء سواكن حوالي عام 1281م. تسجيل الأثر العربي في المنطقة بعد قرون من الإتصال تمثل في ثلاثة أوجه: الإسلام، تطعيم اللغة التيداوية بمفردات عربية، وطلب البجا لأنساب عربية، ما يرجع تاريخه إلى فترة النشاط التعديني والتجاري المكثف في المنطقة (يوسف فضل حسن، 1967: 137 – 139). النتيجة أن "استعراب" البجا كان جزئياً ولم يزح بالكلية ما كان قبله من ثقافة وأنماط حياة، بل قاومت اللغة التيداوية تحدي اللسان العربي رغم قبول البجا الكامل للإسلام كدين. في هذه شابه البجا النوبة إذ مثلوا معبراً لمرور الأعراب إلى وسط السودان، بينما حافظوا على وجودهم المستقل.

هذا الاستقلال لم يمنع البجا من الإندراج التام في تاريخ السودان اللاحق إذ كانوا على الدوام درع البلاد ضد المعتدين، وكان لهم سهم بارز، وأي سهم، في ثورة السودانيين المهدية ضد الإحتلال الأجنبي حتى دخول الجيش الإنجليزي أرض المعركة مدرعاً بأحدث ما أنتجته المصانع الأوروبية من أسلحة. انتصر الإنجليز على الباسل عثمان دقنة وقواته في التيب، ثم عام 1885 في تهشيم وتوفريك. في مارس 1891 كانت قاصمة الظهر بإحتلال الجيش المصري يقوده البريطانيون لتوكر بعد سقوط مركز عثمان وأنصاره في افافيت. أجبر عثمان دقنة بعدها على الانتقال إلى ادراما على نهر أتبرا، ثم تبع ذلك الإحتلال الإيطالي لكسلا. شارك عثمان في مقاومة القوات الغازية بقيادة كتشنر أولاً في واقعة أتبرا تحت قيادة محمود ود أحمد الأصغر سناً والأقل حنكة ودراية، وثانياً في واقعة كرري، وثالثاً في واقعة أم دبيكرات. نجا عثمان وإتجه نحو الشرق بغرض إعادة الكرة على الغزاة إلا أنه اعتقل في جبال البحر الأحمر سنة 1900، وسجن في مصر حتى عام 1908، ثم في حلفا حتى توفى بها سنة 1926. كان عثمان دقنة أشهر قادة المهدية في الخارج حيث زاع سيطه كمقاتل شرس ومراوغ، وفي الداخل كان سيد أرضه. لم يُعزل كما عُزل قادة المهدي ولم ينُقل إلى غير جهته، وحتى عندما كان أبو قرجة يشاركه السلطة أو كانت أمانة الخليفة عبد الله قائمة عليهما معاً كان موقفه من الثورة ثابتاً وكانت لا تعوض مكانته مكانة أخرى (مذكرات عثمان دقنة؛ تحقيق محمد إبراهيم أبو سليم، 1991: 10 – 11).

إن تتبع مسار استبعاد البجا من حوض السلطة والثروة في السودان يعود بالحادب لابد إلى مشروع الدولة الاستعمارية وفسادها المتطاول، حيث رسخت الدولة السودانية ما بعد الاستعمار ذات المشروع لا تحيد عنه إلا في ومضات أنارت ثم سرعان ما انحسرت، ثم جاء الإسلاميون بطقسهم الشاذ ليجددوا فعل الاستعمار وجنونه تسوقهم شهوات التمكين والاستثمار فكأنما التاريخ يعيد نفسه. على هذا الأساس كان النشاط السياسي الباكر للبجا منغرساً في فقه التحرير وطني القول والفعل نضالياً صلباً. في أوائل أربعينات القرن الماضي شاع بين البجا أن الإنجليز يزمعون جعل شرق السودان وأريتريا محمية خاصة تنال استقلالها بعد عشر سنوات من قيامها، ما وجد موافقة بعض زعماء القبائل ورجال الإدارة الأهلية. كرد فعل على مسعى الفصل هذا انتظم بعض الناشطين من مختلف القبائل والمهن في ديم العرب ببورتسودان، والذين داوموا على اللقاء في ظل بيت من البيوت يجلسون على "برش"، حتى عرف ناديهم بنادي "البرش". أرسل هؤلاء الرواد برقية إحتجاج واستنكار للإدارة الاستعمارية، ثم ازداد تسييسهم فاشتركوا في الثورة ضد الجمعية التشريعية عام 1948 وقدموا ستة شهداء والعديد من الجرحى جراء الصدام بين البوليس والمتظاهرين. في العام 1950 تقدم من بينهم الدكتور محمد بدري أبو هدية (1928 – 2004) بفكرة تأسيس نادي للبجا، فاستأجروا غرفة مفردة في ديم العرب أصبحت نواة "نادي البجا". تكونت اللجنة الأولى للنادي مطلع عام 1951 من بين هؤلاء الرواد برئاسة السيد مصطفى مختار مصطفى تشغلهم نفس القضايا القائمة حتى اليوم: أحوال العمال البجا في الميناء، معاناة العلاج وقلة المدارس (محمد أدروب أوهاج؛ مؤتمر البجا، 2006: 77 – 78). إنه لمن المضحك المبكي أن تتناسل الأحداث بهذا السقم فكما اصطادت بنادق الاستعمار في ذلك التاريخ متظاهري البجا الذين انطلقوا من ناديهم الجبار، كذلك فعل استعمار الإسلاميين في 29 يناير 2005 عندما أجهز على 27 متظاهر سلمي وترك أضعافهم جرحى جريرتهم رفع مظالمهم البادية ومطالبهم العادلة إلى السلطات في عمل مدني وسلمي انطلق ايضاً من النادي العنيد. بل أصبح النادي ذاته هدفاً للإحتلال حيث أصدر وزير الشئون الاجتماعية بولاية البحر الأحمر قراراً يقضي بحل لجنة النادي الشرعية واستبدالها بلجنة تسيير مكونة من 26 عضو أفرادها ليسوا حتى من عضوية النادي إلا أنهم من حزب المؤتمر الوطني. تعليقاً على ذلك أكد مسؤول بالوزارة أن الدستور واللوائح والنظم تتيح للوزير حل اللجنة في إطار إشراف الوزارة على الأندية واصفاً نادي البجا بأنه نادي "اجتماعي" (الصحافة، 30 مارس 06). نعم هو في الحق نادي اجتماعي، لكن الاجتماع الذي هو التضامن والعمل المشترك ورشد السياسة، فمن هذا النادي الاجتماعي خرج مؤتمر البجا بعد قنوط أهله من سياسة الطوائف. اقترح الأستاذ محمد كرار كجر عام 1954 قيام كيان سياسي للبجا يتجاوز الطائفية. الدعوة العامة لقيام مؤتمر البجا جاءت إبان ليلة سياسية عقدت في بورتسودان يوم 7 يونيو 1957 بعد رفع مطالب للمسؤولين تختص بقضايا العمل والعلاج والتعليم لم تجد من يجيبها، حيث شُرع بعدها في التحضير لمؤتمر البجا العام. عقد مؤتمر البجا العام، في مدينة بورتسودان، في ساحة مدرسية تقع قبالة نادي البجا في الفترة 11 – 13 اكتوبر 1958 بحضور أكثر من 15 ألف من البجا وغيرهم، ترأس المؤتمر الدكتور طه عثمان بلية (1920 – 1960) واشترك فيه بالحديث عمدة الأرتيقة السيد كبيري محمود نولي، وناظر عموم قبائل الهدندوة السيد محمد الأمين ترك، والخليفة علي نور نيابة عن عمدة الحباب، والسيد أونور أوشيك نيابة عن عمدة الشعاياب، والسيد عمر محمد الأمين نيابة عن قبيلة الحلنقة، والسيد محمد آدم موسى نيابة عن عمدة العمر هاساب، ثم السيد طاهر محمد عبد القادر نيابة عن عمدة الكميلاب، والسيد سليمان علي كرار نيابة عن ناظر البني عامر بتوكر (المصدر السابق: 85 – 94). تبلورت مطالب البجا التحررية في صياغتها الأولى تلك الأيام جميعها متعلقة بقضايا الإقليم الملموسة بما في ذلك: نقص فرص التعليم والتدريب المهني والوظيفي؛ ضرورة إعطاء الأفضلية للبجا في التعيين والتشغيل داخل إقليمهم، حفظ حقوق البجا في مناطق التعدين بتدريبهم واشراكهم في العمل، توسيع مشروع القاش وإنصاف مزارعيه، تحسين الحالة الغذائية للسكان وحمايتهم من المجاعة، زيادة عنابر الدرن بالمستشفيات ودراسة مدى انتشار المرض في المنطقة، توفير الخدمات الصحية ومكافحة الأوبئة. توصيات مؤتمر البجا الأول عام 1958 تبدو للقارئ اليوم حاضرة منتظرة، كالدرن العالق ما زال في المنطقة، وأبرزها: الحكم اللامركزي، وذلك بمنح الإقليم الحكم المحلي الكامل كحق مشروع؛ توفير المستشفيات والدواء؛ حق البجا المكتسب في المهن والأعمال؛ توفير المياه لري الأراضي الزراعية عن طريق السدود والآبار العميقة؛ نشر التعليم؛ إشراك نواب الشرق في الوزارة كحق ثابت يكفله الدستور (المصدر السابق: 104 – 113). إتضحت سطوة مؤتمر البجا كحزب سياسي في انتخابات 1965 التي تلت ثورة أكتوبر المجيدة حيث فاز الحزب بأحد عشر مقعداً في البرلمان وحقق زخماً جماهيرياً فعالاً حول مطالبه المشروعة مهدداً عن اقتدار سلطة الطوائف على أهله.

يكفي الدرن الذي يفتك بالبجا دليلاً على نكبتهم المتطاولة عبر مراحل منذ عهد الاستعمار إلى أن تجددت بسرطان الإسلاميين حتى شهر البجا السلاح طلباً للحياة فصراعهم هو في المقام الأول هو صراع من أجل البقاء – صراع وجودي، إذ تتعدد الأسباب والموت واحد: المجاعة، العطش، الدرن، الفقر، المرض أوالرصاص. "استهداف" البجا من قبل كل جبار عنيد بينة علته فأرضهم مجال حيوي غني ومواردهم احتياطي ذاخر، حيث تمثل منافذهم البحرية بوابات لتجارة البلاد الخارجية ومصدراً رئيسياً للعملات الأجنبية، وفي المقدمة طبعاً مخرج النفط السوداني اللعين يستخرج من الأرض قهراً ويعبر البلاد قهراً ويخرج إلى العالم قهراً، في منبعه ومعبره ومصبه تفديه الدماء والحياة، بدلاً عن أن يهب الحياة. تعتبر حدود البلاد الشرقية أطول وأنشط منفذ لتجارة الحدود وتصدير البضائع السودانية في كل منطقة شمال شرق إفريقيا، ويمتد الطريق البري السريع والحيوي الذي يربط الميناء بوسط السودان عبر ولايات الشرق على طول 670 كيلومتر بين الخرطوم وبورتسودان. كما توفر شواطئ البحر الأحمر إمكانيات هائلة في مجالي الثروة السمكية والسياحية، وتوجد في الإقليم أكبر مشاريع إنتاج الحبوب الغذائية الرئيسية للسكان (85%) وإنتاج السمسم في البلاد. بالإضافة إلى ذلك تتوفر عروق الذهب في 50 موقع بمنطقة البحر الأحمر و60 موقع في منطقة جبيت، كما تدس أرض البحر الأحمر 22 مليون طن من الحديد قابلة للاستغلال، وتحوي الرمال السوداء في منطقة ترنكتات على شواطئ البحر الأحمر 600 ألف طن من معدن الألمنيت و110 ألف طن من الزركون و45 ألف طن من معدن الروتيلي، وذلك في كل 12 مليون طن من هذه الرمال، وهي معادن تستخدم في صناعة أجسام الطائرات والبوهيات عالية الجودة (محمد سليمان محمد؛ السودان حروب الموارد والهوية، 2000: 286 – 287). الواضح أن موت البجا يزداد بزيادة ريع استثمار أرضهم، ففي ثروتهم سر نكبتهم. مثال ذلك الأول نشاط شركة أرياب، وهي شراكة بين الحكومة السودانية وشركة فرنسية باشرت التنقيب عن الذهب منذ عام 1991 في منطقة جبيت وشرعت مباشرة في تصدير إنتاجها للخارج. بنهاية عام 1992 بلغت كميات الذهب المصدرة حوالي واحد ونصف طن مع اعتماد خطة لتصدير 3 أطنان سنوياً و25 ألف طن من الكروم. اليوم يبلغ ناتج مناجم أرياب 16 طن من الذهب في العام بينما تعتمد منطقة جبيت "الذهبية" على منظمات الغوث الدولية. بل تدمر الشركة التربة المحلية وتقتل الإنسان والحيوان والنبات عن طريق سكب سم السيانايد على الأرض جزاء الذهب! من ناحية أخرى يتطلب نشاط التنقيب عن الذهب كميات مهولة من المياه، بينما يعلم القاصي والداني أن كافة مناطق البحر الأحمر تعاني أول ما تعاني فقر الماء، لكن لا ضير فلا ضرورة لماء الحياة حيث يستهلك نشاط التعدين تدريجياً مخزون المياه الجوفية الشحيح.

ظن الكثيرون أن حكومة "الوحدة الوطنية" قد تأتي بنسيم حل سلمي وعادل لمحنة الشرق المتطاولة، لكن أثبتت تطورات الأحداث أن البجا أصبحوا ضحية للؤم حكام الخرطوم القدامى والجدد، هذا من ناحية، وكذلك لتقاطع المصالح الخاصة للقوى الاقليمية المجاورة أريتريا وليبيا، ومحل "تحشر" لنواب مجلس الأمة الكويتي السابقين (الأيام، 27 مارس 06)، ومن فوق هذا وذاك مجال مزايدة بين القوى الدولية مجتمعة عبر الأمم المتحدة ومتفرقة كل منها عبر سبيل. بإزاء هذا "الخراب" يظل الداخل السوداني ساكناً حتى تتأجج دارفور شرقية نتيجة سياسات استعمار الإسلاميين على طريقة "فرق تسد" بين القبائل، والبطون، والأفخاذ، والأفراد، والمرء وزوجه. الأشد نكاية أنه عندما شد الشيوعيون أزر بعضهم البعض وبعث الحزب بوفد يضم سكرتيره العام الأستاذ محمد إبراهيم نقد بغرض التضامن مع نضال الشرق ومخاطبة جماهيره في بورتسودان وأداء واجب العزاء في شهداءه جاءت فتاوى التكفير من جهة وتهم التآمر من جهة أخرى، فكأنما اجتمعت الجهات على عزل الشرق عن تضامن السودانيين، وليس كما مضى الإدعاء عزل الحزب الشيوعي عن الشرق. ما اختار البجا أبداً غير وطنهم دافعوا عنه حين أراد المستعمر ضمهم إلى غيره، وأختاروا استقلاله لا أغلاله، صنعوا ثوراته وبذلوا له مناصرين دوماً لحريته ضد الديكتاتوريات البليدة فمنهم نتعلم.

مارس 2006



#مجدي_الجزولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السودان الجديد: لأهله نصيب الطير
- السودان الجديد: الإنسان من أجل الدكان
- أميركا اللاتينية: اليسار هَبْ نَسِيما - الأخيرة
- أميركا اللاتينية: اليسار هَبْ نَسِيما 2
- أميركا اللاتينية: اليسار هَبْ نَسِيما
- السياسة الدولية في دارفور: كش ملك
- خصخصة المثقفين: أقول الحق واتعشّى في بيتنا
- عن ثقافة الرأسمالية
- الكونغو الديمقراطية: متحزم وعريان
- غربة الحق: المانفستو الشيوعي في طبعة جديدة
- النيباد: سنار من عماها يبيعو ليها ماها
- بعد الاستعمار قبل التحرير: في الذكرى الخمسين لاستقلال السودا ...
- ثورات بوليفيا
- عن نضال المزارعين
- ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري - الأخيرة
- ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري - الأخيرة
- ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري 4
- العدالة الانتقالية
- ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري 3
- ملاحظات ما قبل المؤتمر: حول مصائر اليسار الجذري 2


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - مجدي الجزولي - كلنا في الهم بجا