أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد سخاوت حسين البشري - تأسيس جامعة مولانا أزاد الوطنية الاردية حيدراباد قرار صائب نحو دعم الاقليات والمرأة بالهند















المزيد.....

تأسيس جامعة مولانا أزاد الوطنية الاردية حيدراباد قرار صائب نحو دعم الاقليات والمرأة بالهند


محمد سخاوت حسين البشري

الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 01:55
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منذ زمن بعيد وقلبي تشتاق لروية " حيدراباد"- مدينة الذكريات الحلوة، والغنية بالثروات الثقافية الحضارية الدينية، والمعالم التاريخية العظيمة، اكملت فيه الماجيستر، وانضمت إلى جريدة في مهنة مدير مساعد، تعلمت فيها رموز الكتابة، وواجهت اصعب زمن حياتي عند ما اكتفيت بقطعة البسكويت ونمت، وقضيت احلى شباب عمري ، لما تحولت إلى صحفي وقامت بيني وبين فتاة علاقة عاطفية، تبادلنا التهاني والقبلات، وقاسمنا الافراح والاحزان، اكلنا معا الاطعمة الشهية " كالبرياني "و شربنا المشروبات كسفن أب، وبيبسي، وعصيرات البرتقال. كان يربط بعضنا البعض رباط الحب ، ثم فرقنا ما تابعه من الغدر، وغبار النسيان- لكن يحول دون طريقي مهام، حتى تهيأت لى الفرصة، فشمرت عن ساق الجد، وتاهبت للرحيل بعد ما اعياني السفر- و لو كان بالطائرة – والسفر قطعة من النار.
بمجرد الدخول في المدينة أحسست بحجم التغيير الذي طراء عليها أثناء هذه العقود، فتغيرت المفهاهيم والقناعات، وتبدلت المعاييرالانسانية برمتها، وجعلت الثروات المادية تحكم على امخاخنا بدلا من العلاقات، كم اصبحت انا غريبة فيها، بحثت كثيراً عن ذلك الفقير الذي كان يجلس جانب الشارع ، ويسال المارة روبيات يسد بها رمق بطنه بدون فائدة، لعل الدهر أفناه أو مات ، وهل يعيش احد في جو قاتم وسياسي بغيض؟ كلا!.
والمدهش في الأمر انني جعلت لا اتذكر ذلك الاطلال الذي كنت العب فيه الكركيت مع الاصدقاء ، والمقاهي التي احتسي فيها القهوة العربية المرة واناقش أطراف الحديث ، ولا تسالني عن الطرق فكلها تحولت إلى طرق سريعة ، وليس بامكاني الان ان اعبرها كما كنت افعل من ذي قبل، فكنت امر مرور الكرام بدون ادني التفات الى السيارات ، بل على المارة ان يعبروا الطريق عبر كوبري.
وعلى أي حال! عُد السفر هذا ممتعا حيث استغللت بعضا من الوقت الفارغ في الكشف عن أشياء ما وصلت إلىها اثناء القيام في حيدراباد، وهي الرحلة الى جامعة اقيمت تحت مرسوم برلماني للناطقين باللغة الاردية، وللا قليات والمرأة فيها نصيب الاسد، وهي تعمل للنهوض بمستوى الفكرالانثوي والاقلوي على جميع مستويات الحياة.
اتحدث عن "جامعة مولانا ازاد الوطنية الاردية" بحيدراباد- الهند- تاسست الجامعة عام 1998، تخليدا لذكرى العالم العبقري الهندي الشهير، والمفكر النهضوي الشامل، مولانا ابوالكلام ازاد اول وزير التعليم بالهند بعد الاستقلال، وكان اول شيخ لها البروفيسور محمد شميم جيراجفوري خلال الفترة مابين 9 يناير 1998 ء حتى 8يناير 2003. وتابعه البروفيسوراي ايم بتهان خلال الفترة ما بين 13مارس 2004 وحتى 28 فبراير2009 .ثم تولى منصب شيخ الجامعة البروفيسورمحمد ميان خلال ما بين الفترة 14مايو2010 وحتى 13مايو 2015 .تقع في مديرية "سنغاريدي" وفي منطقة حية ونابضة تحيط بها الشركات العالمية من جهة، وطرق السريع لمطار"راجيف غاندي" من جهة اخرى، وهي موسسة تعليمة حديثة العهد ولم يمرعلى قيامها سوى عشرين سنة تحاول أن توفر تعليما متميزا للاقليات والمراة ، ثم برامج تعليمية مهنية يتم التدريس فيها باللغة الاردية.
يبدو منا ظرالجامعة الخلابة من بوابها الداخلى ، ولا يقل جمال العمارة الرئيسية من قصر رئاسي فخم لبلد ما، يسترعى أهتمامك فن الهندسة المعمارية البارعة ، وتقدم الازها ربالوانها المتعددة منها: الاحمرالقاني، والاصفرالفاقع، والابيض الناصع منظرا خلاباً، ربما يخيل اليك انك في بستان، والنظافة تجعل منظرها جميلا يروق النفس إلى التجوال فيها مشيا على الأقدام، حاولت انا المشيى وكان غرضى الاطلاع على نشاطات الجامعة العديدة ، وبعد ما مشيت خطوات ، دخلت في عمارة فخمة تسمى مدرسة الالسنة - والهندوستانية ولما كان تخصصي في مجال اللغة والادب أثرت البقاء في قسم اللغة العربية وأدابها لساعات، التقيت فيها الاساتذة الافاضل، وعلى راسهم فضيلة الدكتورالشيخ ورئيس القسم السيد عليم أشرف جائسي - المتخصص في مادة البحوث والدراسات العلياء- وله كتاب عربي قيم بعنوان : بين اللغة العربية والاردية وهو استعراض علمي لاثر الغة العربية على اللغة الاردية وعلومها وأدابها، وقد أهداني الشيخ نسخة منه" وكتاب أخر باللغة الاردية بعنوان: " تفيهم استشراق" يستعرض فيه خدمات المستشرقين في التراث العربي الاسلامي من التراجم والسير والتاريخ والترجمة، وفضيلة الاستاذ الشيخ الدكتور جاويد نديم الندوي- المتخصص في مادة الترجمة باللغتين ، والادب العربي- الهندي- والدكتوره ثمينة كوثر- المتخصصة في النقد- ولها ترجمة " الغربال" لميخائيل نعيمة في الاردية ، والشيخ المفتي شرف عالم القاسمي مولف عدة كتب بالاردية العديدة – نسيت أسماءها- والاستاذ الشاب الفاضل وخريج جامعة جواهرلا ل نهرو د. طلحة الاعظمي، والاستاذ الشاب د. شاكر رضا خريج جامعة اللغة الانجليزية واللغات الاجنبية ، تساعد هيئة تدريس ذوي الكفاءات العالية الطلبة والباحثين على التفكير الفعال والاستكشاف.
لا شك ان الجامعة قد نجحت في مشروعها الاردي إلى حد كبير في السنوات القليلة، وأثبتت تفوقها التعليمي، والفكري، والمنهجي،على مثيلاتها بالهند حتى جعلت تعد من بين صميم الجامعات الهندية المعاصرة التي لها حضور بارز بين الاوساط العلمية الثقافية ، ومساهمة فعالة في دعم مسارالديمقراطية وإرساء دعائمها في البلد من خلال القضاء على فكر التمييز الجندري، الا ان امامها مسار طويل للوصول إلى ما وصلت اليه الجامعات الهندية العريقة.
أثناء الوقوف في الجامعة حاولت تلامس إيجابياتها فوجدت انها تركز اهتماماتها الخاصة على غرس حب الدراسة في نفوس حريجيها، وحب التعليم والتعلم مدى الحياة، وتحاول توفير بيئة خصبة لمزاولة العقل الحر، و صنع أقلام واعية وفكرية، وانتاج عقول نيرة ، وصقل مواهب عقلية ونقلية لدى الطلبة والطالبات من خلال قسم الصحافة والاعلام باللغة الاردية ، وعقد برامج توعية للمراءة، وحفلات متنوعة، تعرف الجامعة بالفكرة الريادية وهي العفو والتسامح والقضاء على تصادم الافكار، وتجاوز الخلافات، ، وتذكر من خلال بلاغها الصريح إلى قومية "الهنود" بالتعايش السلمي بين جميع المعتقدات، لها طابع خاص يعلو على مثيلاته ولا يُعلى عليه ، لها تقاليد مختلفة من مثيلاتها، ومكانة لا توازيها جامعة اخرى بالبلد.
هي اكثر من اي جامعة مركز لتكوين شخصية نابهة ذى فكرة متوازنة، ومضمار لمزاولة الفكر الحر بدون اي عرقلة، فثمة برامج عديدة لتكوين الشخصيات في مجالات مختلفة ، والاروع في الامر أن شيخ الجامعة الحالى اسلم برويز يشارك شخصيا في كثير من النشاطات الجامعية متكاتفا مع الطلبة والاساتذة .
والفضل في ذلك يرجع إلى الحكومة الهندية في أواخر الثمانينات من القرن العشرين التي شعرت بضرورة بناء منبر للحرية للاقليات المنكوبة والانثى ، ثم لم تدخر اي سبيل في تحقيقه.
وفي اطلالة سريعة اكتفي باعطاء بعض الاقسام بالجامعة فمن أهمها :
1 - مركز الدراسات للمراة ( مطالعه نسوان) يهدف هذا القسم إلى فهم إشكالية المراءة المعاصرة في جوانب حياتها المتعددة ، والفكر الانثوي وحقوق المرأة ، والبحث عن سرية تقدمها إلى الامام ، والنهوض بمستوى عقليتها، وتشجيعها على المساهمة الفعالة والمواكبة مع الدهرفي جميع شوون الحياة، ومن ثم اعطائها فرصة للتوظيف فكم من طالبات حصلن على شهادة الدكتورا ة
2- قسم الترجمة هذا القسم يعد من اهم الاقسام بالجامعات يركز الاهتمام الخاص على الطلبة ان يتحولوا إلى مترجمين بارعين في اللغات العالمية كالاردية والانجليزية ومثيلاتها.
3- اما قسم اللغة العربية والأداب فمستوى الدراسة فيها أحسن وأندب بكثير من الجامعة الاخرى يدرس الطلبة فيها الادب الجاهلي ، الادب الاسلامي ، الادب العباسي ، الادب الاموي، الادب العربي الهندي، والنقد، ومناهج البحث العلمي، والاتجاهات الجديدة في الروايات والقصص المعاصرة وذلك بغاية من العمق، من حين واخر ينظم القسم محاضرة شخصيات شهيرة،يتخرج الطلبة فيه بعد الاكمال من شهادة الماجيستر والدراسات العلياء، يشرف على القسم ا. د جائسي مع الاساتذة المضطلعين في تخصصاتهم المختلفة.ثمة عدد غير قليل للباحثين فمنهم من اكمل ابحاثهم العلمية ومنهم من على قاب قوسين من الاكمال .
على اي حال! ابارك لمن اكمل الدكتوراه في هذا القسم ، ولي امنيات خالصة لمن على مشارف الاكمال.



#محمد_سخاوت_حسين_البشري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ولاية كيرلا..قصة الفكرة العلمانية الناجحة في جنوب الهند
- لقيت حبي الاول....
- ديفالي عيد الأنواروذكريات سونيتا الشقراء
- قضية -المسجد البابري- بين سندان السيا سة ومطرقة الإسلامويين


المزيد.....




- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- تتصرف ازاي لو مارست ج-نس غير محمي؟
- -مخدر الاغتصاب- في مصر.. معلومات مبسطة ونصيحة
- اعترف باغتصاب زوجته.. المرافعات متواصلة في قضية جيزيل بيليكو ...
- المملكة المتحدة.. القبض على رجل مسن بتهمة قتل واغتصاب امرأة ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - محمد سخاوت حسين البشري - تأسيس جامعة مولانا أزاد الوطنية الاردية حيدراباد قرار صائب نحو دعم الاقليات والمرأة بالهند