التأريخ بأنفاس المتعصبين، السلخاني راغب السرجاني نموذجا

سيد سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6008 - 2018 / 9 / 29 - 14:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

التأريخ بأنفاس المتعصبين
السلخاني راغب السرجاني نموذجا
بالصدفة وقعت على فيديوهات للدكتور راغب السرجاني ـ وكنت قد سمعت عنه خيرا ـ يتحدث فيها عن الفتنة بين الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ وصولا إلى يزيد بن معاوية الذي لعنه جمع من علماء السنة، وألف في ذمه والرد على مانعي ذمه الإمام ابن الجوزي ـ وهو أحد أئمة أهل السنة الحنابلة ـ كتابا أسماه: (الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد) .
ومن العجب عند حديثه عن أميره يزيد لم يذكر أن في فترة حكمة قُتل أحد سيدي شباب أهل الجنة، كما تم استباحة مدينة رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ ثلاثة أيام، كما تم رمي الكعبة المشرفة بالمنجنيق و(المَنْجَنِيقُ) آلةٌ قديمةٌ من آلات الحصار، كانت تُرْمى بها حجارةٌ ثقيلة على الأسوار فتهدمها. [مؤنثة]. (وهي كلمة معرَّبة). وقتل وصلب عبد الله بن الزبير!
وعقد السرجاني مقارنة غير موجودة أصلا؛ فقد ادعى أن الإمام علي ـ كرم الله وجهه ـ حث المسلمين على احتيار الإمام الحسن من بعده رغم ذكره للرواية عندما طلب منه الصحابة استخلاف الحسن فقال: (لا آمركم ولا أنهاكم) وضحك السرجاني وقال ـ بفكره السقيم ـ هذا معناه استخلاف، وساوى ذلك بما حدث من معاوية باستخلافه ليزيد وأخذ البيعة له في حياته؛ عجبا لمثل هذا التعصب الأموي العجيب!
وللسرجاني إسقاطات نفسية فجة وقبيحة يدلس بها ضمنيا على البعض فهو يقول لك المعنى وضده ويتناقض بوعي أو بغير وعي في حركات تمثيلية: فلان أخطأ ولكنه على حق، وفلان أصاب ولكنه على خطأ!
بحثت عن السرجاني فوجدته من الطائفة السلخانية (سلفي إخواني) كان مؤيدا لهم وله مقالات في تأييدهم ثم تحول عنهم وكتب ضدهم ودارت بينه وبينهم حوارات واتهامات، وهذا شأنه وشأنهم، وسبحان الله عما يصفون!
وقد كتبت تلك القصيدة في الرد على محاولته صبغ التاريخ بتحليلاته المريضة والتي يسميها تصحيحا
عنوان القصيد: (خبت سعيا أيها السرجاني)

قد خبت سعيا أيها السرجاني = أ تصحح التاريخ بالبهتان!
وتريد تحقيق التراث على هوى = أهل الفسوق وعصبة الشيطانِ
يا صابغ الأحداث بالفتن التي = من قلبك المفتون بالسفياني
وتقول إن يزيد في استخلافة = كالسبط، أخسأ يا دنيء الشانِ
يا صاحب الوجهين يا متسلفا = حينا وحينا في هوى الإخوان
لا تلمز الساداتِ من أهل التُقى = بقبيح تحليلٍ مع الأضغانِ
أ تظن قيح الفكر منك يريبنا = لا يا سقيم الفكر والوجدانِ
أ تسمي التقبيح تصحيحا هنا = لتخادعَ الجمهور بالألوانِ
دع عنك تدليسا بصبغة ماكرٍ = في صورة الرجل الحريص العاني
قف عند حدك عند حقدك باهتا = أمسك فأنت على التراث الجاني

#سيد_سليم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات