أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - نقذ الدور المغاربي في القضية الليبية














المزيد.....


نقذ الدور المغاربي في القضية الليبية


عيسى مسعود بغني
(Issa Baghni)


الحوار المتمدن-العدد: 6007 - 2018 / 9 / 28 - 19:27
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


لا شك ان إنتماء ليبيا لمجموعة الدول المغاربية أكثر وثوقا وأعمق ثقافيا وأبعد تاريخيا، ولذا فإن ذلك يستلزم مواقف أكثرحزما في القضية الليبية الراهنة. كما يعلم الجميع أن التشظي الداخلي في المجتمع الليبي أسبابه سياسية بإمتياز، وفي غياب هياكل ومؤسسات الدولة القادرة على لملمة شتات الأمة تصبح الدولة رهينة للخارج.
منذ الأيام الأولى لسقوط القذافي كان هناك تجاذب بين القوى المتصارعة عربيا ودوليا لنقل معاركها للداخل الليبي ولكل منهم أهدافه ومقاصده ومخاوفه، ففي حين تابعنا محوري الشرق المتصارعين يعلون صراحة عن وكلائهم على الارض الليبية ويمودونهم بالدعم اللوجستي والدفاع عنهم في الحافل الدولية، وأعني بذلك الإمارات ومصر والسعودية مقابل قطر وتركيا، نجد الدول المغاربية في حياد (غير إيجابي)، وهو ما ساعد على خلط الأوراق بتقوية الضعيف الفاشل المتمثل في حفتر ومجلس النواب الفاشل أما التيار الوطني الذي ضاق درعا من سنوات الجمر الأربعين لينتقل إلى سنوات لضى نزاعة للشوى أكثر من سابقتها.
الدول المغاربية كانت مترددة منذ البداية في تعاملها مع المشهد الليبي، فتونس مثلا إهتمت بالنواحي الإنسانية مثل إيواء المهجرين وإستضافة الفارين من أتون الحرب، وعلاج الجرحى، وتوفير طريق الأمن للمسافرين.
والجزائر كانت مترددة من أن تؤول الدولة إلى ما هي عليه الآن، ثم كان لها دور تقريب وجهات النظر الذي الذي حاول كثيرا عبدالقادر مساهل القيام به دون جدوى رغم إستضافة الجزائر للكثير من الإجتماعات واللقاءات بين الفرقاء الليبيين. أما المغرب فسياسته المحايدة تمنعه من أن يكون له دور معارض للتنافس المشرقي على الأراضي الليبية، ولقد إقتصر على تبني وإحتضان إتفاق الصخيرات الشهير دون أن يفضي ذلك إلى اي حل جوهري سوى تنصيب حكومة برعاية أممية لم تستطيع بسط نفوذها على البلد المترامي الاطراف.
بالمقابل كان الموقف المصري الإماراتي صارما شاخصا على المستويين المحلي والدولي، فقد دخلت الدولتين مباشرة في الحروب الدائرة بليبيا عن طريق توفير الاسلحة والذخائر والدعم اللوجستي وبل أن طائراتهما قصفت مواقع ليبية في درنة والسدرة وترهونة، ومولوا قنوات وإذاعات تصدح ليل مساء بتميجد الموالين لهم .
من غريب الأمر أن الدول المغاربية تاتي منسجمة مع ما قرارات المجتمع الدولي المؤازرة والمساعدة لحكومة المجلس الرئاسي المدعومة دوليا ولكن دورها المحتشم لا يساعد على تقوية نفوذ هذه الحكومة ولا على لملمة الدولة ولا على كبح جماح الخارجين عن القانون من العصابات المارقة العابرة للحدود مثل عصابات المعارضة التشادية والسودانية الممولة الرئيسية للمرتزقة على الساحة الليبية، فضلا عن وضع حد للعابثين المحليين أمثال حفتر.
إن دعم القضية الليبية الحالية يمكن أن تكون وسيلة لجمع الدول المغاربية وإيجاد فضاء جديد قوامه التعاون بين دول لها تاريخ مشترك وثقافة متصلة وقوة إقتصادية واعدة ومجال جغرافي رحب وموقعها في قلب العالم. إتحاد الجهود المغاربية سيكون مردوده جيداً على المستوى الإقليمي كما فعلت أوروبا وأمريكا مع ألمانيا المدمرة في الحرب العالمية الثانية، وكما فعلت دول غرب أوروبا مع مشرقها في نهاية الثمانينات من القرن الماضي. إن مساعدة الدول المغاربية للشعب الليبي سيخلق توازنا لحماقات أجهزة إستخبارات المشارقة التي أهلكت الحرث والنسل وافسدت أي مشروع تصالحي لقيام دولة ديمقراطية على الاراضي، فهذه الإستخبارات جندت أيدي ليبية لدوام الفوضى وإستمرار الإنقسام، على أمل أن يتم تنصيب دكتاتور آخر يمكن التعامل معه بسهولة.
من النواحي الإقتصادية لليبيا دور كبير لإستيعاب الشركات والعمالة المغربية والتونسية إذا ما تم إستقرار الدولة، كما أن إستيراد المنتوجات المغاربية أكثر موثوقية وأسهل في التعامل. للأسف إذا ما إستثنيا الجوار التونسي فإن حجم التبادل التجاري ضئيل بين ليبيا والدول المغاربية رغم أنها تمتلك الكثير من التنوع الإقتصادي والخدمي الذي يجعل التكامل ممكنا وبجدارة.
بعد أن نحى الإتحاد الأوروبي ومجلس الأمن نحو دعم حكومة الوفاق ومساعدتها لتنفيذ الترتيبات الأمنية بطرابلس والشروع في الإصلاحات الإقتصادية بمعزل عن مجلس النواب واللواء حفتر، فإن الدعم المغاربي يكون مجديا لإستكمال الأمر بتشجيع الليبيين على الذهاب إلى إنتخابات رئاسية وبرلمانية جديدة على قاعدة دستورية يصوغها خبراء تابعين للمجلس الرئاسي دون إنتظار قانون الإنتخاب الذي طال إنتظاره من مجلس النواب وسوف لن يكون جاهزا في المدى المنظور.
الإنتخابات الرئاسية والبرلمانية مطلب شعبي لتغيير الأجهزة الحالية التي عفاء عنها الزمن مثل مجلس النواب ومجلس الدولة والمجلس الرئاسي، ولكن تسويف وتشبث هذه الأجهزة بالمناصب يحول دون إنتظام الإستحقاق الإنتخابي، ويحتاج الأمر الى دفع من جميع الأطراف، مثل مجلس الأمن والإتحاد الأوروبي والهيئة الاممية والمجموعة المغاربية.


للتواصل:
[email protected]



#عيسى_مسعود_بغني (هاشتاغ)       Issa__Baghni#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمهوريات القزمية ومواثيق الموائد
- الحرب الأهلية الليبية بين الماضي والحاضر
- جون قرنق الليبي
- ليبيا والسنوات السبع العجاف
- لكم زعمائكم ولنا دولتنا
- لماذا نرفض عسكرة المدن
- تخلف الدولة الوطنية: الإستفتاء الكردي مثلا
- قراءة في الحرب الأهلية الليبية
- زواج المسيار: العسكر والسلفية
- الجيش العنصري: تركة ثقيلة وإنتصارات باهتة
- الفكر الأيديولوجي والصراعات الإقليمية
- حقيقة الصراع في الجنوب الليبي
- العقل الجمعي السقيم
- الترتيبات الأمنية بالعاصمة الليبية
- متلازمة القبلية: المال والرجال والبارود
- ستاتسكو الحالة الليبية
- قراءة لأدوار المجتمع الدولي والنُخب في ليبيا
- دخول الفردوس بقطع الرؤوس
- رخاء الدول (الكافرة) وتأخر المسلمون
- صناعة الخوف


المزيد.....




- صوفيا ملك// لنبدأ بإعطاء القيمة والوزن للأفعال وليس للأقوال ...
- الليبراليون في كندا يحددون خليفة لترودو في حال استقالته
- الشيوعي العراقي: نحو تعزيز حركة السلم والتضامن
- كلمة الرفيق جمال براجع الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي ال ...
- الفصائل الفلسطينية تخوض اشتباكات ضارية من مسافة صفر وسط مخيم ...
- الجيش اللبناني: تسلمنا مواقع عسكرية من الفصائل الفلسطينية
- مباشر: حزب النهج الديمقراطي العمالي يخلد ذكرى شهداء الشعب ال ...
- مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم ...
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - عيسى مسعود بغني - نقذ الدور المغاربي في القضية الليبية