سمير دويكات
الحوار المتمدن-العدد: 6005 - 2018 / 9 / 26 - 14:39
المحور:
الادب والفن
خطابات المجانين
سمير دويكات
1
خطابات لها كلمات
تخرج كأنها اصوات من غرف مفلقة
مقفلة
في وجه الهروب
او العبور
الا لمن له فيها هدية
مجانين
يخرجون علينا ليقولون كلاما ليس شعريا
او نثريا
بل كلاما خطيرا في عرف الشعوب والامم
يغردون كانهم اخر الاقوام
والهة فوق الارض
وشعوبهم نائمة في حضن الوهم
عازفة على لحن الموت
مكبلة في كلمات ليس لها صفير
هي تلك ابواب المغارة يا سيدتي
ليس لها نوافذ
انما خروم صغير تدخلها فضاءات معتمة
وتعيش فيها حشرات ليس لها وجود
بل تكون ضارة في وضعها
تلك هي خطابات من هم خلف الابواب
ومن هم عميان النظر
قلوبهم سوداء
تعبر عن خطاب احتلال مزري
او حكام ظلمة
او توافه القادة
2
فمتى يكون خطابنا شجاع؟
الذي ترتعد له الكائنات
وتسطو كلماته كل الخطابات
وتعتقل فيه العقول
وتهرب منه الجيوش
ويفرح له المستقل
ويعشقه الشباب
والرجال
والنساء
ويكون لنا
صوتا لا يغادر بلادنا
بل يكون دستورنا الموحد
وتاريخنا الاعظم
هنا فوق فلسطين
هنا من القدس
هناك في الامم
في بغداء
في دمشق
في بلادنا العربية
كلماته تقارع الكلمات
وخطاب يسكنه الحق بلا فراق
او حزن
خطاب ليس كما الخطابات
بل خطاب يسكن الجنة
بلا اوهام او احزان
يتضمن الحقيقة النهائية
العبر والسكون
الفضاء والدنيا
3
خطاب هو الخطاب
باوزان الشعر
وقوة البارود
وحطب النار
واعمدة البيت
وجبال الجليل والزيتون
واغصان الشجر
بسهول جنين
وعزة غزة
برصاص الجنود
وشعارات الثورة
ووعود القادة
ودين الحق
وشرف النساء
وحروب ليس الا حروب
قد سجل لها المقام في التاريخ
هي تلك الخطابات التي نريد
خطاب وطن في وطن
خطاب كالطفل في رحم امه
اما ان يولد او يولد
من جديد
#سمير_دويكات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟