|
الفرضية الربوبية الجديدة(New deism) والإصلاح الديني (4)
إتحاد الربوبيين العرب
الحوار المتمدن-العدد: 6005 - 2018 / 9 / 26 - 00:15
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إتحاد الألوهيين العرب و الناطقين بالعربية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط
شعارنا : حرية – مساواة – أخوة
..تتمة
7– الفرضية الربوبية الجديدة : لماذا سمينا ها بهذا الاسم؟ New Deism
1.7 أصل كلمة الربوبية : أصل الكلمة هو نسب عربي لكلمة "الرب" التي تعبر عن الشخصية المتصفة بالحياة و الوعي و العلم المطلق المسؤولة عن وجود الكون أو الأكوان وتعبر في نفس الوقت عن جوهرها و علمها و حضورها عبر الزمان و قوتها الكلية. وكونها أسست هذا الكون المترامي الأطراف عن علم اكتشف بعض اسراره وقوانينه العلماء العصريون فهي إذن قدرة إلهية عظيمة سميناها: العظمة الإلهية Divine Greatness) (DG))
2.7 و الربوبية : هي الإعتقاد في وجود شخص العظمة الالهية ثم التعبير عن محبتها من خلال محبة نتائج عملها التي هي الطبيعة المحيطة أي الكون بما في ذلك الإنسان المتميز بالعقل والكلام داخل السلوك المسالم . 3.7 تعريف الربوبيين : الربوبيون بالمعنى الضيق للكلمة هم المقتنعون بوجود العظمة الالهية.كما يمكن تسمية الربوبيين بالمعنى العام كل انسان مسالم أو يدعو للتعايش و السلام بغض النظر عن الجماعة التي ينتمي اليها حتى لوكانت تدعو للعنف و هو لا يفعل.اذ المقصود ليس التخندق في جماعة بقدر ما هو تحقيق هدف الربوبية الذي هو السلام والتعايش بين البشر .و لذلك فيمكن القول ان الاغلبية على الارض هم ناس ربوبيون حسب هذا التعريف .
4.7 تعريف الصلاة الربوبية: إتفق الاخوة الربوبيون حسب تجاربهم الشخصية في القسم الفرنسي والعربي على هذا التعريف و هو أن الصلاة : هي محادثة شخصية و حرة و مباشرة مع هذه العظمة الالهية أي دون وسيط و في أي وضع كان و في أي مكان و زمان و باي لغة كانت سرا وعلانية .
صلاة شكر العظمة الإلهية كل حين على كل شيء تشكل الصلاة الربوبية الأساس.بعدها يمكن تعظيم هذه العظمة الالهية من خلال التسبيح الذي هو ذكر بالآلات الموسيقية لأعمالها العظيمة في الكون.
لو صار المتخاصمون الآن من يهود و مسيحيين و مسلمين، ربوبيون (دون التخلي عن ديانتهم الاصلية أو جماعاتهم ) لأمكننا أن نرى كل هؤلاء في البيعات والمساجد و الكنائس مجتمعين مع بعض يصلون صلاة الشكر و التسبيح و يتقاسمون الأكل والشرب و هم متعايشين دون كراهية أو حقد أوحروب لكان عالمنا في افضل حال ...
5.7 موقف الربوبيين من الأديان ؟
الربوبية تيار فكري عقلاني بديل للأديان.
لأن الأديان الموجودة في محيطنا تُخندق الناس في طوائف متكارهة و متصارعة لحد التناحرعلى السيادة و السلطة و الثروة في الأرض بل التناحر حتى داخل نفس الطائفة. و كل منها تدعي أنها أحسن من الطوائف الأخرى من خلال ما تدعو له من سلوك و ما تقدمه بالمقابل للافراد من وعود أو مزايا.و بما أن كل طائفة تدعو للإلتحاق بها فهي ترجو القوة من خلال قوة عدد أتباعها الذي تشكل به قوة الجماعة..
هذا السلوك نجده عند الانواع الأقل تطورا من الإنسان التي تعيش في جماعات (أو الإجتماعية بغريزتها) . إذن هو سلوك نابع من الطبيعة الحيوانية للانسان كما عرفناه علميا أعلاه.
و معلوم من خلال الملاحظة العلمية الموضوعية أن الأفراد من هذه الأنواع لهم حظوظ أكبر للاستمرار في الحياة وللحماية و التكاثر داخل الجماعة من إذا كانوا منعزلين عنها حيث يتعرضون للمفترسين من الحيوانات الاخرى.لذلك نجد الدول ذات المجتمعات المتقدمة والمتطورة قد أصبحت علمانية و لم تعد تحتاج للأديان كي تعطي قوة لأفرادها و إنما صارت لها قوانين جديدة هي حقوق الانسان تهتم بالافراد حتى لو كانوا منعزلين .و لذلك إنحسر دور الأديان فيها كتطور تاريخي واعي كان لا مفر منه لتقدمها في مجال العلوم الحديثة و التكنولوجيا يعبر عن نضج و وعي الإنسان و إحساسه بالمسؤولية تجاه أخيه الانسان.
إذن إذا كانت الأديان تخضع لقانون بيولوجي هو قانون تنظيم الأنواع التي تعيش في جماعات مثل الأسود و النمور والنمل والنحل و غيرها و التي تهاجم المختلفين من الأنواع الأخرى أو حتى من نفس النوع ، فإن الربوبيين يعتقدون أن الإنسانية تقتضي عدم إعتبار الناس أعداء بل شركاء في الأرض يجب بينهم الإحترام و التعايش والتعاون ضد الأعداء الحقيقييين للإنسان كالجهل والجوع والمرض و غيرها من الكوارث الطبيعية التي تصيب البشرية..و لهذا السبب نرى أن العقل و العلوم الحديثة هي الأسلحة التي يجب بها مواجهة هذه الأوجاع.
الربوبية إذن هي نسق فكري جديد للإرتقاء بالإنسان المتخلف بالجهل و الأمية من صف السلوك الحيواني الى صف سلوك الإنسان المتحضر والمتقدم والمتطور إجتماعيا الذي يمكنه ان يستحق الحرية و يسلك بمسؤولية.
الربوبيون مفكرون أحرار...ليس بينهم رجال دين أو و لكنهم معنيين باصلاح الأفكار تجاه الدين بالعلم الحديث والفلسفة و المنطق والحساب و غير ذلك ..
هذه الفرضية هي مجال للتفكير والتأمل في مختلف أسئلة الوجود و معاناة الإنسان وليس لتنميط الناس ..لأن الإختلاف والتنوع هما قوانين عامة في الكون كله...
و إسم (الربوبية الجديدة) الذي له دلالة دينية وجدناه في محيطنا بالمعنى الذي هو به متداول و إخترناه لنفرق به بين النظرية الربوبية القديمة بنحو 5 قرون و النسق الفكري الجديد الذي أنتجناه سنة 2011 بناء على نتائج العلوم الحديثة و دراسات السلوك الحيواني.
لذلك فإتحاد الربوبيين هو إتحاد ناس مسالمين ضد العنف والحرب والعنصرية والكراهية بين البشر ...و لا يشترط الإتحاد أي إعتراف بوجود العظمة الإلهية للتشارك في فعل الخير و نشر المحبة والسلام بين الناس بل الشرط هو السلام .لأننا و نكرر مرة اخرى نعتقد أن هذه العظمة الإلهية بوصفها عظمى لا تحتاج لأي إعتراف أو مساعدة على شكل عمل في سبيلها .
6.7علاقة إتحاد الربوبيين لشمال إفريقيا و الشرق الأوسط بالإتحاد العالمي للربوبيين :
إن الإتحاد العالمي للربوبيين( WUD (World --union-- of deists الذي مقره في أمريكا و الذي نحن أعضاء سابقين فيه:
أولا يقول بأن God أي الله بعد أن خلق العالم تركه .وكما سبق أن بيننا في الفقرة 4.6 أعلاه من خلال المعطيات الفيزيائية نحن نعتقد بأن الكون يتمدد إلى حجم هائل جدا ثم يتقلص إلى حجم صغير جدا ذي قيم كثافة و حرارة وضغط هائلة و لا ينعدم. ثم ينطلق مجددا في حالة تمدد مثل ما تصفه نظرية البيغ بانغ السابقة الذكرعلى شكل دورات أبدية أي أنه أبدي يمر بدورات مثل سائر الظواهر الدورية التي تحدث داخل الكون نفسه مثل دورة الفصول و دورة الشمس والقمر و النجوم و دورة المادة ودورة الماء وغير ذلك من الدورات التي هي نفسها كظاهرة قانون طبيعي إلهي .و إذا كان الخلق يعني إيجاد شيء من العدم .فعملية الخلق هنا كما بيننا تبدو من خلال تصورنا المبني على هذه المعطيات الفيزيائية لم يعد ذي موضوع .الأمر يتعلق بظاهرة تكوين خاضعة لقوانين العظمة الإلهية فحسب.
أما مسألة أن العظمة الإلهية قد تركت العالم فيبدو لنا أن هذا التصور قاصر عن الفهم .لأنه كما أسلفنا قبل قليل الكون يخضع لقوانين فيزيائية مضبوطة وفقها تم تكوينه .و بالتالي فالإعتقاد بوجود شخص هذه العظمة منطقيا يفترض حضورها الكلي بأشكال مختلفة في هذا الوجود.و جهلنا بهذا لا يعني عدم وجوده .
هذا أول الإختلافات الأساسية بيننا نحن في شمال إفريقيا و الشرق الأوسط وبين الإتحاد العالمي للربوبيين الأمريكي.
ثانيا يأخذ إتحاد الربوبيين في أمريكا بكتابات ربوبيين قدماء تقول بأن God أي الله قد أعطانا العقل و لم يعطنا الأديان.و إتخذ هذا شعارا له وكتبه في يسار أعلى صفحته على الانترنيت deism.com هكذا : God has given us reason not religions
نحن ، كما سبق أن قلنا، نعتقد أن التكتلات الدينية البشرية و الطوائف تخضع كما الحقيقة العلمية لسلوك حيواني محكوم بقانون بيولوجي هو قانون تنظيم الانواع في جماعات منظمة لإعطاء الأفراد قوة داخل الجماعة و لها قوانين تنظيمية مثل باقي الحيوانات .
و الإختلاف الثاني هو ما يسميه الإتحاد العالمي للربوبيين GOD كشخص مذكر و نسميه نحن العظمة الإلهية DG كشخصية حية وواعية متصفة بالعلم المطلق والحضور الكلي و الأبدي لا جنس لها أي ليست مذكرة ولا مؤنثة و لا جوهر مادي لها. لأنه لوكان لها جوهرا ماديا فستجري عليها القوانين الطبيعية المعروفة و التي هي من صنعها .و هذا مستحيل في شخصها كما نتصوره .
الاختلاف الثالث هو اننا لا نشترط ترك الدين للانتماء للاتحاد الربوبي و انما نشترط السلام فقط .وعلى هذا الأساس فالفرضية الربوبية تريد أن تلغي الحوا جز الدينية المؤدية للعنصرية و الكراهية عند الإنسان و ترتقي به لصف التوحيد تجاه العظمة الإلهية الحية و الحاضرة في كل زمان .
الفرضية الربوبية الجديدة إذن تتغيأ جعل الناس أحرارا و متساوين و مسؤولين أمام هذه العظمة الإلهية لينخرطوا حسب قدرتهم و إمكانياتهم في النهضة والتقدم من خلال الشعور بالمسؤولية والقيمة لنشر المحبة وفعل الخير والسلام.....
7.7 تنظيم الكون والحياة من طرف العظمة الإلهية :
واقع الحال وملاحظة الطبيعة يثبتان أن العظمة الإلهية أسست الكون و الوجود وفق قوانين طبيعية مضبوطة إكتشفها العقل البشري بالفكر العلمي من خلال التجربة والملاحظة . ومعناه أنها تعمل من خلال القوانين الطبيعية .و تخترق الوجود و الكون بالحضور و العلم بطريقة ما .
و الانسان يخضع لزوما لهذه القوانين ولا يمكنه أن يعصاها .قانون الجاذبية مثلا .قانون النمو.للساعة البيولوجية للجسم .لقوانين الوراثة ...للضغط الجوي.للتغيرات في درجات الحرارة .لتغير الفصول الخ
و الانسان في المجال المتاح حر أن يفعل الخير او الشر بالنسبة للبشر كمفهوم بشري كلما تمكن من الوسائل وكانت لديه الارادة لفعل ذلك.مفهوم الشر والخير البشري لا وجود له بالنسبة للعظمة الإلهية .
و حريته كما نعتقد هي تعويضه عن وعيه بقدره المحتوم الذي لا تعرفه باقي الكائنات الحية .
8.7 الكلام الإلهي وفق الفرضية الربوبية الجديدة :
توصل أغلب الربوبيين من خلال المناقشات عل التالي :
أن كلمة دين أصلها كردي (به دين) تعني العلم الحق أو الصحيح .وما صار يسمى دينا في الشرق الاوسط هو في حقيقة الامر تلاوين لدين واحد هو الدين اليهودي القديم قبل الميلاد الحاضرة نصوصه في نصوص هذه الأديان والتي كتبها اليهود القدامى بصيغة الغائب عن العظمة الإلهية أي أنها كلام عنها تحولت فيما بعد إلى ما يسمونه كلامها و هو كلام بشر ينطقونه بأفواههم و يصيتونه بأصواتهم و يغنونه كما تغني الطيور ذات النوع المختلف و لم ينتبهوا لنوع هذه العظمة الإلهية الواحد في صنفه غير المادي الأبدي الذي لا جنس له و له لزوما بحكم الاختلاف كلاما آخر مختلفا عن كلام البشرالمنسوب له و المكتوب بما يلغوه البشرمن كلام يتناقض مع معلومات العلم الحديث .نوع تصوروه جسما ماديا و جسدوه كإنسان ضخم مذكر الجنس يلعب دور الشرطي في هذا الكون يمكن أن يكون له إبنا و لهوا و غير ذلك .
ولوكان الذين يقولون "كتب مقدسة" يعتبرونها كذلك لما خالفوها ولما تصرفوا فيها .
ألا يقول أحدها في الوصايا العشرالتي يتفق حولها الجميع : لا تقتل ، لا تزن ، لا تشهد بالزور ، الخ ؟
لكن ماذا يحصل يوميا على أرض الواقع بين اليهود والمسلمين الحاليين و غيرهم في إسرائيل ؟
قتل متبادل يوميا ..و تزوير للاحداث و إفتراء للأكاذيب يوميا عن بعضهم البعض ..بإسم الدفاع عن الطائفة .و الحرب عندهم خدعة ولا مشاكل ..
لكن لا يجب ان ننسى أن تلك الكتب المقدسة رغم ذلك تدخل ، كنشاط بشري ، في تنظيم الجماعات الإنسانية ، يخضع بدوره لقانون تنظيم أنواع الكائنات الحية التي تعيش في جماعات .و هذا القانون طبيعي إلهي.
أما الكلام الالهي الذي لا يتغير و الذي لا يمكن لأحد أن يخالفه أو يدعي امكانية تغييره او نسخه، فيمكن أن نجده في نتائج عمل العظمة الالهية وما انبثق عنها من اعمال و صنائع اي الطبيعة نفسها بعد التأمل الرزين فيها و يمكن أن يكون متخذا أشكالا مختلفة و متنوعة .
كمثال منه الملايين ، درسنا المثال التالي :
تُعَرف البيولوجيا الجزيئية biologie moléculaire مصطلحا يسمى اللغة البروتينية language protéique وهي تلك اللغة المستعملة في صنع البروتينات داخل الخلايا الحية.ومعلوم أن كل الخلايا بإستثناء الفيروسات ذات البنية الخاصة ، لها غشاء هيكلي صلب خارجي زائد غشاء سيتوبلازمي لَين من الداخل إذا كانت نباتية وفقط غشاء سيتوبلازمي إذا كانت حيوانية .هذه الاغشية تحد السيتوبلازم و العضيات الخلوية والنواة المحاطة بغشاء نووي مزدوج يشبه الغشاء السيتوبلازمي.بالنواة يوجد جزيئة الحامض النووي الريبوزي الناقص الاكسجين ADN أوDNA الخاصة بالنوع النباتي أو الحيواني الذي تنتمي له الخلية .الحمض النووي هو جزيئة عملاقة تحتوي على الرمز الوراثي للخلية الذي يتضمن نسخ من خصائص أنواع الجزيئات التي تحتاجها الخلية ويتم صنعها داخلها خلال حياتها سواء تعلق الأمر بالبروتينات أم السكريات أم الدهون و غير ذلك .
البروتينات هي عبارة عن سلاسل من وحدات تسمى الاحماض الامينية يفوق عددها 100.و بما أن عدد الاحماض الامينية التي هي مختلفة لا يتجاوز 20 فمعنى ذلك ان البروتين الذي به 200 حمض اميني مثلا سيتكرر في تركيبته العديد من الاحماض الامينية المختلفة حسب الرمز الوراثي المطابق له . و بما ان صنع البروتينات يتم في السيتوبلازم و الرمز الوراثي موجود في النواة ، فمن البديهي أن النسخة الخاصة بكل بروتين يتم صنعها في النواة ثم تهاجر إلى السيتوبلازم حيث تقوم بمهمتها .هذه النسخة المهاجرة التي تحمل الرمز الوراثي تسمى ال ARNm أي "الحمض النووي الريبوزي الرسول ".هذا الاخير يتكون من سلسلة واحدة من النيكليوتيدات المرتبطة مع بعضها.(كل نيكليوتيد يتكون من سكر الريبوز وحمض الفوسفور و إحدى القواعد الآزوتية التالية : الأدنين – السيتوزين – الكوانين –الأوراسيل)..في الواقع نجد قاعدة التيمين في ال ADN عوض الاوراسيل . كما ان ال ADN تتكون من سلسلتين من النيكليوتيدات المرتبطة مع بعضها في شكل لولبي على مستوى القواعد الازوتية بروابط هيدروجينية ضعيفة .
الملاحظ أن السيتوزين ترتبط دائما مع الكوانين و الأدينين ترتبط دائما مع التيمين على طول السلسلتين.
و اذا رمزنا للقواعد الاربعة المختلفة حسب اسمها هكذا : السيتوزين الكوانين التيمين الأدنين CGTA
فإن ما يقيم الاختلاف بين النيكليوتيدات هو هذه القواعد الازوتية .و تتابعها أو تكرارها هو ما يشكل الرمز الوراثي .يمكن أن نضع هنا رمزا وراثيا في ال ADN ثم الرمز المطابق له في ال ARNm مع أخذ بعين الاعتبار أن التيمين يعوضها الاوراسيل في هذا الاخير .
رمز ال ADN : AAA TTA CGC CCT GCC TAG
ال ARNm المطابق له : UUU AAU GCG GGA CGG AUC
و عند صنع ال ARNm في النواة تنفتح السلتين على مستوى هذه القواعد و يتم صنع سلسلة متطابقة مع أحد سلسلتي ال ADN .ثم يهاجر هذا الحمض النووي الريبوزي إلى السيتوبلازم .
في السيتوبلازم يلتصق ال ARNm بعضيات تسمى الريبوزم ثم تبدأ عملية قراءة الرمز الوراثي المتضمن فيه ثلاثا ثلاثا تسمى كودون codons .إذ كل ثلاث قواعد بترتيبها ترمز لأحد الأحماض الأمينية العشرين المختلفة الموجودة في الخلية .و يكفي ان يتغير ترتيب أمكنة هذه القواعد في اي كودون لتعني حمضا أمينيا مختلفا . و الذي سوف يحمل الاحماض الامينية هو ARNt آخر يسمى ناقل لانه ينقل هذه الأحماض الامينية في الترتيب الذي توجد به في ال ARNm .
و هكذا يبدأ تثبيت أول حمض أميني في السلسلة ثم يربط بالحمض الاميني الثاني الذي يليه في الرمز الوراثي المكتوب على ال ARNm و هكذا تتتابع لذلك عملية القراءة .قراءة الرمز الوراثي المتضمن في ال ARNm المرسل من النواة للسيتوبلازم كأنه رسالة . .معناه ما هو مكتوب بالقواعد الازوتية الخمسة هي لغة نووية و رسالة مكتوبة بالمادة ومستعملة في صنع البروتينات في السيتوبلازم .تتدخل في هذا الصنع الانزيمات المختلفة و الطاقة و الكو انزيمات و غير ذلك . يمكن مراجعة الصنع الضوئي عند الخلايا اليخضورية التي تستعمل الضوء ووصف التفاعلات الضوئية المنتجة للطاقة على شكل ATP و للمختزل NADPH2 من طرف النظامين الضوئيين PS I و PS II لرؤية المنطقية في هذه الظواهر و مبادئها المضبوطة التي تؤدي لصنع المادة العضوية عند هذه النباتات . كما يمكن الإطللاع على الظواهر المدهشة لسلوك مختلف مكونات الجهاز المناعاتي و الخلايا المتطورة عند الانسان في مستوياتها الثلاث .
خلاصة : إستخلصنا من هذه كله و من الملايين من الامثلة في المادة الحية و غير الحية كحركة النجوم والكواكب و ترتيبها في الكون أن اللغة الإلهية هي هذه التي إكتشفها العقل الخلاق للإنسان في الخلق الالهي .إنها مجموع الرسائل والمبادئ و الأنظمة و التوازنات و القوانين و النواميس الطبيعية التي بُنيت عليها البنى العملاقة suprastructures و البنى المجهرية Microstructures والمواد و الظواهر و الأشكال الظاهرة على الأرض و في الجزء الذي تسمح بملاحظته وسائل الرصد الحالية . العظمة الإلهية كتبت هذه القوانين و التوازنات والرسائل و المبادئ بالمادة وبالظواهر الطبيعية عند ما شاءت إظهار كل هذه الظواهر الكونية في الزمن المحدد الذي قررته و اكتشف العلم الحديث بعضا منها بالعقل و الملاحظة والتجربة و الإستدلال المنطقي والحساب .
هذه هي اللغة الالهية او الكلام الالهي .كانت دائما صالحة منذ ملايير السنين وستبقى صالحة لكل زمان على الارض و ربما في كواكب آخرى إذا كان فيها أناس مثلنا يخضعون لها و لا يمكنهم عصيانها و لن تزول إلا وفقا لقوانين إلهية أخرى طبعا طبقا للمشيئة الالهية نفسها في الزمن الذي تحدده هذه العظمة .
هل يمكن لأي كان من سكان الارض مثلا أن يقرر عدم النمو.قانون النمو عند الكائنات الحية حتمي.
هل يمكنه أن يعصى قانون الجاذيية و يلقي بنفسه من أعلى جبل مثلا ماعدا إذا كان مضطربا عقليا و ليس في حالته الطبيعية .
لا يمكن حتى إدعاء تغييرالكلام أو القوانين والنواميس الإلهية فمابالك تغييرها .مستحيل. أما الشرائع الثراثية في الأديان البشرية المنسوبة للعظمة الالهية فقد تم تغييرها بالغعل عن طريق البشر كما رُوي في الثراث الديني . و يخبرنا هذا الثراث كل مرة عبر التاريخ بشخص ينسخ ما قبله . مثلا بولس الرسول حسب ما يلقبونه في المسيحية أو شاول اليهودي الذي صارمسيحيا قام بتغيير الشريعة اليهودية و نسخها .إذن قام بذلك لأنها بشرية وليست إلهية ...فهل يستطيع بولس قانون الجاذبية مثلا أو هل يمكن لاي بشر ان يفعل ذلك ؟
ليجرب حظه اذا استطاع .
نتذكر ذات مرة حين قال القرضاوي في برنامج الشريعة والحياة على قناة الجزيرة حرفيا حول نظرية التطور: ("حينما تصبح النظرية دي حقيقة واقعة ممكن نؤول ، وكما قال الشيخ عبد الوهاب الدر في كتابه قصص القرآن (القرضاوي الذي يقول هنا نقلا عن عبد الوهاب ) : حينما تصبح قضية نظرية داروين مثل ...كالسماء فوقنا والارض تحتنا يعني تصبح حقيقة قطعية نضطر في الحالة دي نؤول آيات القرآن " لاعادة تأويل القرآن ") ( أنظر رابط الفيديو في الهامش أسفله. )
يبدو لنا بغض النظر عن موقف الشيخ من نظرية التطور ، التي هو غير متخصص في مجالها حتى يعطي رأيه فيها ، فالمهم ما قال بالنسبة للثراث الديني :"نضطر في الحالة دي نؤول آيات القرآن "
معنى هذا أن التفاسير الموجودة قبل التأويل ستصبح لاغية بعد التأويل الجديد أي منسوخة .لأن التأويل هو تغيير المعنى للكلمات و العبارات الواردة في النص بعد معنى أولي معطى لها بشريا.و إذا غير المعاني فكأنه قام بالنسخ تماما مثل ما فعل بولس الرسول في المسيحية.و التحريف هو تغيير في المعنى الاصلي للكلمات او في الكلمات نفسها .
و ما الذي سيستفيد منه المقصودون بتقديم التأويل الجديد لهم غير المعنى الجديد و تبقى حروف الكلمات التي تم تغيير معناها كأنها بلا روح لا تنطق من نفسها وتدافع عنها .إذا قام القرضاوي بالتأويل و اعطانا معاني جديدة لنصوص فمعناه اننا نتبع كلام القرضاوي . فليحرف القرضاوي و غيره ما يريدون و ليؤولوا ما يريدون .هم أ حرار. لكن التاريخ هو الذي سيحكم عليهم جميعا .
نحن لسنا بلاعقل حتى نتبع القرضاوي أو غيره . لذلك اتجهنا للفكر العلمي الحديث و نصحنا بتدريسه وتعميمه في غير ما مناسبة .لان هذا الفكر هو فكر باحث في الكلام الالهي النافع للانسان بكل تاكيد اي تلك القوانين و المبادئ التي بنيت عليها المادة و انظمتها والتي تحدثنا عنها أعلاه .و ما التقدم والنهضة التي حدثت في اروبا و امريكا و غيرهما سوى نتائج لهذا التوجه .
هل يستطيع القرضاوي أو غيره أن يتجرأ على القول أنه سيغير قانون الجاذبية أو قانون الفساد بالمعنى العلمي أي تلك السلسلة من التفاعلات التي تؤدي بجسم عضوي ما الى التحلل و المعدنة مثلا ؟
فليتفضل اذا إستطاع .
القرضاوي إنسان ضعيف مثلنا تائه في هذا الكون يخطئ ويصيب .اذن اي تأويل و اعطاء المعنى كما التفاسير تجعلنا امام معاني بشرية لنص كتبه البشر حسب ما روي في الثراث الديني ويمكنه أن يكون مخطئا .
اذن الناس المقصودين هنا بالتاويل تاخذ هذا المعنى البشري من الممكن ان يخطؤوا ويجب ان تضع عليه علامة استفهام .لأنه فقط كلام البشر خطاء.
هل هذا مثل القوانين الالهية التي قلنا انها هي الكلام الالهي و لغة الله المكتوبة بالمادة في الكون ؟ كلا .
المبادئ والقوانين والأنظمة و التوازنات هي ما يشكل جزءا يسيرا جدا في الفضاء المرصود و بوسائل الرصد الحالية من كتاب الطبيعة أو كتاب العظمة الالهية الفسيح الذي لا يستطيع أحد ان يكتبه الا هي .و اذا قلنا يمثل 1% مما يوجد في الكون فعلا فقد يكون كثيرا.
يمكن أن نكتب معادلة الجاذبية التي تلخص قانون الجاذبية برموز معينة لكن هذه الكتابة هي كتابة عن القانون و ليست القانون في حد ذاته .
إذن إذا كان هذا هو الكلام الالهي ، فهل معنى هذا أن العظمة الالهية لا يمكنها أن تساعد البشر الذين يطلبونها مستعملة اللغات البشرية في مخاطبتهم؟ بلى و لكن هذه المساعدة لا يمكن أن تعطي للانسان معلومات مخالفة للعقل أو مخالفة للواقع أو مساعدة ضارة بالناس.بمعنى لا يمكن للعظمة الالهية ان تعطي معلومات لبشر عن شيء مجهول يتبين فيما بعد انها مخالفة لمعطيات العلوم او للواقع او للعقل حتى يمكن القول أن من أوجد الكون لا يعرف كيف هو هذا الكون الذي أوجد .
اذا كان هذا لا يقبله العقل البشري فكيف يمكن نسبته لمن أوجد البشر و موصوف بالكمال والتوحد والعلم الكلي ؟
لذلك قلنا في بداية هذا الكتاب ان الاصلاح الديني لا يمكن ان يتم فيما هو الهي و إنما فيما هو بشري منسوب خطأ للعظمة الالهية .
و اخيرا يمكن التساؤل : هل يمكن للانسان الإستفادة من القوانين و المبادئ الفيزيائية والبيولوجية و غيرها أي من الكلام الالهي ؟
بكل تأكيد .
فمبادئ صناعة السيارات والطائرات و وسائل الإتصالات وغيرها مبنية أساسا على مبادئ علوم الفيزياء التي إكتشفت قوانين ظواهر طبيعية تؤدي للحركة ونقل المعلومات و غير ذلك .
و يجب ان لا ننسى ونحن وصلنا تقريبا لنهاية هذا الكتاب مما تقدم الممكن استنتاجه بالمنطق أن مقاييس العظمة الالهية ليست هي مقاييس البشر بسبب حجمهم في الكون و بسبب دعامتهم المادية التي يتكونون على اساسها . و لذلك لا يمكن نسبة مشاعر البشر و مفاهيمهم للعظمة الإلهية منطقيا .لأن جوهرها غير مادي. فلوكانت كذلك فتسري عليها القوانين الطبيعية التي صنعت. و هذا مستحيل . القوانين الطبيعية تسري بنفس الطريقة عبر الزمان فقط على الكائنات الخاضعة لها حية وغير حية بإستثناء العظمة الالهية وحدها .
و الضعف الحاصل في البشر هو بسبب هذه الدعامة المادية التي تتغيرعبر الزمان و يجد البشر أنفسهم فيها كقشة تبن محمولين على سطح تيار مائي سريع وجارف تجري عليها القوانين الطبيعية وتخضع لها.
لذلك أنسن البشر العظمة الإلهية و أسقطوا عليها صفاتهم ..سموها أبا و وصفوها بالغضب و التعب وغير ذلك من صفات البشرالمرتبطة بالنقص الحاصل بسبب الدعامة المادية .و هي إذن كلها مفاهيم بشرية داخلة في علم هذه العظمة الالهية عن البشر .لكنها ليست صفاتها .الغضب مثلا يزيد وينقص و يستحيل في صفاتها أن تتصف بالزيادة والنقصان لأن شخصها كامل بالمطلق في كل شيء في العلم والحضور في الزمان الابدي.
ملحوظة 1 : المفاهيم الواردة في هذه الفقرات هي خطوط عامة يمكن التوسع فيها والبناء عليها في أي خطاب عقلاني إصلاحي للثراث الديني يوحد الجميع في شمال افريقيا والشرق الأوسط ..
ملحوظة 2: بالنسبة للمسائل التي لم تدرج هنا و التي يمكن ان تكون موضوع سؤال فيمكن الرجوع لعلوم البيولوجيا لتلقي الجواب عنها .فالنظرية الالوهية كما قدمنا هنا في خطوط عامة تعتمد اعتمادا كليا على الفلسفة والنظريات العلمية و نتائج العلوم و الفكر العلمي الحديث .
رابط فيديو القرضاوي و نظرية التطور : https://www.youtube.com/watch?v=c3KT5u2zFdg
#إتحاد_الربوبيين_العرب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرضية الربوبية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (3)
-
الفرضية الربوبية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (1)
-
الفرضية الربوبية الجديدة (New deism) والإصلاح الديني (2)
-
تهنئة لليهود و المسلمين بحلول السنة الجديدة
-
بيان تضامني للربوبيين العرب مع تونس بمناسبة توجهها العلماني
...
-
بيان الربوبيين العرب بشأن العنف في المنطقة
-
رأينا بمناسبة نقل السفارة الأمريكية لأورشليم القدس
-
بيان الربوبيين العرب بشأن تدخل إيران في المغرب
-
بيان تضامني للربوبيين مع الأستاذة أسماء المرابط
-
بيان إتحاد الربوبيين العرب بخصوص عفرين
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|