|
منهمكون في تعميق العسكرة والتهيؤ للحرب ورفض السلام
سهيل قبلان
الحوار المتمدن-العدد: 6000 - 2018 / 9 / 21 - 12:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لقد قيل كان الله في عون العبد ما دام العبد في عون اخيه، ولم يقل في قتله او احتقاره او استغلاله او دوس حقوقه وكرامته وانسانيته، وبناء على الواقع فالمطلوب اقامة جمعية الحفاظ على الضمير اسوة بجمعية الحفاظ على البيئة نظيفة وجميلة، فاذا وصل الامر بالانسان الى اقامة جمعية للحفاظ على الحيوان، فهذا موضوعيا يشير الى انسانيته وشفقته وعطفه على الكائنات، ولكن ماذا يقول الواقع، فالبراهين اكثر من ان تحصى مؤكدة ان الانسان يتصرف بشراسة واحقاد اكثر من الحيوانات المفترسة في سعيه لفرض سيطرته على الآخر، مستندا الى قوته وضعف الاخر، غير آبه للقيم الجميلة والشرائع الانسانية النبيلة، ويقولون ليست القضية ما هو رد الفعل بل ما هو الفعل، ولكن المسؤول في اسرائيل لا يعرف ويرفض تذويت حقيقة ان رد الفعل الرافض او المقاوم للفعل السيء والشرير والمضر الذي نفذه هو الامر الطبيعي للفعل السيئ الذي نفذه، وفقط الاحمق الصنم المتحجر من يتوقع الاستقبال بالاحضان والقبل للص الواضح والمعلن عن نفسه انه يريد اقتحام المكان للسرقة وللعبث بالمحتويات وليس للراحة وشرب فنجان قهوة واقامة علاقات اخوية واحترام الانسانية وحسن الجوار، ويا ويل من يعادي حكام اسرائيل ويقول لهم لا، الزموا حدكم، لدرجة جعلوا العفو في الدولة مستباحا ومباحا بالذات لليهود من منطلق انهم فوق البشر ويحق لهم ما لا يحق لغيرهم. فكم من قاتل او محرض على القتل او سارق او فاسد او نمام جرى العفو عنهم ومنهم من تسنم وظائف رفيعة في السلطة ويحق لهم التجول بحرية في البلاد، فعهد التميمي الطفلة البطلة من النبي صالح لانها صفعت بيدها جنديا اقتحم بيتها ولم تطعنه بسكين ولم تضربه ببلطة ولم تطلق عليه الرصاص، حوكمت وسجنت تسعة اشهر، كونها عربية تجرأت على اهانة في عرفهم يهودي مسلح، بينما الجندي اليئور ازاريا اطلق الرصاص عمدا على فلسطيني جريح ينزف وارداه قتيلا حوكم بحكم يثير السخرية وجرى العفو عنه وبعد خروجه من السجن استقبله وعانقه المجرم العنصري السادي الاكبر نتن ياهو ورفض الاعتذار او الندم على ما فعله وقال انه سيقوم بالعمل ذاته اذا ما اتيحت له الفرصة وفي عرفهم هذه قمة الانسانية كون الجيش هو الاكثر اخلاقية في العالم، بينما افعاله تؤكد انه الاكثر وحشية وعنصرية واجرامية في العالم، والمعالم التي تثبت همجيته كونه الاداة الفعالة السامة في يد عصابة دولة تأنف وتشمئز من مجرد سماع كلمة انسانية وتصيبها الحساسية الزائدة من سماع كلمة فلسطين وفلسطينيون ولغة عربية، نعم تلك المعالم اكثر من ان تحصى ومنها على سبيل المثال البروة وصفورية ولوبية والمطلة وسحماتا وميعار وبحر البقر وابو زعبل وحصار غزة ودوام الاحتلال وممارساته والاستيطان، وغير ذلك المئات من المجازر والمواقع ومنها كفر قاسم ودير ياسين وقبية وصبرا وشاتيلا واقتحام بيروت ويوم الارض وشفاعمرو وهبة الاقصى. بينما لا يوجد اي معلم يثبت همجية ووحشية الفلسطيني فكونه رازحا تحت الاحتلال وشرد من وطنه وطرد من بيته ويلاحق في الشتات فمن حقه المشروع والمقدس المقاومة والرد على ممارسات جنود الاحتلال وان قتل مجموعات من المتنكرين له فللدفاع عن نفسه وفي اطار رد الفعل على الفعل السيئ الذي اضطره لذلك، وعلى كل واقعي وموضوعي التعامل مع السبب الذي يؤدي الى واقع سيئ ومعالجة السبب بموضوعية يضمن زوال نتائجه البشعة والسيئة، من منطلق اقلع الضرس واقلع وجعه، فالى متى يواصل القاتل عمدا وفي وضح النهار نهجه الدموي ويسرح ويمرح على كيفه ويا ويل من ينفجر فيه بعينين محمرتين ومحاولة لجمه ولنقلب الوضع فلو كانت اسرائيل هي الرازحة تحت الاحتلال ويمارسون ضدها ما تمارسه اليوم ضد الفلسطينيين فهل كانت ستشكرهم، يصرون استنادا على دعم الويلات المتحدة الامريكية المشؤوم والارعن ماديا وروحيا، وهو اشبه بمن يحفر قبره بيده على ممارسات القتل والنهب والحصار والترحيب والاذلال وانتزاع قول امرك يا سيدي مهما كان الثمن من منطلق السادية ويصرون على ان تؤدي طقوس الحقد والعشق وفق املاءاتهم دورها على اتم وجه الحقد على الخائن اللئيم الفلسطيني لانه يصر على حقه في العيش باحترام وكرامة وحرية في دولة له على ارضه التي ولد فيها ولم يأت اليها من اية دولة في العالم بحجة انه شعب بلا ارض اتى الى ارض بلا شعب. وفي عرفهم عليه مع غيره حتى من دول العالم ان يحب ويعشق الاسرائيلي الطيب والنزيه والمهذب والقوي وتصديقه وهو يكذب علانية والاعجاب بساديته ودمويته وحبه حاقدا ومرهبا للفلسطيني الذي عليه ان يؤخذ ويقدر لمعان الاسرائيلي الباهر والساطع بالعنصرية والبغضاء والحقد والتشاوف، خاصة ان الويلات المتحدة تدعمه وتحميه، ورسالة الحياة في اسرائيل هي تغيير الانسان ولكن السؤال الى اي واقع ونهج ووضع وبناء على الواقع فهم يسهرون ويقضون اوقاتهم في التفكير العقيم والحامل بالكوارث، نعم شعب اسرائيل نفسه وليس قادته فقط منهمك في هموم الساعة بدفع من طغاته السفاحين في شراء الطائرات والدبابات والمدافع والقنابل وتضخيم الاسطول العسكري ومكافحة تواجد ايران في سوريا وحزب الله في جنوب لبنان وعزل الاسد عن الحكم وتكثيف الاستيطان، ويتملكهم التفكير الدائم ماذا واين وكيف سيدمرون ولا يهم ماذا في اراضي دول الجيران وعلى من يتآمرون وكيف وماذا سيسرقون وينهبون بدلا من السهر على خلق حياة جديدة وحضارة للانسان بغض النظر عن انتمائه وتعميق المحبة والتعاون البناء لما فيه حفظ انسانيتهم جميلة وطيبة .
#سهيل_قبلان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المطلوب اغلاق الابواب امام الفاشية وليس فتحها
-
وضع حد للاحتلال يضمن زوال الواقع السيء في البلاد
-
قاتل المرأة قاتل للانسانية
-
الانتصار على النازية شهادة شرف للشيوعية
-
المطلب الروسي-السوري يفضح النوايا الأمريكية!
-
من يترحم على المظلومين لا يقترف الجرائم والتسبب بظلمهم
-
حبيبتي انسانة كاملة
-
بوضع حد للبون الشاسع بين السياسة والاخلاق يكسب شعب اسرائيل ا
...
-
صيانة مصير الحضارة البشرية مسؤولية مشتركة للجميع
-
نيل المرأة لحقوقها كاملة يكون فقط في كنف الاشتراكية
-
طروحات الجبهة وعمودها الحزب الشيوعي: برنامج الواقعية والموضو
...
-
المستقبل للاشتراكية
-
تقوية الصوت الشيوعي يعني تقوية تغريد البلبل
-
المطلوب في يوم الطفل العالمي
-
اليهودي عاشق الحياة واليهودي عاشق الموت
-
شجرة الحياة الشيوعية
-
حرية الفوضى وقتل الفلسطيني!
-
للشيوعية رسالة تاريخية
-
إلى أين يقودنا نتنياهو
-
استمرارية الكرة الأرضية خضراء بانتصار الشيوعية
المزيد.....
-
ياسمين عبدالعزيز بمسلسل -وتقابل حبيب- في رمضان
-
ياسين أقطاي: تركيا والنظام السوري الجديد أكثر دراية بمحاربة
...
-
السويد- الإفراج عن مشتبه بهم فى حادث مقتل حارق القرآن
-
عمّان.. لا لتهجير الفلسطينيين
-
ترمب: بلادنا ليست منخرطة في أحداث سوريا
-
لماذا يصر ترمب على تهجير الفلسطينيين من غزة لمصر والأردن؟
-
كشف جرائم جنود أوكران بحق مدنيين بكورسك
-
مئات اليمنيين يصلون على رئيس الجناح العسكري لحركة -حماس- بعد
...
-
البيت الأبيض: واشنطن ستفرض رسوما جمركية إضافية على كندا والم
...
-
مصر.. أسد يفترس حارسه بحديقة الحيوان
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|