أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فالح الحمراني - وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العبارة














المزيد.....

وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العبارة


فالح الحمراني

الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:25
المحور: الادب والفن
    


تعد تتيانا تولستايا من المع الوجوه القصصية الروسية من جيل البريسترويكا واكثرها اثارة للجدل. واسست تولستايا لمدرسة (النثر القاسي) لعرضها الجوانب المظلمة في حياة الانسان الروسي دون شفقة ، وتشريح ابعاده النفسية المظلمة. واقامت عالما اسطوريا شخوصه الاطفال الذين ينظرون الى ما حولهم بعيون فطرية وسحرية. وباعتراف كبار النقاد فانها افضل ناثر في ادب القصة القصيرة في الادب الروسي في مرحلته الراهنة واستلهمت منجزات السرد الرفيعة، التي عرفها ادب القرن التاسع عشر الروسي وبداية القرن العشرين، ولم تنسق الى بريق تيارات الحداثة وما بعدها، ساعية الى الالتزام بواقعية سحرية مترعة بالشعرية والحلمية، وصممت على متابعة قضايا الانسان الروحية والاجتماعية.
ولدت تتيانا تولستايا عام 1951 في لينينغراد من اب اكاديمي في مجال علم اللغة والادب (فيلولوجيا)وهي حفيدة الكاتب السوفياتي الكسي تولستوي صاحب (درب الالام ) و( بطرس الاول ) ومتحدرة من سلالة ليف تولستوى العظيم صاحب الحرب والسلام. وانهت كلية الادب واللغة في جامعة لينيغراد بعدها انتقلت الى موسكو. وبدات النشر عام 1983 حينما نشرت مقالتها النقدية في مجلة اوفرورا. وفي منتصف الثمانينات كتبت ونشرت في الدوريات الادبية حوالى عشرين قصة لفتت لها انتباه النقاد. وفي عام 1988 نشرت 13 منها في مجموعة جلسنا عند المدخل الذهبي للبيت وتعاطى النقد الرسمي السوفياتي مع ادب تولستايا بشكوك وحذر، البعض اخذ عليها ازدحام المجموعة، مما جعل من الصعوبة اخذها بجرعة واحدة، واخرون على العكس، زعموا انهم ابتلعوا الكتاب مرة واحدة، وان كافة القصص مكتوبة وفق تصميم واحد، ومبنية بصورة مصطنعة. وعرفت تولستايا في الوسط الثقافي ذي الميول الادبية بانها كاتبة متفردة وذات نزعة مستقلة. ومعظم شخوص قصصها من الناس البسطاء من اهالى المدن غريبو الاطوار(العجائز المحافظات على انماط الحياة القديمة، والشعراء العباقرة والمتخلفون عقليا منذ الطفولة،...)، الذين يعيشون ويموتون في وسط البرجوازية الصغيرة المتعفن والاصم ازاء معاناة الاخرين
ويرصد النقاد مؤثرات فيكتور شكلوفسكي (1893 ـ 1984) ويوري تتيانوف (1894 ـ 1943) من جهة اخرى الكسي ريميزوف (1877 ـ 1957)، في على قصص تولستايا.ففي نصها تتداخل مختلف معاني انساق اللغة، وكقاعدة تنظر الى شخوصها من الجانب الاخر وتستخدم اسلوب الصورة السينمائية في تقليب الحدث. وفي خلافها عن رواد التجديد في التعامل مع الكلمة، فان تولستايا تستخدم الاسلوب الذي طورته بتكوين العبارات المركبة التي تصدم القارئ لما تتضمنه من مفارقة ومفاجئة، مما جعل النقاد يتحدثون عن الثراء الجمالى في اعمالها
وغادرت تولستايا روسيا عام 1990 الى امريكا لعشر سنوات لالقاء محاضرات عن الادب الروسي، وواصلت الكتابة لصحيفة انباء موسكو الليبرالية،وغدت عضو هيئة تحرير مجلة العاصمة .وظهرت ترجمات لقصصها بالانجليزية والفرنسية والسويدية وغيرها من اللغات.وصدرت مجموعتها الثانية تحب او لاتحب في موسكو و اختان بالمشاركة مع شقيقتها ناتاليا.
وصدرت في عام 2000 اول رواية لها كيس عن روسيا الممسوخة بعد نشوب حرب نووية. وتصور الرواية وهي من النوع الخيالى/ الواقعي انحطاط روسيا: حيث اضمحلت اللغة، وتحولت المراكز السكانية الكبرى الى قرى مشوهة، حيث بعيش الناس وفق قواعد لعبة القط والفار . والرواية مشحونة بالتهكم، وشخوص الرواية طيف واسع من المسخ، ويجري تجسيم ممارساتهم الجنسية بصورة قريبة من الحيوانية التي تثير الاشمئزاز.
واختلف النقاد في تقويم جديد تولستايا. الناقد والفيلسوف بوريس بارمونوف الذي يقطن في امريكا، قارنها بمصير نابوكوف الادبي، معيدا الاذهان الى كلمات نابوكوف الملائكة كبيرة و قوية ووصف الرواية بانها ضربة جناح مَلَك . فيما استقبل النقاد الروس الرواية بتحفظ، في الوقت نفسه فان المترجم والقصصي ذائع الصيت بوريس اكونين وصف لغة تولستايا المترجم بانها لذيذة وومتعة .
وصدر لتتيانا تولستايا في السنوات الاخيرة مجاميع ليل ومن ثم نهار و اشياء شخصية وغيرها.
وتجد مقالات تولستيا ردود فعل متناقضة، حتى ان العديد يرى انها اجود فنية من اعمالها القصصية.وحصلت تولستايا عام 2001 على جائزة النثر لمعرض الكتاب الدولي في موسكو، وجائزة ترؤومف .وهي الان مقدمة برنامج مدرسة الوشاية في قناة الثقافة التلفزيونية.
* اعلامي من العراق بقيم في موسكو



#فالح_الحمراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع صديق روسي حول العراق 2
- حوار مع صديق روسي حول العراق
- معوقات الديمقراطية في العراق
- موت ميلوسيفتش كقضية حضارية
- طبول الحرب تقرع في ساحة الاتحاد السوفياتي السابق
- المسلمة والهروب من الحرية
- دعوة حماس والسياسة الخارجية الروسية الجديدة
- العراق على مفترق الطرق
- حول- انتحار موسكو- لدعوتها حماس
- بين اجتثاث البعث وادانة الانظمة الشيوعية
- الملف النووي الايراني ورهانات الدبلوماسية الروسية
- هل سيتحسر العرب على شارون؟
- رحلة تابينبة لجيكور السياب
- العرب ومجابهة التحدي النووي
- ليلة انهيار الاتحاد السوفياتي
- التمرين الكبير نحو الديمقراطية في العراق
- نجاد وابعاد تصريحاته في القمة الاسلامية
- تناقضات محاكمة صدام
- في مفهوم العراق الجديد
- في مفهوم -العراق الجديد-


المزيد.....




- مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات ...
- الكاتبة والناشرة التركية بَرن موط: الشباب العربي كنز كبير، و ...
- -أهلا بالعالم-.. هكذا تفاعل فنانون مع فوز السعودية باستضافة ...
- الفنان المصري نبيل الحلفاوي يتعرض لوعكة صحية طارئة
- “من سينقذ بالا من بويينا” مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 174 مترج ...
- المملكة العربية السعودية ترفع الستار عن مجمع استوديوهات للإ ...
- بيرزيت.. إزاحة الستار عن جداريات فلسطينية تحاكي التاريخ والف ...
- عندما تصوّر السينما الفلسطينية من أجل البقاء
- إسرائيل والشتات وغزة: مهرجان -يش!- السينمائي يبرز ملامح وأبع ...
- تكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في د ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فالح الحمراني - وجوه من الادب الروسي الحديث جدا.تتيانا تولستايا وشفافية العبارة