فريد العليبي
الحوار المتمدن-العدد: 5995 - 2018 / 9 / 15 - 15:10
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ترى ما الذي دفع ذلك الشاب الشيوعي الفرنسي الذي بلغ بالكاد الخامسة والعشرين وأب طفلين ومدرس الرياضيات بالجامعة الى الالتفات ناحية الثورة الجزائرية والانخراط في خلية سيدي بلعباس الشيوعية المسلحة ؟ انه مبدأ مفعم باتيقا الثورة حيث كره الظلم وفوران الدم في العروق في مواجهة اضطهاد شعب . ربما هو المبدأ نفسه الذي نلمسه لدى غيفارا في " مذكرات بوليفيا " وفرانز فانون في " معذبو الأرض " بكل تلك الكثافة التى تتحول معها الكلمة الى رصاصة ...أرسلت يوما امرأة من أصول اسبانية تسكن طنجة المغربية الى ارنستو تشي غيفارا تسأله ما إن كانت واياه أبناء عم فقد كان لقبها غيفارا وأجاب تشي بعبارات مؤثرة : ان كان الدم يفور في عروقك كلما شاهدت ظلما ثقي أننا أبناء عم !!!
و موريس أودان كان من بين هؤلاء الذي فارت الدماء في عروقهم وهم يشهدون جريمة فرنسا الكبرى في الجزائر وقد غدا رمزا لاتحاد المقاتلين من أجل الحرية بغض النظر عن انتمائهم للبلد المستعمر أو البلد المستعمر ....
تلك الوضعية القصوى التى أحاطت بموريس أودان وانتهت باستشهاده سنة 1957هي ما دفعت زوجته جوزات الى الكفاح على مدى عشرات السنين حتى تكشف الغطاء عن جريمة قتله فلا جثته وجدت ولا قتلته اعترفوا بما فعلوا .
وها هي الامبريالية الفرنسية تعترف في الأخير بجريمتها بعد ستين عاما ونيف ، انها تقر الآن أن جيشها عذب حتى الموت ذلك الشاب وأنه كان يمتلك جهازا رهيبا للقتل زمن تولى فرنسوا ميتران حقيبة وزارة الداخلية ، ذلك الرجل الذي غدا بعد ذلك رئيس فرنسا الذي ينطق حكما !!!
هل ستقدر الامبريالية الفرنسية على فتح خزائن جرائمها ؟ هل ستعوض لضحاياها آلامهم ودماءهم ودموعهم وحياتهم ؟ يبد و أن ذلك مستحيل فالأعداد تكاد لا تحصى وتاريخ الكولونيالية الفرنسية ستظل معظم ملفاته مغلقة .
#فريد_العليبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟