|
قطيفي في الكونجرس
علي فردان
الحوار المتمدن-العدد: 1508 - 2006 / 4 / 2 - 09:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
ابن القطيف والوطن علي آل أحمد وأمام كبار رجال الكونجرس الأمريكي تحدث قبل أيام عن حقوق الأنسان في السعودية وطالب الحكومة الأمريكية بدعم كافة أبناء الشعب حتى الوهابيين منهم ضد طغيان الحكومة. تحدث كسياسي متمرس وبلغة الواثق والقدير بصورة تعطينا أمل بتحريرنا من ظلم الظلمة، يقود لوحده حلما لأهله الذين نسوه وتركوه لوحده. لماذا لا نحتفي بابننا الذي دخل دهاليز السياسة الدولية من دون مساعدة أحد منا إلا توكله على ربه ونفسه، وانتم تعلمون أن العنصريين طالما حرموا الشيعة من دخول السياسة محليا وإقليميا وعالميا. فممنوع على الشيعي أي منصب في السياسة والاقتصاد والتعليم والعسكرية وغيرها. إن هذا الرجل هو بحق فخر لأهالي المنطقة ويستحق دعمنا له لأنه ابننا وضنانا. لماذا لا نسمع عنه في أحاديثنا العلنية ولماذا لا نقدم له الدعم المادي والمعنوي؟ هو القطيفي الوحيد الذي نراه على قنوات الجزيرة والحرة بل والقنوات الدولية وفي العواصم العالمية يتحدث عن مطالب الشعب الإصلاحية وحقوقهم الإنسانية، وهو يسكن في أهم عاصمة في العالم واشنطن، وله من العلاقات والقدرات ما جعل منه مهما لدرجة أن الخارجية الأمريكية تدعوه لها، والكونجرس مؤخرا طلب منه تقديم آراءه حول سياسة أمريكا في السعودية. وهو الذي أنشأ لوحده مؤسسة دراساتية (المعهد السعودي) الرائد، ومؤسسة إعلامية (وكالة واسم) المتميزة في قلب مدينة واشنطن على بعد خطوات من البيت الأبيض، حقق ذلك بجهده وبدعم بعض أهل الخير لا يعلمهم إلا الله. أهل القطيف لن تنقصهم الكفاءات التي تدافع عنهم، ولم يكن ينقصهم ذلك في الماضي، ولكن التوجه إلى الهدف يحتاج للبذل والعطاء، وكما دفع أهل القطيف أموالهم وباعوا ما يملكون من حلي لدعم المعارضة في الخارج قبل سنوات، فهم يحتاجون لأن يسترجعوا تلك الأيام وأن يبذلوا القليل مقارنة بالماضي للدفاع عن قضاياهم وحقوقهم المنتهكة. هناك الكثير من أهلنا في منطقة القطيف لديهم الاستعداد الكامل للعمل دفاعاً عن أهليهم، ولكن يحتاجون للدعم؛ يحتاجون للدعم ليكملوا دراساتهم في مجالات الإعلام والتواصل الدولي لإبراز قضيتهم والدفاع عنها. نحتاج لأكثر من علي الأحمد، وإن اختلفنا معه في العديد من القضايا، فهذا الاختلاف دافع لنا لإيفاد آخرين ليعلموا ويكتبوا في الصحف العالمية، ويظهروا على شاشات القنوات الأمريكية والأوربية مبيّنة حقوقنا السليبة وانتهاكات حقوقنا كآدميين على أيدي الحكومة السعودية، وما الأخبار التي نسمع عنها من تكفير وطرد من الوظائف ومنع من السفر وسجن وتعذيب إلاّ أمثلة بسيطة. أماّ الأهم من ذلك فهي حقوقنا السليبة في خيرات أرضنا من نفط وغاز، من ماء يتمتع به أهالي نجد ونحصد حصرماً وكأننا لسنا من هذه الأرض التي أنعم الله عليها بالخيرات. الشيعة لهم حقوق كآدميين وكمواطنين، لهم حقوق أخرى لأن أرضهم تحوي كل الخيرات التي تسرقها حكومة آل سعود ويحتاج الشيعة للدفاع عن هذه الحقوق والحصول ولو على بعض من خيرات أرضهم، بدل تشرّدهم في الأوطان وعيشتهم على هامش الوطن يقتاتون الفتات ويعيشون الذل والهوان، إضافةً إلى تخوينهم وتكفيرهم وإباحة دمائهم دون أن يكون هناك من يتحدث باسمهم شارحاً وضعهم المأساوي مدافعاً عنهم. لا ينقص أهل القطيف الأخيار إلاّ التحرك وبذل القليل القليل مقارنةً بالماضي، فبضع آلاف من الدولارات تساعد على تعليم وتأهيل العديد من الشباب المطلع على معارف الغرب والمتفهم لسياسة المصالح الدولية المتشابكة؛ بضع آلاف من الدولارات تساهم في فتح الباب على مصراعيه لدخول "خبراء" أهل القطيف المحافل الدولية شارحاً وجهة نظرنا وحقيقة أمرنا ومطالبنا المشروعة. وإذا ما أراد أهلا القطيف نيل الكثير من حقوقهم، بضعة ملايين تفتح قناة فضائية تتحدث عن تراثهم وثقافتهم وتاريخهم الحافل بالعمل والإنتاج، تاريخهم المليء بالعطاء، تاريخهم الذي يحاول آل سعود محوه ويبذل البلايين من الدولارات في سبيل ذلك، ونحن نقف موقف المتفرج وكأن ذلك لا يعنينا من كثير أو قليل. أهل القطيف يحتاجون لأكثر من النيات الحسنة، يحتاجون لأكثر من مقابلات مع الملك عبدالله ووزير الداخلية، يحتاجون لأكثر من مقابلات مع محمد بن نايف يتحدث لهم عن أسفه لما حصل من تفجير لقبة الإمامين في سامراء، يحتاجون لأوراق ضغط كبيرة، لا تقل عن إيضاح السياسة الحكومية القائمة على الطائفية والتهميش للشيعة في كل مكان. أهل القطيف يحتاجون لأكثر من وعود مضى عليها عدة عقود ولم ينتج عنها شيئاً سوى عدم قبول شهادة الشيعي وكأنه كافر، وعدم قبول الشيعة في المناصب الحكومية العليا ومنعهم من الدخول في القطاع الأمني والعسكري، إلاّ الرتب الدنيا، وكذلك نسبتهم المخجلة في مجلس الشورى والتي لا تعكس كثافتهم السكانية وكفاءاتهم العلمية. إنها سياسة حكومية من أعلى تتحدث عن نفسها في قرارات ووقائع على الأرض، فلا يوجد شيعي مستشار للملك في الشؤون الشيعية، ولا وزير شيعي، ولا شيعي في منصب دبلوماسي، وممنوع على الشيعة شغل مناصب عليا بمراتب مرتفعة في الدولة، كما نُقِل عن دكتور يرأس لجنة المراتب العليا في الدولة بقوله، لا تُعطى المراتب العليا هذه لشيعي أو لأسود. طيبة الشيعة زادت عن حدها، فهم أصحاب حق لا يدافعون عنه، وأهل الباطل يدافعون عن باطلهم ويضحّون لأجله؛ كما هو الحادث في العراق اليوم، وغداً ربما يصل الأمر إلى بلادنا ونكون ضحية في كثرتنا كما في العراق، وقلّتنا كما في السعودية. الحقوق تحتاج لم يدافع عنها، وفي وجود متغيرات عالمية يجب على الشيعة أن يكونوا أول المدافعين عن حقوق الإنسان لبقية المواطنين عامةً وحقوقهم خاصة، وأن يكونوا رأس حربة في كل توجه إعلامي حقوقي، وأن يبذلوا المال لابتعاث أبنائهم في مجالات القانون والسياسة الدولية والمجتمع المدني لأن ذلك سينعكس على واقعهم المرير الذي يحتاج لكوادر للدفاع عنه. لقد ضرب لنا علي آل أحمد مثلا يحتذى به فهو بقدراته الشخصية أصبح يعمل على صعيد عالمي ودولي، فهل نرى أبناء المنطقة ومعهم أبناء الوطن يتبعون خطواته. لسنا ملزمين بأفكار علي الأحمد كلها، ولا مطالبين بأن يكون ممثّلنا في الخارج، ولكننا ملزمين بدعم كل توجه يدافع عنا، سواء علي الأحمد أو أي شخص آخر، فمستقبلنا يعتمد على مصالح متبادلة وشراكة تسمح لنا في المستقبل بحق تقرير المصير والعيش أحراراً كما خلقنا الله. إذا لم يعجبنا علي الأحمد فلماذا لا نرسل غيره يتحدث باسمنا؟
#علي_فردان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في القطيف: العيد عيدان وأكثر!
-
خمسة + خمسة + واحد = صفر
-
متى يصبح الشيعي مواطنا؟
-
لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق – في القطيف
-
علي التميمي: أين الأصل وأين الصورة للإرهاب الوهابي؟
-
فيدرالية في السعودية!
-
لا تُبايع .. لا تُبايع
-
أنا إيراني
-
إيران .. السحلية !
-
نايف ... الإنسان!
-
أبو عادل .. أم عادل .. عادل
-
بيع الجمل يا علي!
-
هل تليق الديمقراطية بالسعوديين؟ جواب إلى الأستاذ شاكر النابل
...
-
سجن الإصلاحيين يكشف حقيقة الحكومة السعودية
-
تسونامي عسير
-
الرئيس بوش للأمير عبدالله: النفط مقابل البقاء ...
-
وزيرتان سعوديتان في ضيافة الرئيس بوش
-
إيران: ديكتاتورية بلكنة عربية
-
سياسي شيعي يرأس مجلس الشورى السعودي
-
إكرام -المرأة- دفنها
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!!
/ محمد الحنفي
-
احداث نوفمبر محرم 1979 في السعودية
/ منشورات الحزب الشيوعي في السعودية
-
محنة اليسار البحريني
/ حميد خنجي
-
شيئ من تاريخ الحركة الشيوعية واليسارية في البحرين والخليج ال
...
/ فاضل الحليبي
-
الاسلاميين في اليمن ... براغماتية سياسية وجمود ايدولوجي ..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
مراجعات في أزمة اليسار في البحرين
/ كمال الذيب
-
اليسار الجديد وثورات الربيع العربي ..مقاربة منهجية..؟
/ فؤاد الصلاحي
-
الشباب البحريني وأفق المشاركة السياسية
/ خليل بوهزّاع
-
إعادة بناء منظومة الفضيلة في المجتمع السعودي(1)
/ حمزه القزاز
-
أنصار الله من هم ,,وماهي أهدافه وعقيدتهم
/ محمد النعماني
المزيد.....
|