أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - رحلةٌ في الزمنِ الضائع في نصّ ( سايكس – بيكو جديد .. وقصائد مومسة ) للشاعر : لخضر خلفاوي















المزيد.....

رحلةٌ في الزمنِ الضائع في نصّ ( سايكس – بيكو جديد .. وقصائد مومسة ) للشاعر : لخضر خلفاوي


كريم عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 5994 - 2018 / 9 / 14 - 19:13
المحور: الادب والفن
    


إنّهُ الصوتُ القادم مِن أعماقِ الخذلان والتجزئة وويلات الحروب والضياع والتطاحن الطائفي والمذهبي والرعب المسكون في أعماق ظلمة كثيفة والخيبة الكبرى وفقدان الانتماء الى الاوطان , كلّ هذا جاء في قصيدة طويلة جدا إعتمدت على قدر من الوضوح والبساطة والابتعاد عن الكلفة في اللغة كي تصل الى شريحة واسعة من الجماهير وكان هذا مقصودا مِن قِبلش الشاعر . انّها رحلة في تجلّيات الواقع البائس والمضطرب والنفور من الهموم الذاتية والانغماس بين الجماهير وكشف محنتها , انّها صرخة يوجّهها الشاعر الى الناس بصورة عامة ومخاطبة الضمير الأنساني وإعلان الولاء للهموم العامة وإشهار الكلمة بوجه هذا الواقع البائس كسلاح يساهم في تغييره و ومحاولة لترميم تصدّعاته والنظر الى ما وصل عليه الانسان العربي وسحقه تحت وطأة حاجاته .
وبعد ...
ها هي الامة تعلن تمزّقها بعد مخاض طويل للتفجّر أنهارها العربية بدماء الابناء والاشقاء وتنمو أشجار الصفصاف على جثث المغدورين , هذا المخاض أعادها الى الوراء وزرع الفتنة والضغائن وأطفأ حتى قناديل لنهارها , لتدخل في نفق مرعب حالك الظلام وبلا نهاية .
(( في بلادنا العربية.. كلنا مرضى بالزعامة.. كلنا من الرئيس إلى الخادم البسيط كل الأشكال يحلمون أن يكونوا زعماءً.. كل من لم يَظْفرْ بنصيبه من غنائم الوطن المريض يؤسس حزبا معارضا.. و لا يدخّر أيّ جهد في الاحتيال على عقول الساذجين بسياسة البَعْطِ و " التَّبْعِيطْ". في بلادي العربية .. الزعامة هي عفيون يُسوَّق للأغبياءْ .. الزعامة في كل شيء .. كل مواطن يحلم بتأسيس حزبٍ للانتقام ممن هُم في الطابور الأوّل للزعامة .. و شعوبهم تُعامَل كَمَا تُعَامَل النُّفايات في مستودعات القمامة .. الزعامة .. ورمٌ خطير مسّ أفراد مجتمعات العرب.. و لن يُشفى منه أحد الى أن تَقُوم القيامة ! لأنهم لم يفهموا تاريخ الامم الناجحة .. قرأوا التاريخ بحروف مَقْلوبة .. فأنشأوا دساتيرا متجانسة تشبهُ الى حد بعيد كتاب " طوق الحمامة". )) ..
الكلّ اصبح في هذه الامة يبحث عن مصلحته الشخصية على حساب المصلحة العامة , حب الأنا وإمتلاك السلطة وإقتسام ونهب خيرات البلاد وخداع النفس بانّ الوطن لم يعطنا ايّ شيء فعلينا ان نأخذ حقوقنا بالقوة بعدما سمحت الحكومات الضعيفة لهؤلاء بالظهور على السطح وعدم وجود قانون صارم يحدّ من حيوانيتهم المتوحّشة وانشغال الرؤساء بتوزيع الكعكة فيما بينهم وترك البلاد تعيش في حالة من الفوضى والفقر والمجاعة وأصدروا دساتيرا تتناسب مع طموحاتهم اللامحدودة وسخّروها لمنافعهم الشخصية .
(( في بلادي العربية.. يُكرّمُ اللُّصوص و تُسَوّدُ على الشعوب مرتزقة الزور و الكذبْ.. في بلادي العربية.. ضرب التّهميش الشعراء.. و طالهم حتى الجوع.. و موالون لأزلام الأنظمة يمارسون بنصوصهم المحاباة و كلّ طقوس الرُّكوعْ.. في بلادي العربية.. نُمجِّدُ الرَّقص و الظلامية.. و نَمنعُ على الشمس حقّ الطُّلوعْ! يا حُكّام بلادي العربية.. يا رموز الخُنوعْ.. لقد خُنتم أوطانكم ، قهرتمْ شعوبكم.. كفَرْتُم بأَنْعُمِ الله ، فأذاقكُمْ لباس المهانة بكُلِّ الطُّبوعْ ..)) .
انّه الواقع المدلهم حيث لا عدالة في الوطن وحيث الازمات الخانقة وفترات الانكسار والخيبة والاوضاع النفسية المتردّية , انه الواقع المزدحم بالتزوير والتهميش والجوع وقسوة السلطة وطغيانها انه زمن الخنوع والاستسلام وضياع الهوية الوطنية .
وتيجة لهذه السياسات الرعناء اصبح الانسان العربي غريبا في وطنه ومهاجرا يبحث عن الأمان في بلاد بعيدة اخرى , اصبح يبحث عن أرض جديدة يزرع فيها جذوره المقطّعة بسيوف التهجير القسري بعدما تخلّى مرغما عن كل شيء في وطنه الأم وإنسلخ من واقعه وثقافته وترك أحلامه تتناهبها الحروب ويسرقها الغرباء ..
(( عشرون عاماً و أنا مُغَيّبٌ عنِ الوَطَنْ.. و بِمَنفايَ اعتزلتُ كل مظاهر الغَوغَاءْ التي كانت تُمَارس علَى العلنْ .. اعتزلتُ عبثيتَهُم التي كانت تُرهقُ الرُّوح و البدَنْ .. غَيْبُوبَتي دَامَت لِسِنينْ .. و ككلِّ مُبعَدٍ عُذّبتُ و اكتَوَيْتُ بالحَنِينْ.. عذّبني الزمنْ .)) .
ترك كل شيء خلفه بعدما حلّ الفساد والخراب في وطنه , وعاش في المنفى يكتوي بنيرانها ويذوق عذاباتها ويعاني من القهر والحرمان , بعدما تفشّى وانتشر في جميع مفاصلها الجهل وعشعشت الخرافة في شوارعها ..
(( في بلادي العربية.. نحن أُمّةٌ تعيشُ علىَ البُؤْسِ و الاحباطْ .. أمة مرآتا لشُعَرَائِها و أدَبَائِها.. نتحيّن الفرَجْ من كلِّ حدبٍ ، من كلِّ صُلبْ! أمة مِنْ صَغِيرِهَا الى كَبِيرِهَا لا تتوقَّفُ في تَسوّلِ الفرَجْ.. نأملُ الفرجْ نِيَامًا و قُعُودًا .. مِنْ طُلُوع الشَّمس الى المَغْرِبْ .. نحن أمة مُدمنة على طلبِ الفَرَجْ.. لم يَعُد حراك العلم و النهضة الفكرية يُعنينا.. أعضاؤُنا التناسلية ارتَقَتْ الى مكان العُقُولْ.. و العُقُول تَمّ إزْلاقُها الى مَا تَحْت البُطُونْ .. تَهَانِينَا .. تَهَانِينَا!..)) ..
دبّ التراخي والفشل والخنوع في هذه الارض ولم تتوكأ على ماضيها المشرق الزاهر . لم تنظر هذه الأمة الى تراثها واعتباره انجازات وقيما روحية وجمالية بالامكان استخدام قدرة هذا التراث في بناء حضارة جديدة تواكب ما وصل اليه العالم الان لاجل خدمة الحاضر والسباق مع الزمن , واستخدام الموروث القديم في إضاءة الواقع الحالي والمشاركة في صنع الحضارة العالمية أسوة بباقي الأمم .
(( يا شعراء أمتي.. يا صفوة أمتي.. يا شعوب أمتي.. يا قادة أمتي .. إني أموت .. أوطانكم تُستباحْ .. )) ..
انّه النداء الى كل مثقفي هذه الامة واستنهاض بوادر الخير والنجاح والمحبة والسلام فيهم , انّه النداء اليهم بان يصلوا الى الجماهير ( ابتدأ بالشعراء هنا ايمانا منه بما يمتلكه الشاعر الحقيقي من مقدرة وقوة تأثير في نفوس الجماهير كونه صاحب رسالة ) وان يشحنوها ببذور الامل وان ينعشوا الوعي لديها وان ينتقدوا هذا الواقع المرير وتعاسته للحصول على إشعال فتيل التغيير والانقلاب والانتصار على الذات المستكينة والمطمئنة بالخنوع وإعلان حالة الثورة ضد المتسلّكين على رقاب الجماهير والخونة الذين باعوا الاوطان للاجنبي مقابل جلوسهم على الكراسي وفوق رقاب ابناء الشعوب .
((ثمَّ رفعتُ يدي إلى السماء و كلّى إحباط و قُنوط و قلتُ : إلهي ! يا ليتني لم أولدْ عربيا .. يا ليتني كنتُ ترابا! )) ..
انّها الخيبة بعد ان فشلت دعوة الانسان في احداث التغيير , هكذا تنتهي هذه الملحمة الشعرية نهاية ماساوية وتعلن عن هزيمة الانسان العربي أمام السلطة وهمجيتها وحبروتها في زمن الانفتاح على الحضارات والعالم , هزيمة الانسان العربي أمام قوة لا قِبل له بمواجهتها لأمتلاكها كل وسائل القوة والقهر والتعذيب . حاول الشاعر لخضر خلفاوي أن يكون قريبا جدا من اخيه الانسان في هذه الأمة من خلال صوته بعدما بعث خيبته هذه الى معظم اتحادات العرب والامين العام السابق للجامعة العربية كموقف وعرض أدبي لراهن السياسة والابداع العربي .

* سايكس – بيكو جديد .. وقصائد مومسة ): نص يرتكز عليه ديوان الشاعر الأخير " حالة عصيان و فرار!" الصادر من مصر عن دار "ضاد".



#كريم_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوتوبيا الحرب والموت في يوميّات رجل منقرض للشاعر : قاسم محمد ...
- الأدب الأيروسي في القصيدة السردية التعبيرية أولا : الشاعر / ...
- ما بين الفنتازيا وماسلو* للأزرار كان مأتم اطلالة على قصيدة : ...
- الملامح البوليفونية في ديوان ( سرديّات وذات ) للشاعرة التونس ...
- الحضور اليقيني النفسي في الذات المتشظّيّة اطلالة على نصّ (( ...
- البناء الهندسي في القصيدة السردية التعبيرية
- سيميائية اللون وتاثيراته النفسية / في لوحة الفنانة التشكيلية ...
- رسميّة محيبس ... تشهقُ شعراً
- مراكبكِ ( تفرفحْ ومحتامةْ )* ل سواقي الروح
- البوليفونية وتعدد الأصوات في القصيدة السردية التعبيرية
- الكنوزُ الغافية تدغدغها أزهار ( الساتان )*
- يقينُ الصباح بدّدَ شكوكَ الليل قصيدة مشتركة
- الموسيقى والايقاع الحسّي في القصيدة السردية التعبيرية
- صدر عن دار المتن في بغداد بتاريخ 28/ 7 / 2018 / أولا : ديوان ...
- العاطفة والزخم الشعوري في القصيدة السردية التعبيرية
- السينوغرافيا .. و الامساك باللحظة الشعريّة اضاءة ل قصيدة / ر ...
- الآهاتُ رنينُ أجراسها حطبُ الأنتظار
- الصورة الشعرية في القصيدة السردية التعبيرية
- اللغة في القصيدة التعبيرية
- اللغة في القصيدة السردية التعبيرية


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كريم عبدالله - رحلةٌ في الزمنِ الضائع في نصّ ( سايكس – بيكو جديد .. وقصائد مومسة ) للشاعر : لخضر خلفاوي