شيرين حسن يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 5993 - 2018 / 9 / 13 - 00:14
المحور:
الادب والفن
رواية (العارف) للكاتب (محمد سامي البوهي) والتي تدورأحداثها في سبعة فصول بالأحرى سبع سماوات تحمل العديد من المحطات المبهرة والرسائل المثيرة للفضول، تسحب القاريء دون إرادته لمتابعة القراءة بإستمتاع رغم الإستغراق فى التفاصيل والذي ربما كان ضروريا ً للربط بين الأحداث وبين ما هو واقع وخيال.
قدم الكاتب روايته (الحلاج) كدورة أولى لدرويش كلماته في تكية الأدب المتصوف ، عاد ليبهرنا من جديد فى رحلة رأس الإمام والتي ما ننفك نفرغ من قراءتها إلا وقد تولد داخل خيالنا أننا سنقرأ رحلات أخرى وروايات أخرى لذلك الدرويش الحي النابض بالمفاجآت.
الراوي ينفذ من فخ الواقع ليعبر السماوات السبع من باب العشق، يبلغ بلوغ العارفين ويرتقي بعيداً عن أرض السؤال والفتنة ،والتاريخ الملوث بالضغينة ورحلة البحث المضنية عن رأس الإمام من قرطبة إلى ما لانهاية في أرض العارفين ،رغم الرحلة العرفانية لبطل الرواية والتي في أغلب مراحلها كانت روحا ً وليس جسدا ً،وهذا ما نلاحظة من تكرار ملاحظة دفء الفراش رغم غيابه فى رحلته وجولات طوافه حول الحقيقة.
شخوص الرواية مزج رائع ما بين شخصيات تاريخية ودينية وشخصيات روحانية نورانية تتكرر صفة لا أسماءا .
الكاتب أبدع فى الترميز بالماريونيت والمسرح وقصة الملك لير للإشارة إلى السلطة الممقوته وكل ما يتحكم فى خيال وحياة الإنسان الباحث عن الحقيقة،كم تمكن الكاتب من تفادي إغراق القاريء في سماء الخيال من خلال تعمده سرد تفاصيل عادية لحياة واقعية بعيدا ً عن رحلة العارف في دنيا العارفين فهو شخص بسيط يسعي لكسب ما يكفيه لمتابعة حياته كإنسان عادي من خلال بعض الأعمال البسيطة التي يقوم بها .
إنتهت رحلة (العارف) في مغامرة رأس الإمام ونحن فى إنتظار الرحلة القادمة فى عالم النور ودنيا العارفين .
#شيرين_حسن_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟