أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية - نموت ويحيا الوطن...لمن!؟














المزيد.....

نموت ويحيا الوطن...لمن!؟


عبدالله عطية

الحوار المتمدن-العدد: 5992 - 2018 / 9 / 12 - 22:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


الكثير من الشعارات والعبارات تعلمنها في المدارس ونحن صغار منها هذه العبارة "نموت ويحيا الوطن"، لكنهم نسوا ان يعلمونا معنى الوطنية، كيف نكون وطنيين، كيف نحب وطننا ودائماً نسعى لرفع شأنه، حينها كنا صغار وانطلت علينا كذبة ان قائدنا هو الوطن، فحينما يدخل المعلم الى الصف ويقول قدوة الصف الذي دائما ما كان يرتدي نوطاً يحوي على رسم لنصب الشهيد كأنما يعدون الاجيال للموت والشهادة، ودائماً ما كان هذا اللقب يمنح لابناء العوائل البعثية وان الانتخاب لم يكون سوى ضحك على عقولنا نحن الصغار، مرت سنتين حتى جاء الاحتال، وربما بدأت السنوات الاسوء من ناحية النقش على عقولنا بمبادىء وقيم واخلاقيات اخرى مناقضة تماماً لما تعلمناه في اول سنتين في الابتدائية، جاءوا العساكر من ثلاث واربعين دولة واستقروا قريباً من مدرستي وكانوا دائماً يأتون الى المدرسة من اجل المساعدة وتقديم الهدايا للطلاب والمعلمين، بدلوا مديرنا الاستاذ كاظم الذي كان عضو فرقة في حزب البعث وفصلوه عن الخدمة، وجاءوا بالاستاذ فاضل كونه يتكلم الانكليزية، تبدل الشعار ايضاً حينما يدخل المعلم الصف الى "عاش العراق" ربما هذا الشعار اكثر وطنية من السابق الا انه جاءت بعده اسوء ايام العراق التي وصل بها الحال لتكون كلمة العراق مرادفة لكلمة موت.
انا وابناء جيلي عشنا هذه الايام بعقول صغيرة تتلقف كل ما يملى عليها دون مناقشة او حتى تفكير بما يملى علينا، كالعسكر نطبق بحكم صغر العمر وقلة الوعي، ما جاءات به العملية الديموقراطية انكشف بعد سنتين من الحرب والاقتتال الطائفي، فتعرفنا على مصطلاحات جديدة، تشير الى طوائف وملل ناس يعيشون معنا على نفس الارض ولهم نفس مستقبلنا، الا انهم زرعوا فجوات بيننا على انهم ملة من القتلة، واجدادهم فعلوا سابقاً بأجدادنا نفس الذي يحدث الان، حتى ان الاخر اصبح في مخيلتنا الخصبة على انه ليس سوى كائن مفترس متعط لدمائنا، علمونا في هذه المرحلة ان المذهب اهم من الوطن، علمونا ان الجنة اهم من الحياة وعلمونا ان الحياة قصيرة وعلينا ان نضحي بها من اجل العقيدة، وهكذا نسى اغلب ابناء هذا الجيل الوطن.
عن نفسي تعلمت الوطنية من ابي، فقد كان ضابطاً بهندامة وقيافته العسكرية التي زرعت بي شخصياً فكرة ماذا يمكن ان يعطي الوطن لمن يحبه؟ هكذا احببت الوطن في صغري، وحتى بعد ان خرجت من دائرة التعليم في المسجد الذي كان عبارة عن دروس تعطى لنا في مسجد القرية عن الفقه والدين في العطلة الصيفية، تلك الايام لا انسى ماذا فعلت بي وخوفي من النار الذي تحول على شكل كوابيس، حينما علمونا الخوف من الله وليس حبه واحترامه، لم يعلمونا ان الله محبة بل قسوة اضف الى بذور الطائفية التي احمد الله انها لم تجد خصوبة في عقلي.
ذكرت هذه التجربة الشخصية فقط لاذكر اننا كوطننين نحب هذه الارض لا يجب ان انموت كي يحيا الوطن لا والف لا هذا الشعار خاطىء جداً، يجب علينا ان نحيا من اجل الوطن، يجب ان نورث الوطنية لاجيالنا، نعلمها حب الحياة والوطن، لان الاوطان لا تبنيها الا شعوبها وليس الرعاع والعملاء والخونة ومن جاء على ظهر دبابة المحتل، لنعلم اجيالنا ان الوطن نحن ان عاشنا عاش وان ماتنا مات، والوطنية هي اكبر دروس المحبة، علينا ان نقول لابناءنا ان راية الله اكبر اعلى من كل الرايات والانتماءات، لنعطيهم دروساً في الحفاظ على الممتلكات العامة، وتوطيد العلاقات مع الاخر بغض النظر عما كان اعتقادة او دينة او طائفة، علينا ان نعيش كعراقيين فقط لا قوميات وطوائف.
ما ذكرني بهذا الموضوع هم شهداء البصرة رحمهم الله الذين استشهدوا على ايدي مرتزقات ومليشات الاحزاب والسياسين الخونة، استشهدوا هؤلاء من اجل قضية الا ان الفاسدين لا يزالون في السلطة، لذلك علينا ان نحافظ على انفسنا نحن كوطنين من اجل ان نبني الوطن، ونطرد الخونة.



#عبدالله_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق يحتاج الى تغيير أكبر
- البصرة ترفض الحلول المؤقتة
- اما السلطة او الفوضى الاسلام السياسي نموذجاً
- ساندوا البصرة بالحق
- عطش البصرة وحياة العراق
- رسالة مفتوحة.. الى أستاذ
- للتوضيح ..برائة ذمة
- إنتهى موسم الدين


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عبدالله عطية - نموت ويحيا الوطن...لمن!؟