أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة














المزيد.....

مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة


رزاق عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بصراحة ابن عبود
مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة
صديقي في لندن يتابع كتاباتي بروح نقدية، حسب رغبتي، وكثيرا ما يتصل مع قائمة من الملاحظات مدفوعا بعادة قديمة تشبع بها عندما اشرف في التسعينات على تحريرصحيفة اصدرها في لندن واغلقها بعد تهديدات من سفارة النظام البعثي الفاشي، وسفارات بعض دول المنطقة. لكن زوجته المتدينه كانت السبب الاساسي وراء حرمان الكثيرين من قراءة الصحيفة تلك. متهمة الصحيفة انها اصبحت صحيفة يسارية، بعد ان وعدها ان تكون صحيفة ليبرالية يكتب فيها الجميع على طريقة الصحافة الغربية. وكان صاحبي قد تعب، في الواقع، وانفق كل ما ورثه من ابيه المتوفي على الصحيفة متحججا بضغوط زوجته. وكثيرا ما يتصل قائلا: "هم سويتلي مشكلة اليوم بالبيت". ويستطرد على لسان زوجته : " صاحبك زودهه تره". وتقصد الكتابات ضد عصابات المتأسلمين مهربي النفط في البصره. وعندما طوقتهم شرطة حزب الفضيلة الاسلامي، واتهمتهم بالقتل، والاختطاف، والسرقة، والابتزاز، والاغتصاب، والتهريب، وتجارة المخدرات. لم ترد على محاججات زوجها.

مؤخرآ، زارت صاحبتنا اهلها في البصرة. ولما اتصلت بصديقي، لاعرف اخبار زوجته. قال ساخرا: "انها محبوسة في البصرة"! استغربت، وقلقت، حتى فهمت انه يقصد، مجازيا، ان لا أمن، ولا أمان، رغم الدعايات. واهلها يخافون عليها من الخروج. وقد اخبرته زوجته في التلفون: ان المزابل تغطي الشوارع، والمجاري انتلقت الى السطح بعد ان كانت تحت الارض، وبرك الماء الاسنة، والطين في كل مكان، وعليك ان تحتذي الجزمة لتمشي في شوارع البصره خاصة المناطق السكنية. وتهريب النفط يتباهى به "البعثيون الجدد" اصحاب العمائم المزيفة. الكهرباء تنقطع باستمرار. والمولدات كانها مواقع عسكريه امام اغلب البيوت، والمحلات و"موسيقاها" تسطر الراس. التلفونات، وايراتها خيوط بكره كلما تمطر الدنيه، لو يهب الشرجي تنگطع. واذ تريد "تلحمهه" من جديد، لازم تلعب ايدك. النفط مفقود، والغاز باسعار خيالية. السوق السوداء هي السائدة. السلع المستوردة عبارة عن مزابل الدول المجاوره المصدرة الى العراق. الحيوانات سائبة في الشوارع. الكلاب، والقطط احتلت الشوارع مع المليشيات بعد ان غادرتها قطعان الجيش الشعبي.الذباب، والبق، وكل انواع الحشرات بالملايين وربما تعادل حبات الرمل والغبار التي تملأ اجواء البصرة. الميليشيات تسيطرعلى الشوارع، وتتجول بهيجان مرعبة الناس باسلحتها المشهرة، وملابسها السوداء وشتائمها.. اذا حاولت غسل يديك بماء الحنفيه، هاي اذا بيها ماي، فعليك الخروج لشراء ماء لتنظيف يديك من اوساخ ماء الحنفية. صوت المقاتل، وفي ساعات متاخرة من الليل، واذا احتجيت، اوتشكيت، او طلبت بادب تخفيض الصوت لتستطيع النوم اتهمت بالكفر، والالحاد، والارهاب، وتأتيك سياره في اليوم الثاني يستقلها ملثمون، وتختفي في حادث مؤسف. اخيها عاطل عن العمل، ولانه غير منتم لحزب ما، فالاحزاب الاسلاميه لا تعطيه تزكيه، ومن لا تزكيه الاحزاب الاسلاميه، لا يعمل جتى لو يموت جوع. ولما اعتذر( رفض) كل اهلها الخروج معها، خوفا، وقلقا، ولانه ليس هناك ما يستحق المشاهدة. قررت الذهاب لرؤية صديقة طفولتها، وزميلتها ايام الدراسة، بعد ان دفعت لابن الجيران كي يرافقها. وبعد حضان، وبكاء، وتبادل الحديث عمن بقى، ومن اختفى من الاصدقاء، والزملاء. طلبت منها ان يخرجا معا الى السوق. وبعد تردد طويل، وافقت الصديقة، ولكنها طلبت منها الانتظار قليلا لارتداء الملابس الاسلامية، والحجاب. فاستغربت وسالت بتعجب: ولكنك مسيحية؟! اشارت الصديقة الى اثار جرح في وجهها: "لقد ضربوني، وهددوني، رغم هويتي، واسمى، وتدخل الناس". ودفعت لها بكيس فيه ملابس سوداء ايرانية ومعها رسالة واضحة : "اذا اردت ان تبقي على قيد الحياة، فاستعملي هذه الملابس عند خروجك الى الشارع". ولقد تلقى والدها، وزوجها نفس التهديد فيما لو خرجت "الذمية الكافرة" سافرة.

لقد تفاجا صديقي بزوجته تخرج من مطار هيثرو وقد رفعت الحجاب عن راسها. وتقاسمته الفرحة والحيرة، كما قال. ولما مازحها بسخرية مشيرا الى شعرها المتهدل على اكتافها:
ـ شعجب؟!
بدل ان تجيب، سالته، بلا توقع، ان كان يحتفظ بمقالاتي فانها تريد ان تعيد قرائتها، وتخبرني بما اغفلته، وتزودني بمعلومات جديدة. واستمر مزاحه معها:
ـ كنت اتصور ان الوضع سيعجبك وتبقين هناك!
ـ اشكر ربك، اني رجعت، ولم تاكلني بطة!
ـ وهل اصبح البط في العراق ياكل البشر؟
ـ لا، انها نوع من السيارت التي تستخدمها فرق الموت الاسلامية الحكومية لاغتيال المعارضين، وضباط الجبش السابقين، خاصة الطيارين حسب قوائم وصلتهم من ايران.

وهكذا فبدل المهدي المنتظر الذي سينشر العدل، والسلام جائتنا الاحزاب الاسلامية بسيارات البطة، وفرق الموت، والدعوات الطائفية المريضة التي تنشرالموت، والدمار، وتمزيق الوطن.

خيعونكم، وقرة عيونكم

27/3/2006



#رزاق_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منطقةآمنة ام وطن آمن لمسيحيي العراق؟؟!
- سلاما حزب الشهداء
- عبد ايران اللاحكيم خطر على وحدة العراق
- عنجهية صدام قادتنا الى الاحتلال وعناد الجعفري يقودنا الى الح ...
- الحرب الطائفية قائمة وزعماء الطوائف يتحاربون على الكراسي
- العراق ليس بحاجة الى ديمقراطية هشة، العراق بحاجة الى حكومة ا ...
- وانتصر الارهابيون بفضل رجال الدين
- مظاهرات كارتونية ضد رسوم كاريكاتيرية او تحالف اسرائيل وفتح و ...
- البصرة وصورة الامس
- الزبير فردوس البصرة ونجد المفقود
- شيعة بني امية في الناصرية
- يا مسيحيوا العراق كل عام وانتم في مهجر جديد
- لماذا تناست الخيوط السياسية الحمراء الدم العراقي الاحمر؟؟!
- من يحكم في بغداد، ازلام الطائفية ام السفير زلماي؟؟!
- القتلة يحاكمون الضحايا في محكمة رزگار/ الجعفري
- السيد -عدي- الحكيم يمهد لحرب اهلية وتقسيم العراق
- لا محالة من التوافق الوطني
- العراق بين مطرقة البعث السوري وسندان الاسلام الفارسي
- حرب الاشاعات في شوارع بغداد
- شعارات وتعليقات من الحملة الانتخابية الاسلامية في العراق


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رزاق عبود - مسلمة عراقية تنزع الحجاب بعد زيارتها للبصرة