أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - ديوان الحيرة العظيمة - 9/7















المزيد.....

ديوان الحيرة العظيمة - 9/7


أحمد عبد العظيم طه

الحوار المتمدن-العدد: 5990 - 2018 / 9 / 10 - 03:38
المحور: الادب والفن
    


أودية السماء والأرض



1
يا هَذِي السماء
يا أُم الغموض
فكُلّمَا أَفَضْتِ
أراكِ تَغِيضِين
وإني الحائر الأبدي
بين السعي والقُنوطِ

2
الفقرُ مِثلَ الحَربَةِ الصدئةِ
يَخترقُ القلوبَ والأحلامَ
ببُطئٍ مسموم
....
فيموتُ الإنسان
ويُكَفّنُ على حالتِهِ كالشهداءِ
ثم يُدفنُ بأحلامِهِ

3
أيها الكلامُ المُقدسُ
رُحماكَ..
فأنا لمْ أعُد أليقُ بكَ
بعد أن فقدتُ قداستي بالحربِ الأخيرةِ
وفرَرّتُ بيأسِ الفَشَلَةِ، وإنهاكِ المُنهكينَ
لذلكَ..
فأنا أسمعُكَ الآن بقلبٍ فارغٍ
وأنتظرُ العقوبة بقلبٍ ميتٍ.

4
يَنقلبُ الكاذبون إلى ناصحين
والخونةُ إلى أبرياء
والمُداهنونَ إلى قُضاة
والطحالبُ إلى أشجار

وأنا الثَابِتُ على الضلالِ، أو الهُدى
"لا أعلمُ يقينًا"
غير أني أرقبُ الجميع بلا دهشةٍ تُذكرُ
وأُمَهّدُ نَفسي لخلودِ الذِكْرِ.

5
عندما يَتَحول انتظار الفَرَج
إلى الحنق ِونَفاد الصبرِ
فإنه سيتراجعُ بعد بضعة أيام إلى الغيظِ والضيقِ
ثم بعد عدة أشهر إلى الضيق ِوالقلقِ
ثم ينتهي العام بالانطفاءِ والمللِ
ويبدأ العام الجديد بمرضِ الاكتئابِ المُزمِنِ
فيَكونُ بديلاً موضوعيًّا للسلامِ الداخلي عند الأصحاء
والذين فُرِجَتْ عليهم...

6
يا حبيبة روحي
وموطن فؤادي
أيتها النفس المُطْمَئِنَة بالنفسِ القلقة
لقد أصبحتِ حِمْلاً ثَقيلاً
وسببًا أبديًّا للخجلِ والانسحاق ِ
فابتعدي الآن..
أو أنه أنا الذي سيُبعِدكِ
فَبَعدكِ لن أكونَ مُضطرًا للشعورِ بالذنبِ تجاه أحد.

جاكلين "مجدليةُ الحزن"

1
الربُّ يَفتحُ ملكوت السماء بالليل
لتَدخُلَ جاكلين الجميلة الباكية
فتَجلسُ على عشبِ السماء الفِضي
تحتَ أنوار المحبة الصافية
يُحيطها الغناء المُقدس
وأنغام الناي الشجية
وترعى مِنْ حولها الحِملانُ البيضاء
والأرواح الهادئة..

لكن جاكلين لا تَتَوقفُ عن البكاءِ
لماذا...؟؟
لا أحد يَعلمُ تحديدًا
ولكن يبدو أنَ جاكلين لم تَعد تَثقُ بأي شيء
حتى السماء!!

2
عندما تَسقطُ الأحلام
مِثلَ المنازل الآيلةِ للسقوطِ
وعندما تَحترقُ الأيام كأعوادِ الكَبريتِ
وعندما تُصبحُ اليقظة مِثلَ النومِ
وتبدو الحياة كالوهمِ الطويلِ

في تلكَ الأوقات العصيبة
يَجِد الإنسان نفسه
أو يَخسرها إلى الأبد
.......






وراء الحجاب




1
إنَ الله قد خلقَ آدمَ من الطينِ والحكمة
فلمّا امتزجا
دَخَلتهما الروح بالعلمِ والقُدرة

وفَتَحَ آدم بَصرهُ
فعَرَفَ نَفْسَه مِن الطينِ
وعَرَفَ الله مِن الحكمة
فغَلَبَتْ عليه حكمته وباتَ مِن المؤمنينَ

لذلكَ فلا خوف على آدم
لذلكَ فلا خوف مِنْ آدم

2
بين الحُبّ والعشق
مسافةٌ مِن العذابِ
بين العشق والجنون
مسافةٌ أَقْصَر
بين الجنونِ والموتِ
خطوةٌ واحدة...

3
مَنْ عَرَفَ النار
لم يَشأ جمع الحطب

الصمتُ حطب..
الجهلُ حطب..

4
شَفّنِي العشقُ
فوَصَلْتُ إلى الله
مِنْ أقْصَر الطُرُق.

5
الشَفَقَةُ..
قطراتٌ مِن الألمِ
تَهْبِطُ مِن القلبِ فوقَ الروحِ
تُصِيبُها بالبَللِ
فَتُنْبِتُ الروحُ وَردًا ذابلاً
له أشواكٌ مؤلمة ..

6
لا يَختلف الموتُ عن الحياةِ
سوى في طولِ الشعورِ بالوحدةِ
وطريقة الحركةِ
ومَفهوم السعادةِ

وبرغمِ أنني لم أختبرهُ بَعد
فأنا أُجزِمُ
أنَ الحياةَ أكثر غموضًا.

7
سأقولُ في التحقيق ِأنكَ خُنتَنِي
وتركتني لفراستي أنساقُ
رغم أنكَ كُنتَ تَعرِف الحقيقة
وتَعلمُ أنّ الفَرَاسةَ فخُّ المؤمن
وأنّ الغيوبَ مِلْكُ الإله..

8
وأتى على الأرضِ حينٌ مِن الدهر
قَلَّ فيه الوحيُ..
وسَادَ الغيبُ..
وانعَدَمَتْ الشهادةُ..

فما كانَ مِن الناسِ
سوى النوم الذي يُشبِه الموت اللانهائي
والحيرة التي تُشبِه الخنوع المرير
والكتابة التي تُشبِه عَرَقَ المحموم
إلا مَن رَحِمَه الله فأَخَذَه ُ
مِن فَرطِ اليقظةِ...

9
أَختلِسُ لحظةً مِن الفجرِ
حتى أترقب مَبدأ الصباح

أنا هنا منذ صباح البارحة
لأعرف كيف يَنتهي
كل هذا الظلام...

10
إن النفسَ الواحدةَ
إذا رأتْ الأنفس الوحيدة
لا تَأنس ..
وإنما هي تَستَنفرُ الفرادة
وتَنتشيِ بالتَعَدُّدِ.



11
قائلُ الكلمة
كمَنْ يَسمعُها
كلاهما..
يُحاولُ إنتاجَ المَعنى.

12
يا ربّ الواقع ورب الخيال
يا كاتب الغيب في هذا الجلال
يا خالقي ومُحَقِقِي قُربَ الرضا..
هَبْنِي إلهي مِن الرضا حد الكمال

13
حينَ يَجِفُ مَعِينُ الشِعر
بقلبِ الشاعرِ
فإنه يَشقى بما تَخَثّرَ
على جدران القلب
-المَعِين-

14
إذا خَرجَ المَعنى عن ظُلمةِ الصمتِ
احترقَ بنورِ الصوتِ

15
إنها حُلمٌ طويل
ليس له مِن يقظةٍ
إلا بالموت.





أحاجي




1
مالي في هَسيسِ الوقتِ أسْرِي
كأنَ للوقتِ هَسيسًا
كأني لا أدري..
شعورٌ يَملأ الروح ابتعادًا
يَخْلِبُ اللُّبَّ اختلابًا
تَملأُ البيت البرودة
يغشى العين الدُخَان وأختفي
ثم أشعر باختفائي فلا أراني
بيد أني بالخفاءِ أَلْمسُني إذ أمضي
ساريًا في الوقتِ أَسْرِيِ
على الأشياءِ والأحياءِ والفِكْرِ
وهكذا تَجري الحياةُ ولم تَكَد تَجري
مواقيتٌ وموقوتٌ قد امتزجا
فمنْ نحنُ؟
وكم عمري؟

2
إهدأ أيها المُهتدي حديثًا
ولا تُقايض هدوءكَ بأي شيءٍ.. أيّ شيء
ولو كانَ الدهشة بذاتِ نفسها
إهدأ وكُنْ شخصًا جيدًا صلبًا
يَعي الأيام وما يَعرجُ فيها
يَعي أنّ المباني الجديدة
ليس لها دَخْلٌ بالعلاقاتِ القديمة؟!


3
سَأَجريِ خاليًا مِن الرجاءِ والخوفِ
هكذا فجأة سأجري
ولن أقول لأحدٍ: وجدتها/ وجدتها
ففي الغالب أنني لن أتكلمَ أثناءَ الجري
كما أنّ أحدًا لا يستأهلُ الحقيقة سوى الحق
ولا يُوجدُ مَنْ سيفهم قانون الطفو قبل موته
حينَ تطفو الروح على وجهِ البدنِ
وتسبحُ خارجةً مِن مضيق ِالفم إلى الوجودِ
كسمكةٍ حيةٍ على وجهِ بئرٍ آسنةٍ
السمكةُ التَقَطَهَا طائرٌ
الطائرُ ألقاها في مُحيطٍ لُجّي ليس له مِن قَرار
المُحيطُ ماؤهُ ضَوءٌ، وشِعَابُه ُضَوءٌ، وسَمَكُه ُضَوءٌ
ضوء على ضوء. ذلِكم الوجود

لذا سأجري خاليًا مِن رجائي
فقد أرجِئهُ إلى الأبد
وخاليًا مِن خوفي
ذلكَ أن القتيلَ لا يَهابُ الموت.

4
كانَ مُحنّكًا بالحياةِ
وشديد المُلاحظة لِمَا يَمُرُّ مِن حولِهِ...
غالبًا ما كُنتُ أَراهُ مُتوترًا يَقتنصُ المارة
مُستَمتِعًا أو مُتملّقًا للمُتعةِ...
عَيبه الوحيد
أنه كانَ ضعيفًا جدًا أمام أهوائه المُدَمِرة
فقد ظَلَّ يَأكلُ الشهوات حتى اشتهته
فأَكَلَتْهُ الشهوات
وماتَ مأكولا!!

5
هو الوقتُ بُكرةً وأصيلاً وبالليلِ
يَمضيِ مُدَوَّرًا
كخُفاشٍ يَرِفُّ بين حائطينِ طويلين طولَ الأبد
ولا يَقعُ مِن التعبِ..

هي الذاكرةُ امرأةٌ تأتي مِن الخلفِ
أسفلَ الخُفاشِ / بين الحائطينِ

هي الحياةُ
حائطان
وما بينهما
وخفاشٌ
وامرأة.



#أحمد_عبد_العظيم_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/6
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/5
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/4
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/3
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/2
- ديوان الحيرة العظيمة - 9/1
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/4
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/3
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/2
- المؤسسة الوظيفية - فصل من رواية - 4/1
- منطقة عشوائية
- تُرب الإنجليز
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/4
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/3
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/2
- المصح النفسي -فصل من رواية- 4/1
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/7
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/6
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/5
- المحافظة الجديدة -فصل من رواية- 7/4


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد عبد العظيم طه - ديوان الحيرة العظيمة - 9/7