|
تيسير خالد : في احتفال جماهيري في بيت عنان / القدس بمناسبة يوم الارض
تيسير خالد
الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:32
المحور:
القضية الفلسطينية
في الثلاثين من آذار قبل ثلاثين عاماً ، اي عام 1976 كانت بلدات وقرى البطوف في الجليل على موعد الارض في انتفاضة جماهيرية عارمة شارك فيها ابناء "بلاد كنعان" في الجليل في المثلث وفي النقب دفاعاً عن ارضهم المهددة بالمصادرة على ايدي السلطات الاسرائيلية . في حينها كانت حكومة اسرائيل قد قامت بمصادرة 21 ألف دونم من اراضي سخنين وعرابة البطوف ودير حنا وعرب السواعده . أمر المصادرة كان أمراً عسكرياً حمل الرقم العسكري "منطقة 9 لخدمة تدريبات الجيش " ، اما الهدف فقد كان حرمان ابناء المنطقة من حق الوصول الى اراضيهم وتحويل هذه الاراضي لاغراض التوسع الاستيطاني ومشاريع تهويد وادي وسهل البطوف في الجليل الفلسطيني . في تلك الايام كان حزب العمل المعراخ بقيادة شيمون بيريس واسحق رابين في السلطة ورئاسة الحكم . ورغم المحاولات التي بذلتها السلطات المحلية العربية في البلدات والقرى المهددة اراضيها بالمصادرة وبذلتها اللجان المحلية للدفاع عن الارض والتي تشكلت في حينه في الجليل والمثلث والنقب والتي كان هدفها الدخول في حوار مع حكومة رابين – بيريس من أجل دفعها للاعتراف بالهوية والحقوق القومية للمواطنين الفلسطينيين في وطنهم ، الذي لا وطن لهم سواه والتراجع بالتالي عن أوامرها العسكرية الاستيطانية ،الا أن اقصى ما حصلت عليه هو استعداد حكومة اسرائيل للاعتراف بحقوقهم الدينية وليست القومية ، وهكذا اصبحت المواجهة هي الخيار الوحيد امام المواطنين في سخنين وعرابة البطوف ودير حنا وعرب السواعده ، وهي المواجهة التي سقط فيها عدد من الشهداء واصيب فيها عدد آخر بجروح وتعرض فيها المئات للاعتقال في عملية مبيتة لكسر ارداة هؤلاء المواطنين . في ذلك اليوم الخالد من ايام البطولة والفداء استشهد رجا ابو ريا وخضر خلايله وخديجة شواهنه من سخنين وخير أحمد ياسين من عرابة البطوف ومحسن طه من كفر كنا ورأفت علي زهدي من نور شمس فأضاء سماء فلسطين بيوم خالد في الذاكرة الوطنية يحييه الفلسطينيون في الداخل الفلسطيني كما في مناطق اللجوء والشتات تأكيداً على تمسكهم وبحقوقهم القومية . يوم الارض ، يوم خالد في الذاكرة الفلسطينية ، يتجدد كل يوم وخاصة في هذه الظروف التي يشتد فيه ضغط دولة اسرائيل على المواطنين الفلسطينيين وتتضح فيه اكثر واكثر معالم وأبعاد سياستها العدوانية التوسعية خاصة في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 . فالممارسات اليومية الاسرائيلية في القدس ومحاولات السيطرة عليها وتهويدها وعزلها عن باقي مناطق الضفة الغربية ، والتوسع في مصادرة الاراضي وتوسيع المستوطنات واقامة البؤر الاستيطانية ، واقامة الحواجز العسكرية واغلاق الطرق بالحواجز الاسمنتية والترابية ، وعزل الاغوار الفلسطينية باعتبارها مجالاً امنياً وحيوياً استيطانياً لدولة اسرائيل ، تذكر المواطن الفلسطيني بيوم الارض الخالد ، الذي بدأ من وادي وسهل البطوف الفلسطيني في الجليل ، وتلقى عليه مسؤوليات وتضعه في مواجهة تحديات الدفاع عن الارض ، وهو دفاع عن الوطن ودفاع عن مصالح وحقوق الشعب ودفاع عن حاضره ومستقبله . ليوم الارض الخالد معان كثيرة . فهو رمز النضال من اجل البقاء واستمرار الحياة على هذه الارض ، ورمز وحدة الشعب في الوطن وفي مناطق اللجوء والشتات حيث يحيي الفلسطينيون في عين الحلوة وغيره من مخيمات لبنان ومخيمات الشتات ذكرى هذا اليوم العظيم ، فضلاً عن كونه يذكر العالم والمجتمع الدولي بالعدالة الغائبة والمغيبة وبالظلم التاريخي الذي وقع على الشعب الفلسطيني . انه يوم خالد يحفظ للشعب الفلسطيني ذاكرة حية يتصدى من خلال تجددها اليومي لسياسة كي الوعي ، التي يدعو لها وزير الحرب الاسرائيلي وتمارسها دولة اسرائيل في محاولات يائسة لتزييف الحقائق التاريخية وفك ارتباط تاريخي جمع بين الشعب والوطن ، وبين المواطن والارض في علاقة ابدية لم تنقطع عراها منذ كانت بلاد كنعان . وليوم الارض هذه الايام معان كثيرة أيضاً . فهو رمز النضال من اجل التحرر من الاحتلال العسكري والاحتلال الاستيطاني وعنوان لنضال يتجدد كل يوم يتصدى من خلاله الشعب الفلسطيني لغطرسة القوة الاسرائيلية في زمن تغيب فيه العدالة الدولية وتخيم على اجوائه سياسة النفاق الدولي وازداوجية المعايير بفعل الانحياز الاعمى للادارة الامريكية للسياسة العدوانية التوسعية الاستيطانية لدولة اسرائيل ، وهو في الاخير يوم للنضال ضد مخططات حكومة اسرائيل لفرض حل احادي الجانب يحاصر الشعب الفلسطيني في معازل ، أين منها تلك المعازل التي كانت قائمة في جنوب افريقيا في عهد التمييز العنصري البائد ، وهو حل يبقى ابواب الصراع مفتوحة على احتمالات خطيرة ، على الشعب الفلسطيني ان يتصدى لها بترتيب أوضاع بيته السياسي على مستوى منظمة التحرير الفلسطينية من خلال اعادة الحياة لهيئاتها ومؤسساتها القيادية واعادة بنائها على اسس ديمقراطية تحفظ لها مكانتها السياسية وتواصل الحفاظ عليها ممثلاً شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني وعلى مستوى السلطة بمؤسساتها المختلفة بدءاً بمؤسسة الرئاسة ومروراً بالمجلس التشريعي وانتهاء بمؤسسة الحكومة وترشيد توجهاتها ومواقفها السياسية لتعمل بانسجام مع مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وتحت مظلتها وقيادتها ، من أجل تحويل يوم الارض وكل أيام الارض الفلسطينية الى منصة انطلاق نحو استراتيجية وحل الدولة ذات الحدود المؤقتة بدعوة المجتمع الدولي واللجنة الرباعية للعمل من اجل فتح الطريق امام تسوية سياسية متوازنة في اطار مؤتمر دولي ينعقد على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية يضع حداً للاحتلال العسكري والاحتلال الاستيطاني في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 ويوفر الامن والاستقرار لجميع شعوب ودول المنطقة وفي المقدمة منها دولة فلسطين وعاصمتها القدس ويصون حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم وفق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها القرار 194 .
30/3/2006
#تيسير_خالد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تيسير خالد : يحمل الادارة الامريكية والحكومه البريطانيه المس
...
-
تيسير خالد : يحذر من خطورة الاجراءات الاسرائيلية أحادية الجا
...
-
-تداول السلطة - تحت سلطة الاحتلال
-
تيسيرخالد يحذر من خطورة الصفقة
-
- كديما - وأحلام شمعون بيريس في السلام
-
كديما - وأحلام شمعون بيريس في السلام
-
نقل المستوطنين من قطاع غزه الى الضفة الغربيه
-
قرار حكومة اسرائيل يدمر فرص التسوبة
-
يستقبل مندوبين عن - مركز كارتر- لمراقبة الانتخابات الفلسطيني
...
-
استقبال مندوبين من -مركز كارتر- حول الانتخابات الفلسطينبة
-
على الجهات المعنية في السلطة تحمل مسؤولياتها
-
مقابلة صحفية مع وكالة معا الاخبارية المستقلة حول الاوضاع الف
...
-
تيسير خالد : في لقاء مع لجنة المؤسسات في مدينة نابلس
-
المجلس التشريعي: رواتب وتاعب
-
المجلس التشريعي: رواتب ومتاعب
-
الاعتداءات الاسرائيلية تضع التهدئة على حافة الانهيار
-
الجدار ..اخطر مراحل المشروع الصهيوني الاستيطاني
-
الاصلاح ومنظمة التحرير الفلسطينية
-
ابو غريب : النموذج في دعاية القيم الاميركية
-
انسحاب من قطاع غزه ام انسحاب من عملية السلام
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|