أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ثقافة التظاهر وخراب البصرة














المزيد.....

ثقافة التظاهر وخراب البصرة


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 15:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ثقافة التظاهر وخراب البصرة
محمد الذهبي
في عام 91 وفي أوج هزيمة الجيش العراقي من الكويت واشتعال أوار التظاهرات، خرج الشباب في مدينة الثورة، وأعلنوا انتفاضتهم، وجاءني صديقي فرحاً، لقد تظاهرنا بالأمس وحطمنا زجاج المصرف واقتلعنا قطعة مصلحة نقل الركاب ، قلت تقصد المصرف القريب من بيتكم ، قال: نعم، قلت: وتقصد بقطعة مصلحة نقل الركاب المظلة التي يستظل تحتها الناس عند انتظار المصلحة، قال: نعم، قلت له: بربك هل رأيت صداما يقف تحت هذه المظلة ام رأيته يقترض من هذا المصرف، المصرف يقدم خدماته لأبناء الحي الذي نسكن فيه، وكذلك المظلة فهي تحمينا من الحر والبرد، وفي مرة من المرات جلست مع صديقي ذاته، وطالت الجلسة وصار الرجل يستخرج مكنون ما يؤمن به، وأثناء عودتنا ومرورنا بقطعة استدلالية مكتوبة بخط جميل تشير الى شركة مقاولات مختلطة، قام صديقي وهتف بسقوط صدام واقتلع القطعة وراح يدوسها بقدمه، عندها توجهت بالحديث اليه وقلت له : أنت لا تمتلك ثقافة التظاهر، وكثير من الثورات والانتفاضات فشلت بك وبأمثالك، هذا واقع الحال، الشعب الذي يختار 325 لصاً لقيادته في الانتخابات لا اعتقد انه يستطيع فرز مئة متظاهر يستطيعون إيصال أصواتهم بشفافية ونزاهة، وهذا ما حصل لصاحب الزنج الذي استعان بثورته بالرعاع وقطاع الطرق، فانفضوا من حوله بعد خراب البصرة وإحراقها تماما، لا اعتقد ان في الأمر غرابة، فالإنتفاضة الشعبانية التي حدثت في العراق، كانت ثورة حقيقية لكنها استعانت ببعض أشباه الزنج وزاد شبهتها ان قسما من رجال المخابرات العراقية استطاعوا التسلل اليها فشوهوا أهدافها بأعمال الحرق والقتل، وبعدها استخدمهم النظام في التعرف على رجال الإنتفاضة الحقيقيين.
زمن التظاهر بحرق الممتلكات العامة انتهى وعلى الشعب العراقي ان يعي هذه المسألة، المدرسة التي تحترق والمشفى لا يمكن إعادة بنائه والأنبار والموصل خير شاهد على هذا الأمر، نحن لا نتكلم عن المدسوسين ، فهؤلاء قلة لا يستطيعون فعل شيء اذا لم يكن رأي الجماهير المحيطة مطابقاً لرأيهم، الجميع رأى الفيديوات وشاهد نوعية المتظاهرين، اغلبهم شباب صغار قد أعماهم الحماس والتهور وأغرتهم الشعارات وكان لديهم الاستعداد على ارتكاب أبشع الأعمال، هنا تأتي اهمية القانون ونظام الدولة، لسنا أكثر ديمقراطية من اميركا، لنتباكى على المطار والمستشفيات ونصرح ان من احرقها من المدسوسين، كنا نلاحظ الشرطة الأميركية وهي تسحب المتظاهرين مستخدمة الهراوات في تفريق الذين يريدون أذى ببنية الدولة، الجميع كان يتفرج على النيران ويهتف بقوة احرقوها، لم يكن المدسوس بينهم الوحيد الذي رفع شعار الحرق والقتل، وإنما هي وراثة يستعرضها تاريخنا الطويل فهذه ثالث مرة تحترق بها البصرة، فالمرة التي وصلت طلائع الجيش العباسي اليها كان قد انتهى كل شيء فقالوا بعد خراب البصرة وهذا في زمن صاحب الزنج علي بن محمد العلوي، الذي انتسب الى العلويين واستقطب العبيد بأمل تحريرهم ثم ادعى النبوة وانه المهدي المنتظر فاستقطب الشيعة الذين طال انتظارهم للمنقذ، واستغل ضعف الدولة فحكم أكثر من سبعة عشر عاما انتهت بحريق وخراب البصرة، هذا السيناريو سيتكرر كثيرا وسيظهر من يظهر مطالبا بالزعامة مادام هناك من ينفذ غرضه ويصدق انه مقدس وان ما يقوله مرسل من الله، الفرد اغلب الأحيان على خطأ والشعب هو صاحب القرار الصحيح اذا ما كان شعبا واعيا يميز الأمور تمييز اللبيب، الف تحية لكل متظاهر واعٍ اراد ان ينتزع حقوقه من فم ظالميه، والف تحية لكل صوت صادق صدح ويصدح بسقوط الفساد والتخاذل، والف قبلة على جبين كل متظاهر انسحب حين رأى ان الأمور خرجت الى مفهوم التخريب والتدمير ليحافظ على سلامة مدينته ويعيد الكرة في رفع صوته حين تكون الظروف مؤاتية لهذا الغرض، سلاما على البصرة المظلومة فهي القريبة من الماء لكنها تشكو العطش، وهي القريبة من النفط لكنها تشكو العوز والفاقة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا بصرةُ الخير
- هلب هلب... بيدمن الطلب
- ( اكلان التبن بالمدرسهْ)
- الأرض ستنجبنا ثانية
- تقحَّمْ فتحتارُ ايَّ الدروبِ... ستقحمُ في حظك العاثرِ
- إنَّ أبي موجود
- كلُّ يومٍ يقتلونهُ ويعود الى الحياة
- ( عبود اجه امن النجف... شايل مكنزيّه)
- هيّا اقتلوني دمي يبغي خناجِرَكُمْ
- خطة وزارة التربية وبيع الاسئلة
- قصيدة الى العالم الآخر
- كرة الثلج
- ما يأتي بالسيفِ لا يأتي به القلمُ
- بِمَنْ تُفاخِرُ يا دحروجةَ الجعَلِ
- الى شيوعي صار بعثياً وعاد شيوعياً
- يا ابنَ القميئةِ أيُّ الشعرِ تكتبهُ
- ماذا أبو التربِ من آلامهِ نَزَعا
- ( من عندك ولا من عدنهْ)
- لله درُّكَ من نهرٍ تحاربُهُ
- ( هذا الشعب يتقشمر ابجكليته)


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ثقافة التظاهر وخراب البصرة