جعفر المهاجر
الحوار المتمدن-العدد: 5988 - 2018 / 9 / 8 - 13:21
المحور:
الادب والفن
1
هذا زمن الغيلانْ .
غيلانٌ تملك أشداقا لاتهدأ.
وبطونا لاتشبعْ .
لادين يردعها عن أكل السحت .
لاعرفٌ ... لاوجدانْ.
غيلانٌ تمضغُ لحم الفقراءْ.
وتتقنُ قلب الأشياءْ.
سلبت من أعيننا الآمال.
ورمتنا في أسوأ حال.
لا أملٌ يرجى منها .
لا خيط ُ ضياءْ .
سوى زيفٌ وصديدٌ ورياءْ.
فوضى.. ووعود جوفاء.
صخبٌ.. وزعيق وعواء.
ذلٌ وهوانٌ وشقاءْ.
قتل سادي ودماء.
ريحٌ سوداءْ.
هتكٌ لدماء الشهداءْ.
2
آه من هذي الغيلان.
واحدها يحفظ أعمدة الحكمه السبعهْ.
يلبس جلباب التقوى.
ويرتلٌ آيات القرآن.
يهوى الخطب الوعظية.
ويقول أنا المنقذ والربان.
للجائع والعريان.!
وللحق أنا القربان.!
ويظل يسبح باسم الله.
كي يمنحه طول العمر.
وفيوض الرحمة والغفران.
لكن مقاصدهُ أدهى من كيد الشيطانْ.
روغانٌ.. توهانٌ .
والهتك الوحشيٌ له عنوان.
غيلان تحمل جسم الإنسان.
وبواطنها لاتضمر إلا الغدر.
والفعل الخادع والدورانْ.
3
الموت يحاصرنا ياوطني.
يتربص بالحارات وبالساحات.
ويلتف على الأعناق.
كأفعى سوداء.
دمنا صار مباحا.
عبر الأعوام.
يسفكه نسلُ الآثامْ.
والدمع تحجر في الأحداق.
أشجارك ياوطني يغزوها الحزن.
تشكو حرقتها للرحمن.
داهمنا محلٌ قاتل .
وسنابلنا حاصرها الظمأ الحارق.
وجرادٌ وحشي يغزونا كالطوفان.
صرختنا ضاعت بين الوديان.
وتوارى الحلم الأخضر
خلف الجدران.
4
وطني ياتاج البلدان
ماأعمق جرحك !
حتام ستبقى مصهورا في حمى الأحزان؟
لازرع ..لاورد ..لاضوء.
لاطير يردد في فجرك ألحان.
مدن ترقد فوق بحار البترول.
لكن يغزوها الملح .
وتنعق فيها الغربان.
ظمأ .. جوع .. حرمان.
وجع يسري في الأبدان.
مهج حرى .. غليان.
آه آه ياسيزيف العصر.
ابيضت عيناك من الحزن.
واحدودب منك الظهر.
شطآنك حبلى بالقهر.
نخلك مقطوع الرأس.
ماؤك ترتع فيه الديدان.
حاراتك يطويها النسيان.
وضفافك تشكو زحف السرطان.
5
وطني ياعطر الأكوان.!
سقط الصنم الأوحد.
وشظاياه انتشرت في كل مكان.
في هذا الزمن الأعجف ياوطني
سادت آلاف الأصنام.
ورمتنا في بحر التوهان.
مرت أعوام.
تبعتها أعوام.
ورصاص مكتوم أعمى.
يتبعنا في كل اللحظات.
وركام من زيف ودخان.
يحجب صوت الإنسان.
6
تبا تمثال الحرية.
سحقا ياثور البيت الأبيض.
تعسا أيتها (الديمقراطيه)
لست إلا وحشا أبتر.
وطريقا ملغوما مُقفرْ.
لست إلا وعدا أعورْ.
يغري الغلمان.
لست إلا موتا أصفر.
يحصدنا بالمجان.
#جعفر_المهاجر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟