|
تونس: التناقض امبريالية-شعب ام التناقض فيما بين عملاء الامبريالية؟
منير الضاوي
الحوار المتمدن-العدد: 5987 - 2018 / 9 / 7 - 02:03
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
تونس: التناقض امبريالية-شعب ام التناقض فيما بين عملاء الامبريالية؟ يتجه الوضع في تونس الي مزيد من التدهور على كل المستويات بشهادة الحكومة والمعارضة وكل الخبراء وقد اثبتت الاحصائيات الرسمية واقع ازمة النظام (التضخم –التداين- البطالة- اختلال الميزان التجاري-انزلاق الدينار-تدهور القدرة الشرائية...) وامام مثل هذا الوضع الكارثي يسعى الائتلاف الحاكم الى تغطية عين الشمس بالغربال وتوجيه الراي العام نحو صراعات جانبية لاعلاقة لها بمشاغل الجماهير وهي صراعات كتلوية صلب الاطراف الرجعية الحاكمة هدفها الاساسي الانفراد بالسلطة استعدادا لانتخابات 2019 فيحاول النظام جاهدا الهاء الشعب بالصراع بين النداء والنهضة وبين شقوق النداء وشقوق النهضة وبين النهضة والنداء من جهة والمعارضة عامة من جهة ثانية وبين بقاء الحكومة من عدمها او بين الحكومة والاتحاد العام التونسي للشغل الخ من الصراعات التي يقع تغذيتها من قبل الاعلام الرسمي الى جانب ترويج العديد من الاشاعات للتحكم في الراي العام وتوجيهه لدعم هذه الكتلة الرجعية على حساب كتل اخرى لاتبقى مكتوفة الايدي بل تحاول بدورها القيام بالدعاية المضادة لفضح خصومها. ان تدهور الاوضاع ادى بقيادة اتحاد الشغل الى التلويح بالاضراب العام الذي انتفضت الصحافة الرسمية ضده ونعتته بكل النعوت (خيانة- غير قانوني-ضد مصالح الشعب الخ) ان التناقض الاساسي والرئيسي في مرحلة التحرر الوطني هو التناقض بين عموم الشعب وعملاء الامبريالية الذين يتحكمون في رقاب الجماهير المضطهدة غير ان النظام ومن ورائه الاستعمار الجديد يحاول طمس هذا التناقض وتهميشه واستبداله بالتناقضات صلب الرجعية الحاكمة لاحتواء غضب الجماهير وتقديم في كل مرة كبش فداء من خلال تغيير الوجوه الرجعية وتعويضها بوجوه من نفس الائتلاف الحاكم لكن الاوضاع زادت تعفنا منذ 2010 بما ان السرقات تعددت واثرى العديد من السماسرة من النداء والنهضة اساسا (مقاولات-اراضي فلاحية- نزل- مساحات كبرى- مصحات-شركات في مختلف المجالات...) ان التناقض امبريالية –شعب لن يحسم من خلال المشاركة في انتخابات تديرها الرجعية وتتحكم في نتائجها كما لن يحسم عبر التحول السلمي التي تنظر له الاطراف الانتهازية ان هذا التناقض الذي يحكم المرحلة يحسم بالثورة الوطنية الديمقراطية-الديمقراطية الجديدة-وانتصار الجمهورية الديمقراطية الشعبية ومهما تعددت الانتفاضات الشعبية العفوية فلن تتغير الاوضاع طالما لم تبرز قيادة ثورية ببرنامج شعبي يعيد الاعتبار لمطالب الانتفاضة والانتفاضات التي ستحدث لاحقا وطالما لم تحصل القطيعة مع نظام الاستعمار وطالما يواصل اليسار الانتهازي التعامل مع هذا النظام وتزيين وجهه واضفاء الشرعية البرلمانية عليه وتقديمه كنظام ديمقراطي فان التغيير الثوري الذي يتشدق به البعض لن يحصل بل سيقع تأبيد نظام العمالة بطرق ملتوية ومغالطة الجماهير المتطلعة نحو التحرر الفعلي وكسب السيادة الوطنية. يعيش عمال العالم وشعوبه واممه المضطهدة مرحلة دقيقة في ظل غياب الدولة الاشتراكية- منارة الشيوعيين-وتحكم هذه المرحلة تناقضات لابد من فهمها والتفاعل معها لضبط الاستراتيجيات الصائبة والتكتيكات الملائمة وواقع الصراع الطبقي.ولايمكن فهم الاوضاع العالمية والعربية والمحلية خارج هذه التناقضات بل ان كل ما يحصل في فلسطين او سوريا والعراق او اليمن وافغانستان لايخرج عن جوهر هذه التناقضات: التناقض بين الامبريالية والشعب والتناقض بين البروليتاريا والبرجوازية في البلدان الراسمالية بما في ذلك الصين وروسيا والتناقض فيما بين الامبرياليات وصلب الاحتكارات. وفي ظل ضعف الحركة الثورية والشعبية عموما وغياب الدولة الاشتراكية ونظرا لان الامبريالية تظل الطرف الرئيسي في التناقض حاليا فان الانظمة الرجعية العميلة تتمتع بهامش من المناورة يمكنها من التحكم في الاوضاع وترويض اليسار الانتهازي والنقابات والمعارضة الاصلاحية واحتواء الغضب الشعبي على مراحل. وفي المقابل ونظرا لتفجر الاوضاع وتصاعد الغضب الشعبي وتوفر الظروف الموضوعية للنشاط الثوري على القوى الوطنية الديمقراطية والمجموعات الشيوعية ان تستغل هذه الاوضاع الثورية وان تلتحم بالحركة الشعبية وتنير لها طريق الخلاص-طريق الثورة- من خلال ضبط التكتيكات اللازمة وفق درجة وعييها ومستوى تجربتها في صراعها ضد سياسة الانظمة اللاوطنية ومساعدتها على نبذ الاوهام التي تروج لها الحركة الاصلاحية المتسترة وراء شعارات ثورجية هدفها كسب الاصوات في الانتخابات لاغير في حين ان مستقبل تحررها يكمن في رسم القطيعة مع الائتلاف الحاكم وكل من يتعامل معه بتعلة الاصلاح والانتقال الديمقراطي او المصالحة الوطنية الخ... تونس 2018-09-06 منير الضاوي
#منير_الضاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في محور وحدة الشيوعيين-تونس-
-
وحدة الشيوعيين ضرورة
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|