معنى الثورة ............كتاب الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم

ابراهيم خليل العلاف

الحوار المتمدن-العدد: 5986 - 2018 / 9 / 6 - 22:49
المحور: الادب والفن
    

أولا انا اشكر الكاتب والباحث والمناضل الاستاذ شهاب أحمد الحميد على هديته الثمينة مجموعة كبيرة من مؤلفاته ، وعددا مما نشره من تراث المفكر والمناضل الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم وادعو الله ان يعافيه ويباركه ويمده بالعمر المديد ، وسوف اكتب عن كل ما ارسله كتابا كتابا ان شاء الله دمت اخي الاستاذ شهاب احمد الحميد وابتدأ بكتاب الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم وقد تحملت - مشكورا - عبء نشر مؤلفاته ولعل من ابرز هذه المؤلفات كتابه ( معنى الثورة ) الذي صدر بمقدمة رائعة كتبها المناضل السياسي واول وزير للزراعة في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 ( تولستوي العراق ) الاستاذ هديب الحاج حمود .
الذي اريد ان اقوله ان الاستاذ هديب الحاج حمود عد الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم أحد الذين تتلمذ عليهم فكريا ، وقال ان عبد الفتاح ابراهيم كان يحظى بإحترام السياسيين العراقيين وخاصة اليساريين والديموقراطيين فهم من المفكرين الذين عملوا على نشر الوعي بالثورة على الظلم والاستبداد ، وان (جماعة وحركة الاهالي ) التي اسسها عبد الفتاح ابراهيم ومحمد حديد وحسين جميل ومحمد جعفر ابو التمن في الثلاثينات عمقت فكرة انتزاع الحقوق من الظالمين .
معنى الثورة أو اضواء على ثورة 14 تموز 1958 التي لولاها لما وجد الكثيرون ممن ينكرونها فرصة للدخول الى الجامعة والحصول على الدكتوراه حتى ولو كانوا من اذكى الاذكياء .
كان لابد للاستاذ عبد الفتاح ابراهيم ان يكتب عن ( معنى الثورة) ويميزها عن (الانقلاب Coap d etat ) .. ويميزها عن العصيان والتمرد .. ويميزها عن الفتنة ؛ فالثورة تبدل عام وشامل في جميع قواعد الحياة العامة ومقوماتها ، والثورة في حقيقتها عنصر اساسي من عناصر التطور ، والثورة انقطاع لاستمرار وضع قائم وقيام عهد جديد .
ويقينا ان العناصر المناؤة للثورة كان لابد أن تعمل على احداث انقسام فتخرج من مخابئها وتندس بين الجمهور توسوس له وتتهامس ومن ثم تنشط الى العمل .
ويمضي المرحوم الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم ليفكك الثورة ، ويشرح شروطها ويقف عند نقطة اخيرة تقول ان شعبنا العراقي (عظيم التعلق بالحرية خاصة بعد ان يحس بالظلم والطغيان والشعب العراقي تقدمي بطبعه لخبرته الطويلة بالرجعية والانتهازية ونفرته منهم وهو بعد ذلك واقعي رصين في تفكيره يستطيع ان يميز بين مافيه خيره وما يؤول الى ضرره اذ انه يأخذ بالشك حتى يكون منها على يقين .
واخيرا حسنا فعل صديقي الاستاذ شهاب احمد الحميد حين نشر كتاب عبد الفتاح ابراهيم (معنى الثورة ) ، وحين وضح فكر الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم في الايمان ب (الفكرة الشعبية الديموقراطية ) ، ولطالما تمنى الاستاذ عبد الفتاح ابراهيم ان تتحق ( الثورة الاجتماعية ) لترافق (الثورة السياسية ).
كان عبد الفتاح ابراهيم - بحق - فولتير الثورة العراقية ومنظرها وقد اعتمد الزعيم عبد الكريم قاسم عليه ووضعه الى جانبه في العمل على تحقيق البنى الارتكازية لثورة 14 تموز 1958 عندما عينه بتاريخ 26 تموز 1958 مديرا عاما لمصلحة مصافي النفط ثم تعيينه بتاريخ 13 نيسان 1959 وكيلا للهيئة العامة لشؤون النفط اضافة لوظيفته الاولى وكانت هذه الهيئة برئاسته ، وهي من وضعت ( السياسة النفطية العراقية ) وأساسها القانون رقم 80 لسنة 1960 وبه اعيد للعراق جزء كبير من حقه المغتصب في ثروته النفطية .
وكان هذا القانون اخطر عمل دولي اقدمت عليه الثورة ؛ لذلك لم يكن الزعيم عبد الكريم قاسم بعيدا عن هذه الخطورة ، عندما قال وهو يوقع القانون رقم 80 :"انني اوقع وثيقة إعدامي " وهذا ماحدث؛ فلقد سقط الزعيم مضرجا بدمه يوم 9 شباط سنة 1963 ...وهكذا هو التاريخ اقصد هكذا وقع الحدث وانا رويته لكم بكل موضوعية وصدق .

#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات