|
حوار مع المنسقة العامة لجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص بتطوان الآنسة أسية المرابط
عزيز الهلالي
الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 01:59
المحور:
مقابلات و حوارات
تعتبر "جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص" بتطوان من الجمعيات التي جسدت حضورها بكامل المهنية في التعاطي مع ملف المرأة, سواء في بعده النصي أو في بعده المعيشي. لكن ما يلاحظ هو أن رأسمالها الرمزي لم يجد مسالك داخل منابر إعلامية أو فضاءات حداثية تتفاعل مع أهدافه. ليظل سؤال التواصل إشكالية الحقل المدني والسياسي بامتياز. ومحطة 8 مارس كانت مناسبة لإجراء هذا الحوار مع المنسقة العامة للجمعية الآنسة آسية المرابط, من جهة لتقريب القارىء من صورة أولية عن إنجازات السيدة الحرة, ومن جهة أخرى نود إرسال إشارات لمن يهمه الأمر لفك العزلة عن الذات والتفاعل مع قيم تصب في نسق اسمه الحداثة.
تحتفلون دوما بمناسبة 8 مارس بتنظيم أنشطة إشعاعية, هذه السنة نظمتم وقفة احتجاجية. ما خلفية هذه الوقفة ولماذا بالضبط بشارع العدالة, هل من رمزية لهذا الاختيار؟
قررت السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص في السنوات الأخيرة كجمعية نسائية مطلبية الاهتمام بملفات مطلبية تكتسي نفس أولوية ملف مدونة الأسرة الذي استأثر باهتمام الحركة النسائية لمدة طويلة . فنضالنا من أجل الدفاع عن الحقوق الإنسانية للنساء يتحقق عبر الضغط للمطالبة برفع جميع أشكال الحيف والتمييز الممارس ضد النساء و تصحيح الخروقات التمييزية المرتكبة في حقهن باسم القانون أو عبر انتهاكه لاعتبارات غير مقبولة أو لطغيان العقلية الذ كورية. في هذا السياق ، اشتغلت السيدة الحرة العام الماضي على محور "المرأة والإعلام " حيت ثم تنظيم يومين دراسيين توجا بتوصيات حول تغيير الصورة السلبية للمرأة في الإعلام والتي تكرس دونيتها والعمل على تحسين موقع النساء في مراكز اتخاذ القرار وتمكينهن من كل مجالات التعبير في وسائل الإعلام. بعد ذلك، اهتمت الجمعية في نهاية سنة 2005 وبمناسبة الذكرى الذهبية لاستقلال المغرب، بملف إعادة الاعتبار للنساء المقاومات من أجل تحرير البلاد. إذ رفعت مذكرة موقعة من طرف 50 جمعية وطنية وجهوية ومحلية، للوزير الأول ووزير الإعلام وبعض الفرق البرلمانية من أجل المطالبة برد الاعتبار للنساء المقاومات من أجل استقلال المغرب . وتجدر الإشارة إلى أن التوصيات التي أثيرت في الندوة الصحفية التي نظمتها الجمعية يوم 10 دجنبر 2005 بخصوص هذا الموضوع، أكدت في مجملها على ضرورة تدوين الذاكرة النسائية في البلاد من أجل بناء ذات الحركة النسائية والتأريخ لها باستحضار نضال النساء ومعاناتهن في سبيل تحرير المغرب واستقلاله وإنصافهن ضد الإقصاء والتهميش الذي طالهن من المجتمع الذي لم يعترف بنضالهن وحرمهن من صفة المقاومة .لذلك وجب تضافر جهود الجميع لرد الاعتبار للنساء المقاومات وإدماجهن في المقررات الدراسية والضغط على المجلس البلدي من أجل تسمية بعض الشوارع بأسمائهن.و الجدير بالذكر أن هذا الملف عزز لاهتمام المؤرخ الكبير السيد عزوز حكيم به وقبوله العمل مع الجمعية في إطار المشروع التي تقوم بإعداده لتوثيق ذاكرة النساء المقاومات وذلك بإنجاز دراسة للتأريخ لمساهمة النساء في المقاومة منذ العصور الوسطى إلى فترة الاستقلال بالمغرب من خلال البحث في الأرشيف العسكري
طيب, ماذا عن احتفالات هذه السنة؟ يوم 8 مارس لهذه السنة ، نظمت جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص وقفة احتجاجية تحت شعار " من أجل التصدي للخروقات الإدارية التمييزية ضد النساء بالجهة". في الخامسة مساء ، التقت بساحة العدالة بتطوان حشود النساء من كل مراكز السيدة الحرة بمدينتي تطوان( طابولة -المحنش- المضيق-مرتيل-اللوزيين-الطويلع-السحريين-الصومال) و شفشاون ووقفت للاحتفال باليوم العالمي للمرأة وللتنديد بكل أشكال التمييز الممارس ضدها.كما انضمت لهذه الحشود مجموعة من الفاعلين الجمعويين والسياسيين و الحقوقيين والإعلاميين وممثلي الإذاعة والتلفزة المغربية .رفعت خلال هذه الوقفة التي استمرت ساعة ونصف عدة شعارات كالمطالبة بإقرار المواطنة الكاملة للنساء ونبذ كل أشكال الوصاية عليهن ، وإلغاء صفة "بدون" من البطاقة الوطنية لربات البيوت ، وجعل 8 مارس يوم عطلة رسمية . كما طالبت النساء وبإصرار بالنضال المستميت من أجل المساواة والإنصاف والحرية والتنمية والعدالة. :أتت انطباعات النساء بعد الوقفة جد إيجابية إذ عبرن عن الفرح الذي غمرهن عند ممارستهن لحقهن في الرفض وبشدة لكل أشكال التمييز التي لا زالت المرأة تتعرض لها ولانخراطهن بفعالية كمواطنات كاملات في الدفاع عن حقهن في بالاحتجاج من أجل مغرب المساواة والكرامة والقانون والديموقراطية في كل أقاليمه وجهاته. كما وعت النساء بقدرتهن على التكتل والضغط على المسؤولين بالجهة من أجل الدفع بهم لتصحيح الخلل المبني على التمييز الجنسي على مستوى المساطر والإجراءات الادخارية بولاية تطوان خصوصا فيما يتعلق بجواز السفر وتقديم البطاقة الوطنية للزوج كوثيقة إلزامية للحصول عليه كما ورد في المذكرة التي رفعتها الجمعية للسيد وزير الداخلية والسيد والي إقليم تطوان وعاملي مدينة المضيق وشفشاون والتي تمت قراءتها خلال الوقفة الاحتجاجية .
. - رفعتم شعار " بدون" في أي سياق يأتي هذا الشعار, وهل هو بمثابة توصية بعد مدونة الأسرة؟
نعتبر في جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص أن ربات البيوت نساء منتجات للأشغال المتعددة التي يقمن بها لفائدة استقرار الأسرة و المجتمع وانه يجب اعتبارهن ضمن الساكنة النشيطة عوض أن يتم تحقير عملهن وإلغاءه بتجريدهن في وثائق الهوية من صفة النشاط. وقد آن الأوان للمطالبة بإعطاء قيمة مادية للعمل المنزلي غير المرئي و احتسابه ضمن الناتج القومي الخام عوض اعتبار ربات البيوت مجرد "بدون".
- بالفعل كانت وقفة ناجحة من حيث الكم الجماهيري وحضور هيئات سياسية نقابية... لكن, الملاحظ هو غياب إطارات نسوية مهتمة, كيف تفسرون ذلك؟
نؤمن في جمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص أن المسألة النسائية مسألة عامة وليست خاصة يجب أن تندرج ضمن أولويات كل الهيئات السياسية و الجمعوية والحقوقية والنقابية والثقافية والإعلامية ، لذا نسعى للانفتاح على هذه الهيئات بخلق فرص للتنسيق والشراكة والتشبيك معها قصد تعزيز وتطوير عملنا والترسيخ الجماعي لثقافة المساواة وحقوق الإنسان. .وقد سعدنا جدا بحضور الفاعلين الجمعويين والسياسيين والحقوقيين والإعلاميين الدين دعموا وقفتنا وساندوا نضالنا المشترك من أجل المساواة كمدخل أساسي لمغرب الحداثة والديمقراطية .أما اذا لوحظ غياب بعض الأطر النسائية فذلك راجع فقط لتزامن أنشطة احتفالها باليوم العالمي للمرأة مع الوقفة وقد توصلنا برسائل اعتذار ودعم من طرف العديد منها.
الجهة تظهر بشكل واضح في هذه المناسبة, أقصد 8 مارس, كيف تختفي في محطات أخرى, هل من تصور تنسيقي جهوي يرفع معاناة المرأة إلى الواجهة مثل معاناتها عبر الممر الحدودي حيث يمارس العنف عليها بكل أشكاله؟ منذ ما يزيد على أربع سنوات تم انشاء مجلس التنسيق الجهوي للعمل النسائي وهو اطار تنسيقي جهوي يضم الجمعيات والفعاليات العاملة كليا او جزئيا في مجال المراة ويهدف هذا المجلس الى خلق قوة ضغط وقوة اقترا حية بالجهة للدفاع عن حقوق النساء والمساواة و تحسين أوضاعهن وكذلك تكوين الاطر النسائية لتسهيل اقتحامها لمراكز القرار . وتشهد قافلة الانصاف والمساواة التي نظمت في اطار المجلس بمناسبة 8 مارس 2003 تحت شعار "من أجل أنسنة ودمقرطة مدونة الاسرة " التي كان لها صدى وإشعاعا كبيرين في كل مدن الجهة التي مرت بها من القصر الكبير الى شفشاون على أهمية هذه الشبكة في تعزيز ودعم المسألة النسائية بالجهة.أما بخصوص معاناة النساء عبر الممر الحدودي وتعرضهن المستمر للتنكيل والضرب والتحرش الجنسي والابتزاز ، فلا بد ان تتبنى ملفه الجمعيات النسائية وأيضا كل الحقوقيين والسياسيين لإنصافهن والتخفيف من معاناتهن وايجاد حل ناجع لمشكلتهن. . - السيدة الحرة راكمت تجربة هامة وتعتبر من أنشط الإطارات المدنية التي تشتغل بمهنية على قضايا تنموية كما أنها تعتبر قوة اقتراحية, هل من استراتيجية الانفتاح على المحيط السياسي لدعم مواقفها واقتراحاتها؟
طبعا ، عملنا في حاجة إلى دعم ومساندة حلفاء من الصف الديموقراطي الحداثي ، اولائك الذين يؤمنون حقا بالمساواة كلبنة أساسية للديمقراطية والحداثة و الذين يضعون المسألة النسائية ضمن أولويات برنامجهم السياسي الدائم وليس الانتخابي فقط ;ويعتبرون القضية النسائية قضية المجتمع بكامله ويناضلون من اجل النهوض بأوضاع النساء لبناء ركائز المشروع المجتمعي الحداثي الذي نتطلع إليه جميعا..تطمح جمعية السيد الحرة للتنسيق مع المحيط السياسي وبلورة استراتيجيات عمل مشتركة كفيلة بتحقيق ديمقراطية المساواة من خلال إرساء أسس دولة القانون واحترام حقوق الإنسان وكل المواثيق الدولية التي صادق عليها المغرب وعلى رأسها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة في أفق المساواة الفعلية بين الجنسين على كافة المستويات. ألا تروا معي وأنتم تتحدثون عن التنسيق مع المحيط السياسي أن الانخراط في هذا المحيط واحتلال مواقع سياسية يضمن دفاعا جيدا عن القضية النسائية من جهة, ويضرب مسألة الكوطا النسائية من جهة أخرى؟
يعتبر النضال من أجل تمكين النساء وتكثيف نسبة تمثيلهن في مراكز صنع القرار سواء في المجالس التشريعية أو الحكومية أو في المرافق المحلية والجهوية والوطنية من الأهداف الأساسية لجمعية السيدة الحرة للمواطنة وتكافؤ الفرص لضمان مساهمتهن في تدبير الشأن العام مساهمة حقيقية وفعالة تخدم القضية النسائية وكذا المصالح العامة للمواطنين . ولن يتأتى هذا إلا بانخراط النساء وبكثافة في المجال السياسي واحتلالهن لمراكز قيادية داخل الأحزاب .ويبقى دور هذه الأخيرة أساسيا في تشجيع ولوج النساء للمجال السياسي عبر تحقيق الشروط الملائمة للمشاركة السياسية الفعالة للنساء وتجاوز الموروث الذكوري المكرس لمفهوم الزعامة الأبدية الرجولية وترويج ثقافة الديمقراطية الداخلية أما اللجوء إلى التمييز الإيجابي لصالح النساء ، فهو إجراء انتقالي شهدته كل التجارب النسائية العالمية لضمان حد أدنى من التمثيلية النسائية من أجل إقرار مبدأي التكافؤ والمناصفة.
سؤال أخير,العالم القروي يشكل نقطة سوداء في تهميش أساسيات المرأة, هل من رؤية للخروج عن المدار الحضري ؟
في تقرير اللجنة الاقتصادية لأفريقيا حول النساء والفقر بشمال هذه القارة المنعقدة في طنجة 3-5 نيسان/أبريل 2002 ،"أجمعت كافة الدول الأعضاء على أن المرأة الريفية على الرغم من التقدم الهام المُحرز، تظل أقل حظا في الاستفادة من التعليم والتدريب المهني، وخدمات الصحة وتنظيم الأسرة وتعميم الحصول على المعلومات. وبالإضافة إلى ذلك، تعد المرأة الريفية أكثر خصوبة من المرأة الحضرية، وتعيش حالة عزلة جسدية واجتماعية غالبا ما تُعزى إلى العادات والتقاليد ونقص البنى التحتية الخاصة بالتواصل و"تم تحديد بعض المجموعات من النساء اللواتي تُعدن من بين أكثر النساء استضعافا أمام الفقر كالمرأة القروية والمرأة ربة الأسرة والمرأة التي تُعاني من الاستغلال الجنسي" فالنهوض بالأوضاع المزرية للمرأة القروية يقتضي تمكينها الذاتي وتحسين ظروفها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية بمحاربة الفقر والأمية واعادة تقسيم الأدوار بين المرأة والرجل واقرار المساواة بينهما من حيث الدخل والوقت والفرص والقدرات. في هذا السياق، نعمل في جمعية السيدة الحرة منذ اكثر من خمس سنوات في بعض المناطق القروية في مجال محاربة الأمية والتوعية المدنية والتكوين والحملات الصحية ، حيث اشتغلنا في جماعة الواد لمدة سنتين توجت بإنجاز دراسة مو نغرافية تعتمد مقاربة العلاقات الاجتماعية بين النساء والرجال ، كما نعمل بجماعة السحتريين منذ أربع سنوات وفي 15 دوار بنواحي مدينة شفشاون في مجال محاربة الأمية (1100 امرأة سنة 2004) بشراكة مع وزارة التربية الوطنية. أجرى الحوار عزيز الهلالي
#عزيز_الهلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حزب البديل الحضاري إشكالات ورهانات
-
اليسار كأفق للإختلاف والإنفتاح
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف
...
-
زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
-
-خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
-
الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
-
ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات
...
-
إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار
...
-
قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
-
دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح
...
-
كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع
...
-
-كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|