أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - تحولات العالس والمعلوس ..!!؟














المزيد.....

تحولات العالس والمعلوس ..!!؟


كريم كطافة

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:33
المحور: كتابات ساخرة
    


العالس والمعلوس والعلس، لغةً، كل ما له علاقة بالأكل. كان يقال: ما عَلِستُ وما عَلِسَ، بمعنى لم نُطعم شيئاً لا أنا ولا هو. ثم تتحرك دلالة المعنى قليلاً، لتشير إلى الرجل المعلوس بمعنى المجرب والناقة المعلوسة بمعنى المذكرة. هذا كل ما جاء في باب العَلِس، في قواميس وصحاح السلف المعلوس (المجرب). إذن، كيف تسللت هذه المفردة الفقيرة الدلالات، من صحاح الأسلاف، لتدخل القرن الواحد والعشرين، وتحول حياة العراقيين إلى جحيم دنيوي، أين منه جحيم النصوص المقدسة..!!؟
أين فلان..؟ خطية أنعَلسَ..!! وما رأيك بفلان..؟ علاس..!! ويا شيخنا أو يامولانا أن حالنا مزري، ما العمل، كيف نرد على القوم الكافرين..؟ ابحثوا لكم من بينهم عن علاسة -جمع علاس-..!!
قد يظن البعض من رهط اللغويين، أني أهذي. أعرف أن هؤلاء يتطيرون من المفردة الشعبية، كما يتطير العربي والمسلم من مفردة مؤامرة. مفردتنا هذه يا سادتي حالها حال كثير من المفردات، قد سقطت من عليائها القاموسي البعيد إلى حضيض اللهجة العراقية. وهي بسقوطها، قد فقدت الكثير من ملامحها القديمة ومعه شبكة علاقاتها. لتنسج لها ولنا ملامح جديدة وشبكة علاقات جديدة. لم تعد للمفردة علاقة بكل عمليات الأكل والشرب ولا بالرجال المجربين أو النوق المذكرة (هل حقاً هناك ناقة مذكرة..!!؟). لقد دخلت في صميم نشاط إنساني ذو تاريخ قديم، قدم صراعات الإنسان مع نفسه، ذلك هو النشاط الاستخباراتي. ومن الآن فصاعداً على المترجمين أن لا يترجموا المفردات الأجنبية، الدالة على النشاط الاستخباراتي إلا بالعَلِس ولا شيء غير العَلِس، لأن مفردة استخبارات أو استطلاع تبدوان مقارنة بالعَلِس، مفردات على غاية الرقي والأناقة، بما لا ينسجم مع كل هذا الشر الناضح من وسط العلاسة.
كان لنا في العراق حزباً قومياً للعلس الوطني، اسمه (حزب البعث العربي الاشتراكي)، وكانت له إنجازات هائلة في مجال عمله. لقد أتى على الحرث والنسل، حتى كاد أن يمح طوائف وأقوام وقبائل ومدن من ذاكرة المجتمع. وكان لذلك الحزب، فروع وشعب ومنظمات منتشرة في كل شارع وزقاق وفي كل بيت تقريباً. وكانت عمليات العَلِس هي البرنامج والنظام الداخلي للحزب. الابن يعلس أباه وهذا يعلس ابنه وهما يعلسان جارهم وهذا يعلس جاره البعيد والكل يعلس بالكل. حتى جعل المواطن يؤمن بمقولة: إن لم تكن علاساً علستك الكلاب.. والبعثي الجيد هو العلاس الجيد..!!
ولما أنعلس هذا الحزب بعملية علس خارجي، انتشرت جيناته الوراثية في الآفاق، لتدخل لاحقاً في تركيب المنظمات والجمعيات والأحزاب والفضائيات الجديدة.صاروا يمارسون الدين والسياسة في العلن وفي الخفاء العَلِس. حتى تحول المواطن إلى معلوس في الشارع والبيت والجامع والمؤسسة والمدرسة والسيارة وفوق السطح.. والمعلوس مفقود.. والكل يصيح الدين الدين يا محمد..!!
لقد علسوا كل المفردات والمفاهيم الجديدة الوافدة إلينا من الخارج. صارت الديمقراطية وانتخاباتها تعني؛ امتلاك وزارتي الداخلية والدفاع والحرية تعني حريتي في مسح الأرض بك وبالذين خلفوك واقتصاد السوق قد دخل آفاق جديدة على صعيد الآليات والقوانين، مع احتفاظه بآلية العرض والطلب بالطبع. قديماً كان العلاس يدخل دورات وعليه انضباط، وكان قطاع عام، الآن جرت عملية خصخصته. بإمكانك أن تكون علاساً في ظرف ثلاثة أيام لا غير. لتختار من العمل ما يناسبك، علاسة بالمفرد بعلس فرد من عائلة أو علاسة بالجملة (شلع) بعلس كل أو جل العائلة. منهم من يتقاض أجره (كاش) ومنهم من يحوله على أرصدته السرية في الآخرة. كما ترون، أخذ السوق يتحرك مع تحرك المفردة، ليحرك معه قوانين العمل كذلك.. بعض جماعات العلاسة تفرض على العلاس أن يقسم بالقرآن على صحة معلوماته حتى ينعلس الهدف.. بينما مع جماعات أخرى، لا يتم العلس قبل أن يقسم اثنان من العلاسة بأحد الأئمة زائداً القرآن.. لكن في حالات الطوارئ وهي كثيرة على أية حال، ينعلس المعلوس بدون قسم أو بطيخ.. أما اللصوص ومن لف لفهم، فهؤلاء ما زالوا يعملون خارج قوانين السوق، هاجسهم الوحيد من العلس هو توفر المال في جيب الضحية.



#كريم_كطافة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا!!؟
- نسخ الله المتكاثرة..!!؟
- داء الذئب السياسي ومصائد الخرفان
- تجحيش الديمقراطية
- قل لي ما لون قميصك قبل عشرين سنة.. أقل لك من أنت
- في جدل الروائي المؤرخ
- صحيح العراقي
- بين الملاكم (تايسون) و(فيصل القاسم) ثمة جثة..!!؟
- مرة أخرى عن الحصان والعربة..!!؟
- نحن والمشتبه بهم
- محنة قناة الشرقية مع المجهول..!!؟
- بين الجزيرتين..!!؟
- شبكة الإعلام العراقية ومحنة الهوية
- بين العراقيين العرب وعرب الطائفة المنصورة..!!؟
- ماذا يحدث في سومرستان وأنباريا..!!؟
- من أفشى السر..!!؟
- ليس عندنا فساد.. عندنا تمويل ذاتي
- أسلم.. تسلم أيها السيد (القمني)..!!؟
- للحلاق رب يحميه..!!؟
- بين ثقافة الداخل وثقافة الجوادر..!!؟


المزيد.....




- مش هتقدر تغمض عينيك “تردد قناة روتانا سينما الجديد 2025” .. ...
- مش هتقدر تبطل ضحك “تردد قناة ميلودي أفلام 2025” .. تعرض أفلا ...
- وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص ...
- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - كريم كطافة - تحولات العالس والمعلوس ..!!؟