أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايدة توما سليمان - لماذا توجَّهنا للأمم المتحدة؟














المزيد.....

لماذا توجَّهنا للأمم المتحدة؟


عايدة توما سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 5984 - 2018 / 9 / 4 - 10:00
المحور: القضية الفلسطينية
    





شهدنا خلال هذا الاسبوع غضب الكثيرين لإقدامنا في القائمة المشتركة على مجابهة من نصّبوا انفسهم اسيادًا للارض من خلال قانون القومية، وبدلًا من الاكتفاء بفتافيت الحقوق التي قد يعطف علينا نتنياهو ويمنحها لنا، قلنا على الملأ بان قانون القومية لا يمكن تعريفه الا كقانون فصل عنصري، ووقاحته لا تلائم اصحاب الارض الذين لم يُعترف بلغتهم كلغة رسمية، بل نصّبهم مواطنين درجة ثانية. لذلك، توجهنا للامم المتحدة احتجاجًا على هذا القانون الجائر الذي يعزز قطار الاحتلال ويؤسس لدولة عرقية تمييزية.
وبالرغم من عدم وجود اساس للاخبار الزائفة التي قام بنشرها سفير اسرائيل لدى الأُمم المُتحدة، داني دانون، بأنني قمتُ خلال لقائي بنائبة الامين العام للامم المتحدة، روزماري ديكارلو، بتقديم اقتراح للقائمة المشتركة يحتوي على ادانة لاسرائيل في الامم المتحدة ومجلس الامن وبالتعاون مع السلطة الفلسطينية، الا انه من الضروري التوضيح بأن قانون القومية ليس بمسألة اسرائيلية داخلية.
القانون الذي يضرب بيدٍ من حديد اسس الديمقراطية ويتجاهل المبادئ الاساسية لوثيقة الامم المتحدة (التي من المفترض ان اسرائيل احدى الدول الموقعة عليها) هو شأن دولي. وليس فقط من حقنا، بل من واجبنا الاخلاقي والوطني ان نقوم بالتنبيه والعمل ضد قانون القومية وضد العنصرية، من على كل منصة- في اسرائيل والعالم.
ولكن يبدو ان رفضنا ترك النقاش حول هذا القانون الابرتهايدي يدور في الحدود المريحة لمشرِّعيه، سبَّب لهم الازعاج، ليس فقط نتنياهو وائتلافه، الذين يرون بدونالد ترامب نورًا للامم وبتساوي الحقوق تهديدًا وجوديًا، ولكن ايضًا اولئك الذين يدعون بانهم البديل العاقل لليمين المتطرف.
زعيمة المعارضة الجديدة، تسيبي ليفني، ادانت بشدة، ليس منذ وقت بعيد، رئيس الحكومة -الذي يصر على تعريفه لكل يساري كمتعاون مع العدو- ولكن هذا لم يمنعها من القول لعدة سفراء (على خلفية لقائي مع ديكارلو في الامم المتحدة): "لا تتدخلوا بالشؤون الداخلية لاسرائيل، ولا تتعاونوا مع اي خطوة كهذه في الامم المتحدة". على ما يبدو ان ليفني قد نسيت بأن اي انتهاك لحقوق الاقليات القومية يتعارض مع القانون الدولي، وبالتالي فهو شأن يخص الامم المتحدة.
اختارت زعيمة المعارضة ان تتجاهل علنًا ما ينص عليه قانون القومية وهو ان "ارض اسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي ومكان اقامة دولة اسرائيل"، والتي فيها حق تقرير المصير حصريا للشعب اليهودي، ونفي القانون بشكل واضح حق الشعب الفلسطيني التاريخي، القانوني، والاخلاقي في تقرير مصيره.

باعلانه ان "القدس الكبرى والموحدة" هي عاصمة دولة اسرائيل، يتناقض القانون مع قواعد بنود القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة التي تعتبر القدس الشرقية أراضي محتلة. كما ان القانون يسمح باستبعاد وتجاهل فئة من السكان فقط على اساس انتمائهم الوطني او اصلهم القومي، عندما ينص على ان تطوير الاستيطان اليهودي هو قيمة عليا يفترض على الدولة العمل على تحقيقها، وان تعزيز وبناء المستوطنات لليهود فقط، في الضفة الغربية كما في الجليل.
بكلمات أُخرى، قانون القومية لا يخلق فقط فصلا عنصريا داخل دولة اسرائيل، بل يفرض واقع يصعب من خلاله ابرام الحل السياسي العادل لاقامة الدولة الفلسطينية ضمن حدود 1967 الى جانب دولة اسرائيل.
انضمام آفي جباي ويائير لبيد لجوقة التحريض ضد الجماهير العربية في اسرائيل وقيادتها المنتخبة يثبت مرة أخرى، ان من يدَّعون بأنهم معارضة حقيقية، في وقت الشدة وساعة الاخلاق، يفضلون الوقوف والتوافق مع نتنياهو بدلًا من محاولة بناء معسكر ديمقراطي حقيقي، ويستمرون في شغل منصبهم كظل شاحب لحكومة يمين متطرف يقودها نفتالي بينيت، افيغدور ليبرمان واييليت شاكيد.
من يفتقر الى النسيج الاخلاقي للوقوف بوجه الاندفاع القومجي المظلم الذي يجتاح اسرائيل، ومن يقف بفخر بجانب حملة تحريض دانون ويريف لفين، من المفترض ان لا يتفاجأ من اعمال العنف المقصودة ضد المواطنين العرب كما حدث قبل اسبوع في شاطئ كريات حاييم. من يعارض قانون القومية ظاهريًا وشكليًا، سيفشل ليس فقط في صناديق الاقتراع، وانما ايضًا في المعركة الاخلاقية الجوهرية ضد استبعاد مجموعات كاملة من المواطنين من دائرة المواطنة الكاملة المتساوية.
توجهنا للمؤسسات الدولية لان قانون القومية لا يقتصر على كونه قضية اسرائيلية داخلية، بل هو قانون غير اخلاقي له عواقب بعيدة المدى بالنسبة لمواطني الدولة العرب وللشعب الفلسطيني الذي يعاني تحت عبء الاحتلال. لقد قلنا موقفنا بصوتٍ عالٍ وجهوري من على منصة الكنيست، وهذا ما سنفعله الاسبوع المقبل خلال لقائنا مع وزيرة الخارجية في الاتحاد الاوروبي، فيديريكا موغريني.
نضالنا من اجل السلام، المساواة، والعدالة الاجتماعية لا يقتصر على مساحة الخطاب اليهودي في اسرائيل. انا ورفاقي في الجبهة وفي القائمة المشتركة سنواصل النضال بعزيمة وهامة مرفوعة ضد الاحتلال والفصل العنصري في جميع الساحات، بما في ذلك الساحة الدولية.
اليوم نحن عربًا ويهودًا أمام واحد من خِيارين لا غير: ديمقراطية حقيقية او اثنوقراطية قومية.
ويدنا ممدودة لكل من يؤمن بالعدالة والحرية.



#عايدة_توما_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمام واقع استثنائي يتطلب أجوبة استثنائية
- النضال الشعبي والمنظم والجريء ضد العنصرية، مطلب الساعة
- مواطنتنا مجبولة بكوننا أبناء الوطن
- معنى العمل في السياسة تغيير الواقع القائم وبناء الجديد
- الفاشية هناك وهنا... هي ذاتها
- افكار على هامش الحرب على غزة
- العاصفة التي نحب أن نحب
- عملية خطف... لقضية الأسرى!
- نحو مؤتمر الحزب الاستثنائي: بشجاعة وصراحة.. ومن خلال تحدي ال ...
- في الثامن من آذار: نحمي قيمنا الثورية ونمنع ابتذال النضال
- ذهنية الاحتلال لن تكون مرجعية تحرّرية
- معركة السلطات المحلية: معركة على وجه ووجهة مجتمعنا
- أفكار في النكبة
- مقاطعة مسيرة العودة... بداية صراع أم اعلان هزيمة
- قراءات أولية في الائتلاف الحكومي: حكومة المستوطنين والليبرال ...
- يوم الارض، عبر وتداعيات
- أنا لست... نسوية
- تبقى المنارة والبوصلة
- النقد المجتمعي والنسوي للصلحة العربية
- الصفقة 38 - خلفيات ، أسباب وتداعيات والاهم أسئلة مفتوحة ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عايدة توما سليمان - لماذا توجَّهنا للأمم المتحدة؟