طارق ناجح
(Tarek Nageh)
الحوار المتمدن-العدد: 5984 - 2018 / 9 / 4 - 04:49
المحور:
كتابات ساخرة
يُصدِر التليفون المحمول ، الخاص بالأستاذ زكي ، رنَّات متتالية مزعجة مُعلِنَةً أَنَّ الساعة السادسة و النصف صباحاً .. على الرغم من ذلك يَغِّط الآستاذ زكي في نومٍ عميق ، مما دفع زوجته زكيه أن تَصرُخ صائحةً :-
- ما تقوم يا منيِّل على عينك .. ده سكان المريِّخ صحيوا ، و قالوا بِتصَحُونا ليه .. ده لِسَّه الساعة عندنا واحدة و نص بعد نص الليل .. قوم يا راجل .. يعني لازم كل يوم تطلَّع حِسِّي .. يا راجل قوم قبل ما الجيران يتصلوا بالشرطة و يعملُولنا محضر إزعاج ..
تَمطَّى زكي و لا السيد قشطة في زمانه .. فأصدر السرير صريراً و أنيناً و كأنه يقول " يا جدعان حد يرحمني و يتصل بالوِنش علشان يشيل الداهية اللي نايمه عليه " . فَرَك زكي عينيه بقوَّة حتى يستطيع أن يفتحهُما ، لينظر إلى زوجته القابعة إلى جواره في إشمئزاز و غيظ صائحاً :-
- إيه يا وليَّه الغاغه اللي إنتي عملَاها على الصبح دي .. إنتي كل يوم هتسمَّعيني الموشَّح ده .. ده بدل ما تقوُلِيلي إصحى يا بَابِي .. إصحى يا دبدوبي .. و تدلَعِيني زي نيرمين الفقي لما كانت بتدلَّع مصطفى فهمي في مسلسل " حياة الجوهري " و لَّا سُميه الخشاب في "الحاج متولي" ..
زكيَّه تمصمص شفتيها قائلةً :-
- دبدوووبي .. آه فعلاً .. من أنت شبه الْدُّبْ .. قال مصطفى فهمي قال .. إش حال مكنتش شبه برميل الطرشي ..
زكي:- يا وليَّه إختشي .. و خللي يومك يعدي على خير ..
زكيَّه ساخرة :- حاضر يا سي رشدي أباظه .. قوم يا خويا .. و إبقى كَمِّل نومَك في الشغل ..
زكي :- أنام في الشغل إيه يا وليَّه يا مَخبوله .. هو أنت فاكره علشان نقلت شغلي من الصعيد .. و جينا هنا الغردقة .. يبقى سَلِّموني فوطة و مايوه و شيزلونج Sun lounger و صن بلوك sun block علشان أدهن بيه جِسمي علشان أعمل تان tan .. لأ ياختي .. آلتان ده من الشمس اللي قَوَرِت دماغي و أنا رايح و أنا جاي من الشغل ..
أزاح زكي الغطاء من فوق جسده و نهض من سريره ، و قد وضع إحدى قدميه في الشِبشِب بينما تبحث قدمه الأخرى ، كالعادة ، عن "الفردة" الأخرى تحت السرير .. ذهب إلى الحمام ليقضي حاجته ثم يغتسل .. عاد إلى الغرفة وهو يرفع سرواله المنزلق من فوق كِرشهِ . و قف أمام المرآة محاولاً شَدْ عضلات بطنه ليبدو كرشه أقل حجماً .. ثم رَبِّتَ عليه بكف يده و كأنه يُرَبِّتَ على أحد أبنائه ، قائلاً له "كنت فين من عشرين سنة" .. أكمل إرتداء ملابسه .. و قبل أن يخرج من باب الشقة .. كان قد أشعل سيجارة ليبدأ بها يومه الذي لا يعلم ماذا يُخبئ له ..
#طارق_ناجح (هاشتاغ)
Tarek_Nageh#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟