أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!.....6














المزيد.....


البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!.....6


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1507 - 2006 / 4 / 1 - 12:35
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


أصول البورجوازية :

و انطلاقا مما رأيناه في الفقرات السابقة، نستطيع أن نسجل: أن أصول البورجوازية المغربية، تختلف جملة، و تفصيلا، عن البورجوازية في البلدان الأوربية، و في غيرها من البلدان، التي جاءت فيها البورجوازية كإفراز لصراع تاريخي معين، و أن هذا الصراع كان طبيعيا، و بين الطبقات الاجتماعية الصاعدة، و الطبقات الآيلة الزوال، و التي تحاول أن تثبت جدارتها، و استقلاليتها، و استمراريتها.

و هذا الاختلاف هو الذي دفعنا إلى إعمال النظر في بورجوازيتنا، و كيف جاءت ؟ و هل خاضت صراعا معينا يمكنها من الظهور ؟ أم أنها لم تعرف إليه طريقا ؟

إن خصوصية بورجوازيتنا تبين لنا أنها ليست طبيعية، و ليست أصيلة. فهي نتيجة لعوامل أخرى، لا علاقة لها بما يمكن نسميه بالصراع الطبقي الحقيقي، الذي لم يكن واضحا، و لم يسبق له أن كان واضحا، في تاريخ المغرب. فقد اختلط الصراع الطبقي بالصراع ضد المحتل الأجنبي، و بالصراع من أجل وضع حد للتبعية، و بالصراع من أجل الديمقراطية، و في جميع الحالات: فالوعي الطبقي الذي يعتبر جوهر الوعي الديمقراطي، و المحرك الأساسي للصراع الطبقي الحقيقي، ظل غائبا، لتحل محله أشكال أخرى من الوعي الزائف، الذي يسمونه بالوعي الإسلامي، أو الوعي القومي، أو الوعي الوطني، الذي يتساوى فيه الإقطاعي، و البورجوازي، و العامل، و العاطل. و هو ما غيب الربط الجدلي بين الوعي الطبقي، و الوعي الوطني، و الوعي القومي، الذي يقودنا إلى القول بلا وطنية الإقطاع، الذي تحالف مع الاحتلال الأجنبي، حتى يحافظ على مصالحه. ذلك الإقطاع هو نفسه الذي تحالف مع المؤسسة المخزنية، و هو نفسه الذي تبرجز، و هو نفسه الذي صار جزءا لا يتجزأ من الطبقة الحاكمة، و هو نفسه الذي يستبد بالاقتصاد، و الاجتماع، و الثقافة، و السياسة، حتى يتأتى له المحافظة على مصالحه، و خدمة تلك المصالح، و هو نفسه الذي تحول، بفعل الامتيازات التي تقدمها له المؤسسة المخزنية، و بفعل التبعية للمؤسسات المالية الدولية، و بفعل الارتباط بالشركات العابرة للقارات، إلى بورجوازية تابعة، إلى جانب بورجوازية الامتيازات التي تلقاها عملاء المؤسسة المخزنية، و بورجوازية استغلال النفوذ، و نهب الاموال العامة، وبورجوازية نهب الموارد الاجتماعية، وبورجوازية الاتجار في المخدرات.

و لذلك فالأصل الطبيعي للبورجوازية غير وارد، و ما هو وارد، بالنسبة لبورجوازيتنا المغربية، هو أن تكون نتيجة لـ :

1) تحول الإقطاعيين إلى بورجوازيين، بفعل الدعم المخزني و الرأسمالي العالمي.

2) تلقي عملاء المؤسسة المخزنية، للامتيازات، التي لا حدود لها، و في جميع المستويات الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية.

3) استغلال المسؤولين لنفوذهم، في مختلف القطاعات الإدارية للدولة، عن طريق التلاعب، في الأموال العامة، التي يحول معظمها إلى حساباتهم الخاصة، أو إلى حسابات أقاربهم، داخل المغرب، و خارجه، أو عن طريق ممارسة الارتشاء، و ممارسة الابتزاز على المواطنين، مما يؤدي إلى إحداث تراكم هائل عندهم.

4) تهريب البضائع إلى المغرب، و خاصة تلك التي تكون أثمنتها منخفضة، مما يؤدي إلى جني أرباح هائلة من وراء ترويج البضائع المهربة.


5) الاتجار في المخدرات، و تهريبها من داخل المغرب إلى مختلف البلدان، أو من مختلف البلدان إلى داخل المغرب، مما يساهم في النقلة الصاروخية لتجار المخدرات، الذين يصيرون من كبار الرأسماليين على المستوى الوطني، و على المستوى الدولي.

و بما أن هذه البورجوازية غير أصيلة، و بما أنها لم تأت نتيجة لخوض صراع تاريخي معين، فإننا لا نستغرب أن تكون هذه البورجوازية فاقدة للإيديولوجية التي توحدها. فإيديولوجيتها هي نفسها إيديولوجية المؤسسة المخزنية، و هي خليط من الإيديولوجيات الإقطاعية، و الرأسمالية، و المؤدلجة للدين الإسلامي. و لأنها ليست ذات إيديولوجية واضحة، فإن وحدتها التنظيمية غير واردة لافتقادها للتصور التنظيمي الواضح، وهي لذلك، تعتمد في إيجاد تنظيماتها على الإدارة المخزنية، التي ليس من مصلحتها أن تصير البورجوازية المغربية قوية، و منظمة، و قادرة على الفعل السياسي. و كل من يستطيع الوصول إلى تحقيق قوة إيديولوجية، و تنظيمية، و سياسية، فإن الإدارة المخزنية تعمل على إضعافه، حتى لا يهدد مصالحها، و حتى لا يصير له شأن يذكر، فيتحول إلى أثر عين.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!! ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث. ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 14 : خ ...
- واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 12 : م ...
- من اجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا : الجزء الثاني


المزيد.....




- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...
- مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين ...
- إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا ...
- حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا ...
- افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة ...
- الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان ...
- -ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني ...
- كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
- جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - محمد الحنفي - البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!.....6