محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 5982 - 2018 / 9 / 2 - 02:46
المحور:
الادب والفن
كتمان
سرنا في درب متعرّج، وكانت تسير بخطى متعجّلة. قالت إنّ حلمها هذا بالغ النزق، وهو شبيه بأرنب يتقافز هنا وهناك.
ثمّ طاب لها أن تسخر من حلمي، قالت إنّه حلم باهت مثل غمام في أقاصي السماء.
-لكنّك لا تعلمين شيئًا عن فحواه.
استبدّ بها الفضول وقالت: خبّرني بماذا تحلم؟
-يتبدّد حلمي إنْ وصفته لك.
راحت تعبث بخصلات شعرها وتدنيها من عينيها وأنفها ورقبتها لكي تستدرجني إلى الكلام.
وبقيت متكتّمًا على حلمي إلى أن أدركنا الصباح.
طفل
رأت ليلى طفلاً يركض في حلمها المطلّ على حلمي.
نظرت إليّ تعاتبني وقالت: أنت لم تمنحني طفلاً حتّى الآن.
قلت في مزاح مقصود، وبما يذكّر بقول مشهود: ولا بعدَ بعدَ الآن.
وقلت: حين يقبل أبوك وأشقاؤك بي زوجًا لك أمنحك الطفل المنشود.
واصل الطفل ركضه في دلال، ركضت ليلى خلفه وهي في قميص النوم ونهداها مشرئبّان في انتظار الشفتين البريئتين، والطفل يضحك ولا يتوقّف عن الركض، وليلى تركض في استمتاع.
قالت وهي تناكفني: سأحضن هذا الطفل الراكض في حلمي وأقول له: أنت طفلي الحبيب.
لم أعترض، وفي تلك اللحظة، وقف الطفل على تخوم حلمها وراح يبول.
وظلّ كذلك حتّى تبلّل حلمها العجيب.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟