أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - وهاجتِ الذّكرى...














المزيد.....

وهاجتِ الذّكرى...


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5980 - 2018 / 8 / 31 - 19:20
المحور: الادب والفن
    



يوم كان غيرُنا يتهجّأ الحروف والكلمات ، كُنّا ننظم الشِّعْرَ.
يوم كان غيرنا يدرس في الكتاتيب ، كُنّا نكتبُ النجاوى والخواطر والقصص القصيرة، فنلوّن أديم حياة الشّرق بالإبداع والقيم والشّمائل .
يوم كانتِ الأميّة تبسطُ هيْمنتها على الشّرق، كُنّا في نادي الشّباب الارثوذكسيّ في عبلّين نُحاربها وندحرها بالاصدارات الجميلة ، الهادفة والعابقة بالمحبّة ، الثّملى من خمرة الانسانيّة الجميلة، فتنكمش هذه الأميّة خجلى ، وتنسحب وهي تقول : رحماكم !
وكيف نرحمها وهدفنا الأسمى كان منذ قيام الدّولة وما قبل قيامها، هو أن نُعلّي من شأن الانسان بشكل عامّ والفلسطينيّ بشكلٍ خاصّ ؛ نُعلّيه بالحرف الجميل والقصيدة الهادفة المرنان ، والنجوى العابقة بشذى الحياة.
صدّقوني أنّني لا ألقي الكلام على عواهنه ، ولا أتلفّظ به جُزافًا، فالتّاريخُ يشهد ، والأدلّة تشهد هي الأخرى أنّنا في عبلّين وفي نادي الشباب الارثوذكسيّ على وجه الخصوص أقمنا المسرح والندوات والأهم أصدرنا أوّل اصداريْن بعد قيام الدولة ، أقول: " شباب ارثوذكسيّ" ولا أقول وزارةً أو سلطة محليّةً!
نعم شباب في زمن العَوز والفقر والحاجة ... يومها ومن رحم هذا الفقر وُلِدَ الديوان الأوّل للشاعر المرحوم جورج نجيب خليل
بعنوان : "وردُ وقَتاد "( القتاد : هو الشجرالشائك، الشّوْك) عام 1953 من فرن مطبعة الحكيم – الناصرة فجاء شهيًّا طيّب المذاق ... ديون جميل تنساب أشعاره في كثير من غدران الحياة المجتمعيّة فهناك الغزل الرّاقي ، والوصف الدقيق الرفيع ، والمديح الثائر ، والاحداث المؤثّرة ، جاءت كلُّها بسربال قشيب وديباجة برّاقة ، وحِسٍّ هامسٍ تارة وراعشٍ تارات.
وها هي حيفا انموذج :
ماذا أقول وقد عقدتِ لساني وسحرتني بجمالكِ الفتانِ
وتركتني رهنَ الذهول كأنني مستشرقٌ لم أدرٍ كنهَ مكاني
حيفا حَباكِ اللهُ في هذا البها فلتجزِه بالحمد والشكرانِ
ما حلّ حيفٌ فيكِ يا حيفا على مرِّ الحُقوبِ ولاحقِ الازمانِ
ووقيتِ من وقْع الخطوبِ عوابسًا وأمنت شرَّ غوائلِ الحَدثانِ
( أبيات من قصيدة حيفا/ من المجموعة الشعرية ورد وقتاد)

وها هي عبلّين انموذج آخر:
صدّقوني لو ملّكوني الثرَيا ، وطباق السّما ونهر الكوثر

وسفوح المرّيخ والانجم الزهــ ــر ،وقيْد الزمان حتّى وأكثر

لرفضت الدُّنيا اذا لم تكن فيــــها (عبلين)- زهرة الكون- تظهر

لم يكتفِ الشباب الارثوذكسيّ في عبلّين بقصب السّبق ، فعاد ليصدر الكتاب الثاني له والثاني في الوسط العربي والمقصود هو كتاب : " مع الموكب" للاستاذ والاديب الرّاحل سمعان عزيز دعيم الملقّب بِ " نجم الشهّر"
وكتاب " مع الموكب" الصادر ايضًا من فرن مطبعة الحكيم في الناصرة عام 1958 عبارة عن مجموعة من قصص قصيرة هادفة وخواطر اجتماعيّة ونجاوى ، يحكي فيها ويحاكي الكاتب المجتمع آنذاك وكأنه يحكيه اليوم ، فجاءت معانيه ومفرداته ترفل بالجماليات وتعبّر عن الواقع المُعاش .
" "... أما زلنا نعتقد ما اعتقده أفلاطون منذ ألفين وثلاثمائة سنة بأن الناس جُبلوا من طينات مختلفة، فوضع في طينة بعضهم ذهب فكانوا الأسياد، ووضع في طينة آخرين فضة فكانوا الطبقة الوسطى، والباقون وضع في طينتهم حديد فكانوا العامة؟ إن كان هذا هو السبب، فسنبقى مهزلة العصور والأجيال مدى الدهر".
(سمعان عزيز دعيم، 1958، "مع الموكب").
جورج وسمعان دُرّتان غيّبهما التُّراب ، ورغم ذلك ظلّا وسيظلّان في ضمائرنا عنادل تُزقزق ، وغيمات ماطرة ، وهمسات تنعش أرواحنا في كلّ صباح ومساء...
أقول ظلّا وسيظلّان في ضمائرنا ، وكم كنتُ أريد أن يظلّا في ضمائر أهل الحلّ والربط في البلدة المتجليّة على خدّ الجليل ، فيُكرّما بتسجيل اسم احدهما على شارع او مكتبة أو دوّار فمثل هذين وأمثالهما في عبلّين وبلداتنا العربيّة والذين وضعوا بصماتهم الجميلة على حياتنا يستحقون أن يُكرّموا وأن يكوكبوا ..
انّها همسة أرسلها ضاجّة آمل أن تلقى آذانًا صاغية .
" ورد وقتاد" و " مع الموكب" اصداران نرفع بهما رؤوسنا شممًا.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وَصَلَ العددُ الزُّبى
- بيركوفتش أوْت
- فجرٌ كَرباتيّ
- نفس الوجوه القديمة
- وسافرّ ذاكَ الذي لم أعرفْهُ
- يا ويلكوا من الله
- أحمد حازم يُموّه ويُضلّل
- الموسمُ موسمُ التّين ... عُذرًا الطّين !!!
- جبل النّور
- نريده كأسًا جديدًا
- القطُّ - يتقلّى - وصاحبه - يتفلّى -
- عالَم ثالث حتّى بكرة القدم !
- رونالدو وميسي عازفان مختلفانِ
- عُذرًا...صلاح ليس رونالدو
- عبلّين غير شكل
- لكأس العالم طعم الحياة
- يافا الشّموخ
- هل سيستطيع محمد صلاح ان يكون مارادونا مصر ؟
- جوليا أغرودة الحياة
- واسفاه.... ليلنا مزروع بالرصاص


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهير دعيم - وهاجتِ الذّكرى...