أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المفرد والمثنى والجمع في قصيدة -سبعة أحلام مستبدة-














المزيد.....

المفرد والمثنى والجمع في قصيدة -سبعة أحلام مستبدة-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5980 - 2018 / 8 / 31 - 11:16
المحور: الادب والفن
    


المفرد والمثنى والجمع في قصيدة "سبعة أحلام مستبدة" لـ فراس حج محمد

رائد الحواري

أولا النص:

أراك هناك حيث يلتقي الماءُ بالماءِ ليطفئا النّار الّتي اتّقدت هنا في وصلٍة ماطرة

أوزّع الوقت بين لحظتينِ جميلتينِ تشتبكانِ في لحظةٍ واحدةْ

أثرثر طفلا لا يستر عيبه إلا احتمال الهوى في الجلسة الشاهدة

أُوْدِعُ الأسرار الّتي ازدحمت على شفتي لتزهر ضحكةٌ ورديّةٌ في الشّفاهِ الفاتنةْ

أرتّب الأغنياتِ على وتر القصيدةِ في السّهرةِ الجامعةْ

أحلّلُ نجمتينِ فائرتينِ على صدر السَّماءِ لتغدُوَا نجمةً راضيةً في خفقةٍ والهةْ

"أنام ملء جفونيَ" بين ذراعيكِ يحرسني صدرُك اللّؤلؤيُّ في غمرةٍ دافئةْ

ثانيا القراءة:

هناك دلالات لصيغة المفرد والمثنى والجمع يمكن أن تخدمنا في الولوج إلى النص الأدبي، ومنها نستطيع أن نأخذ فكرة عما يريده الشاعر، وحتى من يمكننا الدخول إلى عقله الباطن، فنكون أمام مشاعره وجها لوجه، دون أية حواجز أو ستائر.

يفتتح الشاعر القصيدة بعدد سبعة المقدس، وكأنه أراد به الاشارة إلى سمو العلاقة بينه وبينها، فهي علاقة توحد وانصهار لهذا أخذت هذه الصورة: "أراك هناك حيث يلتقي الماءُ بالماءِ ليطفئا النّار الّتي اتّقدت هنا في وصلٍة ماطرة"، فالماء لا يمكن فصله عن الماء، وهذه الوحدة تشير إلى الانصهار الكلي بحيث لا يمكن لنا نحن المتلقين أن نفصل بينهما، فهما وحدة واحدة عنصر/ مادة/ شيء واحد، وإذا ما عرفنا أن الماء له مكانة في الطهارة الجسدية والروحية للإنسان يمكننا التأكد بأن الشاعر يتحدث عن علاقة مقدسة، حتى لو كانت إنسانية، وأخذت الشكل الجسدي، فالجسد يبقى هو الحامل للإنسان، ومن خلال الجسد فقط يمكننا الشعور بإنسانيه، لهذا يجب التعامل/ النظر إلى الجسد بطريقة جديدة، وليس كما يعتبره البعض مجرد "جيفة"، وكأن الشاعر أرادنا أن نصل إلى فكرة: أن الناس يمكنهم إقامة علاقة مقدسة، حتى لو كانت هذه العلاقة تأخذ (شكل) الظاهر علاقة جسدية، فهي تبقى رغم بكل ما تحمله من (شكل) "مقدسة".

لأي علاقة إنسانية عدة أطراف، وبما أن الشاعر يتحدث عن امرأته، فهناك صيغة المثنى التي تعطي دلالة إلى الحالة الخاصة التي تجمعهما: "أوزّع الوقت بين لحظتينِ جميلتينِ تشتبكانِ في لحظةٍ واحدةْ"، نجد المثنى في "لحظتين، جميلتين، تشتبكان"، وهذه الثنائيات يريدها الشاعر لتعطينا حالة واحدة، من خلال "لحظة واحدة"، وهذا ما يشير إلى حالة الانصهار مع الحبيبة التي يردها الشاعر.

ونجد الثنائية أيضا في هذا المقطع: "أُوْدِعُ الأسرار الّتي ازدحمت على شفتي لتزهر ضحكةٌ ورديّةٌ في الشّفاهِ الفاتنةْ"، يبدأ الشاعر المقطع بصيغة فعل يودع، وهو فعل سلس وهادئ، ثم يأخذنا إلى صيغة الجمع، "الأسرار، ازدحمت"، فهناك كم/ مجموعة على الشاعر أن يهذبها لتكون سهلة التناول، لهذا اختزلها في "الشفتين" اللتين تشيران إلى أن الشاعر يميل إلى هذه العلاقة "الثنائية" فهي الوسيلة والطريقة التي تجعله يصل إلى الوحدة والانصهار، ونجدها في "ضحكة، وردية، الشفاه، الفاتنة"، وهذا ما يؤكد غاية الشاعر المتمثلة في الوصول إلى حالة التوحد.

في المقطع الآتي يختصر الشاعر المسافة فينقلنا من الجمع إلى الواحد مباشر، دون المرور بالثنائية: "أرتّب الأغنياتِ على وتر القصيدةِ في السّهرةِ الجامعةْ"، هناك "أغنيات" يتم توزيعها على وتر واحد، لكن هذا الواحد أعطاها صفة "الجامعة" كإشارة إلى خصوصيها، فهي وحدة استثنائية ولست عامة، ومتعلقة فقط بالشاعر وبها.

يعود بنا الشاعر إلى الثنائية فيقول: "أحلّلُ نجمتينِ فائرتينِ على صدر السَّماءِ لتغدُوَا نجمةً راضيةً في خفقةٍ والهةْ"، "النجمتين" هنا أرادهما لخدمتها هي تلك التي يتغنى بها، فهو يكرس نفسه/ فعله ليفرحها، ففعل الفرح متعلق بها وحدها، أما فرحه هو فجاء بهذه الصورة: "أنام ملء جفونيَ" بين ذراعيكِ يحرسني صدرُك اللّؤلؤيُّ في غمرةٍ دافئةْ". الشاعر ينام بين "ذراعيك" يكون في "غمرة دافئة"، فالثنائية جاءت لتخدم فرحة الشاعر، وإذا ما توقفنا عند الفرح الأول الذي حصلت عليه المحبوبة، نجده يوازى فرح الشاعر، وهنا يتماثل الشاعر والمحبوبة بفعل الفرح، فهما يقومان بعين الفرح، وهذا أيضا يخدم فكرة الوحدة التي يريدها الشاعر.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* القصيدة منشورة على صفحة الشاعر على الفيس بوك.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفرد والمثنى والجمع في قصيدة -سبعة أحلام مستبدة- ل فراس حج ...
- تقديم الفرح عند -محمد دلة-
- الأم والبياض في قصيدة -أمي- محمد العصافرة
- المرأة في رواية -باب الحيرة- ليحيى القيسي:
- الصور في قصيدة - أرصفة الشموع - عمار دويكات
- السواد الكامل عند -هارون الصبيحي-
- الأسئلة في قصيدة -كيف يسهر الصبح - ؟- عايد السراج
- حاجتنا إلى الشعر وقفة مع نص للشّاعر فراس حج محمد
- أثر المكان في مجموعة -كرز- سليم البيك
- مناقشة ديوان القصائد النثرية -تعويذة الحب والياسمين
- الكلمة والحرف في قصيدة -قلق- -رائد عمر العيدروسي-
- ديوان -تعويذة الحب والياسمين- هادي زاهر كلما ابتعد الأ
- المرأة والمجتمع في رواية -أوراق خريفية- محمد عبد الله البيتا ...
- الأبيض والأسود في قصيدة -غيمة- جواد العقاد
- الواقع في كتاب -جمهورية ساندويتش الديمقراطية- خلدون صبيحي
- الفعل الأسود في قصيدة -خلف هذا الوقت- عمار خليل
- دراسة لمسرحيتي للأديب رائد الحواري مسرحية -غ. ر. ي. ب.- أسام ...
- الموضوع واللغة في ديوان -بانتظار المطر- ماجد أبو غوش
- الذاكرة الخصبة في ديوان -الذاكرة المنسية، بيت الريش- محمد ال ...
- القصيدة المجنونة -آن لي- عبود الجابري


المزيد.....




- بين الأدب والسياسة.. ماريو فارغاس يوسا آخر أدباء أميركا اللا ...
- -هوماي- ظاهرة موسيقية تعيد إحياء التراث الباشكيري على الخريط ...
- السعودية تطلق مشروع -السياسات اللغوية في العالم-
- فنان يثني الملاعق والشوك لصنع تماثيل مبهرة في قطر.. شاهد كيف ...
- أيقونة الأدب اللاتيني.. وفاة أديب نوبل البيروفي ماريو فارغاس ...
- أفلام رعب طول اليوم .. جهز فشارك واستنى الفيلم الجديد على تر ...
- متاحف الكرملين تقيم معرضا لتقاليد المطبخ الصيني
- بفضل الذكاء الاصطناعي.. ملحن يؤلف الموسيقى حتى بعد وفاته!
- مغن أمريكي شهير يتعرض لموقف محرج خلال أول أداء له في مهرجان ...
- لفتة إنسانية لـ-ملكة الإحساس- تثير تفاعلا كبيرا على مواقع ال ...


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - المفرد والمثنى والجمع في قصيدة -سبعة أحلام مستبدة-