بسام مصطفى
الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 17:39
المحور:
الادب والفن
شعارات تنهش لحم بعضها البعض كالكلاب
مبادىء يتبول عليها أصحابها صبح مساء
يمين تيسر، يسار تيمن
غرب تشرق، شرق تغرب
جنوب يزني بالشمال وشمال يأكل رأسه كيفما شاء
دجالون لو أصطفوا لزادوا دجلة طولا
حكومات تتمرغ كالخنازير في كل مزبلة و
معارضون أوسخ من كل وسخ الحكومات
شعراء ملئوا قلوبهم وأفئدتهم حقدا وضغائن
حراس لغة كل همهم الانتصار على إخوانهم في الحراسة
سياسييون كهول يبيعون الأوطان ومافيها
مافتئوا يلقون محاضرات عن الوطنية وحب الوطن
كالبغي تحاضر عن الناموس والشرف!
هتافات...مظاهرات...مثليين....عاهرات....مرضى...
مقعدين...لا شيء سوى النباح!
مجازر...معارك...قتل كثير...كوارث...
حروب مديدة، لاهدن فيها ودم غزير...
ها هنا كتب انتحرت ومكاتب رمت بنفسها في النهر
أطفال ماتوا وهم نيام
والرعب طائر ذو ألف جناح
صه يا ولد...
هذي الحرب عرتنا واحدا واحدا
ونلنا عن جدارة وإستحقاق كل
ميداليات النجاسة والخبث...
قتلناك أيها الوطن المعذب
أيها المسيح المصلوب
أيها اليوسف الجميل العزيز...
نحرناك بلا رحمة ولاشفقة
كنت جنة...فردوسا
ولست الآن سوى جيفة نتنة
تكالبت عليها كل ذئاب الدنيا
(الحق الحق أقول لكم): هذا العالم عالم الذئاب
غابة للوحوش تقضم رأس الوحوش
وأنت لم تكن سوى بضع شقائق نعمان
وأنا لم أك سوى دمها الساكت
جثتك الآن تحكي بكل اللغات
طاب لهم الاستماع إلى أنينك
والتفرج على موتك اليومي المجاني
كل دموعهم كذب
كل خطاباتهم
مظاهراتهم
هتافاتهم
كتاباتهم
نباح مستطير..
ولا شيء سوى النباح
لا شيء سوى النباح!
#بسام_مصطفى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟