أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدربه العنزي - الفصائليون الفلسطينيون














المزيد.....


الفصائليون الفلسطينيون


عبدربه العنزي

الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خلال عقد ونيف انحصرت الجهود الفلسطينية في مشهد البحث عن التئام الكسر في الصدر الفلسطيني. جهود تدور في فراغ متتالي وفي غياب سياسة عليا. وعجز في معرفة الغاية النهائية والقصوى في المراد الوطني. جهود فقدت أهدافها الاستراتيجية وانحرفت إلى مسارات ضيقة ومظلمة لا نهاية لها ولا مخارج تقود للضوء في خواتيمها.
المشكلة اذا أردنا أن نراها من زاوية أخرى، ليست مشكلة آليات التصالح. ولا برامج الاتفاق. ولا أجندة التمكين. ولا رواتب الموظفين. ولا حتى أقواس الحصار المشدودة على عنق غزة. ولا تضخم الفقر والبطالة والجريمة والانتحار والعزلة. فهي جميعاً مسائل معيارية قابلة للقياس والحل والاختيار إذا أراد أصحاب الحل والعقد أن يخلصوا النية في فك طلاسمها. المشكلة تتجاوز هذه المشكلات الخدماتية الممكنة الحل في غزة والضفة. فالأزمة الحقيقية هي عند كل أطراف الشأن الفلسطيني الداخلي الذين يلهثون خلف المكاسب النسبية (الفئوية- الحزبية- الشخصية..الخ..). وقد أسقط الجميع من حساباتهم مسألة المكاسب المطلقة وفلسفتها.
الفصائليون هم من يتحكمون في مصير فلسطين وشعبها وليس السياسيون. والفصائليون(قصيرو النظر) هم الذين يقاتلون من أجل المكاسب النسبية. وليست المطلقة. على طريقة التشبيه المعروف للفيلسوف الفرنسي "جان جاك روسو" في "صيد الأيل". الفصائليون هم من يتحكمون في اللحظة الفلسطينية الراهنة. لأن غياب الفاعل المركزي الفلسطيني وأقصد هنا (المؤسسة أو المؤسساتية) هي التي تركت الفرصة للفصائليين بإشاعة الفوضى، ودفعت بسيطرة حالة اللايقين بين كل الأطراف الفلسطينية شعباً وفصائل. ودفعت بتربص كل منهم بالآخر وعدم الثقة به.
الفصائليون هم الذين يديرون النظام الفلسطيني الباهت ، لذا، فقد انعكست هرمية النظام التي تقوم على العلاقات التراتبية في توظيف الاختلافات إلى فوضوية صارخة تعكس علاقات التساوي والتنسيق بين وحدات النظام. لذلك، تجد أن أي فصيل يمكنه أن يقاوم إذا شاء، وأن يعقد تسوية سياسية إذا شاء، وأن يفاوض العدو إذا شاء. وأن يعاقب المواطنين إن رأى في ذلك مصلحة ترفد في مجرى مكاسبه النسبية.
الفصائليون لا يعرفون ولا يعترفون بالعمل الاستراتيجي القائم على دعائم ومقولات راسخة في العلم والعمل. لأن الاستراتيجية تعني وجود سياسة وطنية أو دليل سياسي للدولة يجب أن تخضع لها جميع السياسات الفرعية. وتعني أن تخضع للتوجيه السياسي. وهي عملية فكرية منضبطة ذات مخرجات وغايات وطرق ووسائل محددة بوضوح. وتخدم السياسة في نطاق التقلبات والتعقيدات والهواجس التي تحيط بالبيئة الاستراتيجية.
الفصائليون هم الذين يحددون أولويات التنمية، والتحرير، والبناء، والديمقراطية، وحقوق الانسان، في ذات الوقت الذي يفتقدون فيه كـ"فصيل" لثقافة التنمية والتحرير والبناء والديمقراطية وحقوق الانسان، ثم أنهم من فصائل –نسبياً- مختلفة. فإلى أي فصيل ينبغي أن يلتزم المواطنون؟
الفصائليون هم الذين يتفاوضون مع العدو فيفشلون. وهم الذين يقاومون فيفشلون. وهم الذين يتحاورون مع أنفسهم فيفشلون، باختصار،فلكل فصيل روايته وأسمائه وحبه وكرهه ولون يحمله في المناسبات الوطنية الجامعة.
الفصائليون يختلفون عن السياسيين. فالسياسيين غالباً لهم رؤية ورسالة ومؤهلات للتفكير الاستراتيجي والقدرة على التفكير النقدي، بمعنى النظر في تأثيرات كل ما جمعه السياسي لقضيته من حقائق ومعلومات ووجهات نظر وافتراضات واستنتاجات واحتمالات وعلاقات احتمالية. فهل أدرك الفصائليون–مثلاً- أن ما حققته اسرائيل من انجازات سياسية وعسكرية واقتصادية ودولية وفي ميدان الصراع مع الفلسطينيين خلال العقد الماضي لم تحققه اسرائيل منذ احتلالها لفلسطين قبل سبعين عاما. هل اتضح للفصائليين –مثلاً- أن ما يلقاه أهل فلسطين من تحديات كبرى لم يشهده تاريخ الفلسطينيين منذ قرن تقريباً.
الفصائليون هم الذين يتحدثون في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. وهم الذين يتحدثون في القاهرة. وفي خنادق المواجهة. وعلى شاشات التلفزة. وفي المؤتمرات. لذلك، ترى الحلوق جافة. والرسالة الفلسطينية ناقصة. والوجع الفلسطيني لم يصل للعالم جيداً. والانقسام ما زال قائماً، والتسوية السياسية مجهضة. واسرائيل تنتصر في كل المحافل. والفصائليون مستمرون في خطاب عبثي شبيه بآلهة العجوة عن أجدادنا العرب.



#عبدربه_العنزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام (البترومونيالي) الفلسطيني
- مناقشة في مستقبل حركة فتح - الحلقة الاولى
- الجزائر تبارك ميلاد الثورة الفلسطينية
- -كيف غزة اليوم..؟-
- من الآخر..التسوية السياسية الصهيونية مشروع جريمة
- الكيان الجريمة


المزيد.....




- طفل ينجو بعد قضاء خمسة أيام في متنزه مأهول بالأسود
- بعد التنين.. الصين تستعد لعام الثعبان: بداية جديدة في 2025
- الفصل التاسع والسبعون - نارينا
- وزير الداخلية اللبناني: السعوديون يفضلون انتخاب العماد جوزيف ...
- بايدن: مهاجم نيو أورليانز زرع عبوات ناسفة في المدينة
- بايدن يبدأ خطابه بعد الهجوم الإرهابي في نيو أورلينز بمزحة
- وزير الداخلية اللبناني: -ارتحنا- بعد سقوط النظام السوري وأدا ...
- فوائد صحية غير متوقعة للذرة البنفسجية
- خروقات إسرائيلية مستمرة لاتفاق وقف إطلاق مع لبنان
- هجوم الغوطة الكيماوي عام 2013.. كوابيس لا تزال تلاحق الناجين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدربه العنزي - الفصائليون الفلسطينيون