لوحة لم ترسم

راني السماني

الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 12:35
المحور: الادب والفن
    

(1)
أصوات صراخ تعلوى من حناجر مقهورة
شعوب لا تتذوق طعم الرغيف
من اوجاع فايروس المعدة
ورسامين فقدوا الإحساس من شح الألوان و الذاكرة

من الذي وزع مصل النوم، في تلك الليلة المحزنة؟

(2)
البطيخ مطعون بالكوليرا والكوكايين ونقص الفيتامين

(3)
الي رب الظروف السادي أنظر،
ستري ثعلب ذو لحية بيضاء يتبسم
وفي مخلبيه الملوثتان بالدماء، مصحف.
ناديتو يا الله، من الحاصل دا وينك؟

وقعت من حنك كلب النظام، دقينة

(4)
اين تذهب الأراء، عندما لا يسمعك الزملاء
اين تدفن الفكرة، عندما لا يتمعنها الاصدقاء
اين ياخذك السفر، عندما لا تتقاسم الخبز مع الفقراء

ماذا كان يقول جيفارا للشحاد الرقيق تحت خطوط الشمس وهو يشعل سيجارة؟

(5)
الاعداء هم الذين يلتحون الجريمة
الاغبياء هم الذين يتسلطون علي الشعوب الرزينة
الاغنياء هم الذين يوزعون الجوع باطراف المدينة

فيا امي
لماذا هذا الصمت؛ وفي مطبخ كل منزل،
مهيرة معتقلة حزينة؟

(6)
الشفافية احياناً حماقة
الكذب في كل الأحوال وقاحة
الخيال احياناً فناجين اليفة
الإيمان بالقضية، غريزة

قل لي بربك
فيما كان يفكر عبدالخالق محجوب،
وفي إيد ذاك الجندي؛ المصوبة، قبل الدهشة
كانت، بندقية؟

(7)
تقمصت روح جمهور العام 1956م ،
سقطت خلف الستار، مغمي علي كحلوى
بعد ثورة 24 تحول عقلي الشاعر
الي نصف ميت من رائحة البومبان

(8)
حب الأوطان شمس، اذا إقتربت منها سوف تحترق
بالغازات المسيلة لبحيرات الدم، وكواكب طين المصيبة

اذاً في ماذا يفكر الان اللئيم
وهو جالس امام تلك الحديقة؟

(9)
أعمي يتبع نجمات الطريق باللمس
مبادرات يحكم عليها بالإعدام
رصاصة تعبر شوارع القلب، لمتحدث في احدى الأركان
بواب يبحث عن مفتاح أبكم
قروية تبحث عن خطوط الشمس في بؤرة مصباح

من الذي أباح هدر دم الفكرة، في الميدان؟

(10)
الحب حي، دائم التنقل بين الأوطان
لا ينقصه سوي روح الرفاق والانبياء

(11)
في إيدي قلم لاهجم علي مهبل حائط
مودعاً لوحتي الأخيرة
فالتسقط كل الشعارات اذاً
وترتفع في نفس الحائط بالجامعة، جريدة

(12)
لوحة لا أسوار لها او حذاء
وجوه عابرة تتمعن شظايا زجاج
أمواج عاتية تتجمع في الأعماق لتلفظ اسماك ثرثارة
عصافير تقرأ لخليل جبران، وتلخص ما قيل، للأعمدة
وحوش تزيف في المناهج للأطفال، كي تنام

(13)
لا بد وان لا ننام
لا بد وان نرسم للنهر موسيقى

#راني_السماني (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات