|
وضعية النزيل سلام المحمودي
شكيب الخياري
الحوار المتمدن-العدد: 1506 - 2006 / 3 / 31 - 06:56
المحور:
أوراق كتبت في وعن السجن
تقديم:
تشهد دار الخيرية بالناظور مجموعة كبيرة من المشاكل، أدت بشكل واضح إلى تدهور الحالة النفسية للنزلاء و النزيلات، و التي انعكست سلبا على مجموعة من تصرفاتهم و حتى على مستواهم الدراسي بل و في حالات على أخلاقهم، و هذه المشاكل مرتبطة بشكل أساسي بسوء التسيير الذي تشهده هذه المؤسسة، خاصة على المستوى المتعلق بتعامل الإدارة مع النزلاء و النزيلات.
و في هذا التقرير، نتطرق لمشكلة تعرض لها أحد نزلاء هذه المؤسسة الخيرية، و التي تكشف عن جانب هام من هذا التسيير، و قد أنجزناه من خلال لقائنا بالمعني مباشرة عبر مجموعة من الجلسات في مستشفى الحسني، و بمجموعة من النزلاء و النزيلات، و كذا بعض المهتمين بشؤون الخيرية.
سبب ولوج سلام المحمودي لدار الخيرية:
و لد سلام المحمودي، سنة 1989 بقبيلة آيت سعيد التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الناظور، و أخوه امحمد المحمودي ازداد بتاريخ 1990 بنفس القبيلة، والدهما هو، ميمون المحمودي، المزداد بقبيلة بني سعيد بإقليم الناظور ( والده: المخفي، و والدته: زليخة )، والدتهما، نعيمة لعريبي، المزدادة ببني بوعياش بإقليم الحسيمة ( والدها: محمد ، و والدتها: صافية).
و نظرا لمشاكل نشبت بين الزوجين، تفارقا سنة 1988، و بقيت الأم ترعى أولادها إلى غاية شهر أكتوبر من سنة 1994 حيث تركتهما لوحدهما في المنزل الذي تكتريه من دون أن يعلم أي أحد الوجهة التي ذهبت إليها ( سلام يبلغ حينها 5 سنوات و امحمد 3 سنوات )، و هناك اضطر صاحب المنزل بعد أن طال انتظاره لعودة الأم، إلى أن يصرح باختفائها لدى الشرطة، حيث تم نقلهما مباشرة بعد ذلك سنة 1995 إلى دار العجزة بالناظور إلى غاية سنة 2001 و من ثم تم تحويلهما بأمر من عامل الإقليم آنذاك إلى دار الخيرية بنفس المدينة.
وحسب معلومات تحصلنا عليها، فإن لسلام أخت من أبيه في مدينة أزغنغان لا يعرف أحد مكان سكناها، أما والدته فقد هاجرت سنة 1996 إلى إسبانيا، و استقرت في فترة ما أو ما تزال بمورسيا بإسبانيا حيث تزوجت من جزائري، أما الوالد فقد هاجر هو كذلك خارج أرض الوطن حيث تزوج للمرة الرابعة و كان يقطن أو ما يزال ببوردو في فرنسا.
مشكل سلام المحمودي في دار الخيرية:
عشرة أيام بعد عيد الفطر سنة 2005، فر سلام المحمودي إلى دار الخيرية بالحسيمة، و بقي هناك إلى غاية ظهور أخيه امحمد في برنامج مختفون متسائلا عن مصير أخيه سلام، مما دفع بهذا الأخير لأن يطلب نقله لخيرية الناظور ليكون قريبا من أخيه، و هو ما تم بعد تنسيق بين مندوبي التعاون الوطني بالحسيمة و الناظور، حيث عاد – حسب تقديره- يوم الجمعة 16 فبراير 2006، و لكن لم يتم اعتباره نزيلا، بل كضيف جاء ليرى أخاه و سيعود من حيث أتى.
و يوم الجمعة 10 مارس الماضي، توصلنا في جمعية الريف لحقوق الإنسان بنبأ تواجد سلام المحمودي في مستشفى الحسني بالناظور في حالة خطيرة، مما استدعانا للالتحاق إلى عين المكان للتحقيق في الأمر و تقديم يد العون له، و بعد استفسارنا له عما حدث له و أسبابه أخبرنا بأن فراره أول مرة من دار الخيرية بالناظور، قد كان بسبب تصرفات المقتصد الموقوف عن العمل "بلعيد ختاش"، الذي يقوم – حسب سلام – باستغلال النزلاء لإنجاز الأعمال الشاقة ( جمع الأزبال – حمل الأشياء الثقيلة - ... ).
و أضاف أنه في الفترة التي عاد فيها من الحسيمة إلى خيرية الناظور، أخذ "بلعيد ختاش" يأمره بالعمل بدل الجلوس فقط، حيث كان يفرض عليه نقل كمية من الرمال المخصصة لبناء سور ملعب دار الخيرية إلى منزله الذي يبعد بعدة أمتار عن دار الخيرية، حيث يقوم باستكمال الأشغال فيه، و يضطر سلام المحمودي لأن يحمل بواسطة ناقلة يدوية صغيرة وحدتين من الرمل تزن الواحدة أزيد من 60 كيلو غراما.
و بسبب الإرهاق الذي أصابه من جراء ذلك و من جراء ممارسته لرياضة كرة القدم، ولج مستشفى الحسني يوم الخميس 2 مارس الماضي على الساعة 12 زوالا، حيث أصيب بنزيف دموي من الفم، و بعد علاجه عاد إلى دار الخيرية، و يومين بعد ذلك، أي يوم السبت 4 مارس الماضي، قرابة الساعة 11 صباحا، جاءت شاحنة محملة بالطوب الرمادي المخصص للبناء ( الوحدة كبيرة الحجم ) فطلب "بلعيد ختاش" من مجموعة من النزلاء، تفريغ الشحنة ثم نقلها إلى ملعب الخيرية، الذي يبعد بحوالي 60 مترا.
بعد حمل سلام المحمودي لذلك الطوب للمرة الثانية، أصيب بعياء شديد و بدأ يخرج دما كثيرا من فمه، للدرجة التي أعتقد فيها زملائه بأنه سيموت، حينها حمله بعض أصدقائه و أحد المربين بالخيرية إلى قسم المستعجلات بمستشفى الحسني بالناظور.
و بعد مجموعة من التحاليل الطبية التي أجريت له هناك، ثبتت إصابته بداء السل، و نظرا لحالته الصحية ارتأى الطبيب المعالج له أن يتابع علاجا لمدة تسعة أشهر، يمنع عليه خلالها ممارسة أي مجهود بدني كبير.
و بعد اتصالنا في الجمعية بقائد المقاطعة الأولى، حيث شرحنا له تفاصيل ما يجري طالبين منه التدخل، قام بدوره بالاتصال بالمسمى "بلعيد ختاش" طالبا منه قبول سلام المحمودي كنزيل بدار الخيرية، و بأن توفر له كافة الشروط التي تسمح له بمتابعة علاجه، و ذلك بعد أن كان يرفض بقائه بالدار.
تصرفات " بلعيد ختاش" مع النزلاء:
كثيرة هي الروايات المجمع حولها من طرف النزلاء و النزيلات الذين استقصيناهم حول الموضوع، و التي تحكي عن التصرفات اللإنسانية للمسؤول في الدار "بلعيد ختاش"، و نظرا لكثرتها فلا يسعنا في هذا المقام سوى التطرق لبعضها، إيمانا منا بأنها تلخص الكثير من الروايات، و تضيء جانبا مأساويا من التسيير الذي عرفته الدار.
و يروي مجموعة من النزلاء و النزيلات، أنه منذ أكثر من سنتين، و في يوم ممطر، تعارك بالدار نزيلان، فجاء إليهما "بلعيد ختاش"، و أزال لكل منهما قميصه و تركهما بالسروال فقط، و ربط أيديهما إلى بعضهما من خلف، و أجلسهما في وسط ساحة الدار تحت الأمطار، و ركب سيارته و بدأ يتفرج فيهما. و في نفس تلك الفترة، و بسبب عراك بين نزيلان آخران، و عقابا لهما، أمرهما هذا المسؤول بإزالة حذاءيهما و الجري فوق أرضية الساحة المغطاة بالحجارة المخصصة للبناء ( الكاياس ).
كما يروي هؤلاء النزلاء، أن هذا المسؤول، كان قبل توقيفه المؤقت من العمل، يطرد للشارع كل النزلاء الذين لا يستجيبون له ، حيث يبيتون فيه ليلة أو أكثر، أو يقوم بحرمانهم من إحدى الوجبات الغذائية.
توصيات:
من خلال ما سلف ذكره، و من خلال استماعنا لمقترحات مجموعة من النزلاء و النزيلات بالدار فإننا نوصي في الجمعية، بما يلي:
1- التطبيق الفعلي لقرار توقيف "بلعيد ختاش" الصادر عن إدارة التعاون الوطني. 2 - إرسال لجنة تفتيشية للتحقيق في سير الدار، و خاصة أسلوب تعامل الإدارة مع النزلاء و النزيلات. 3- التحقيق في تعامل "بلعيد ختاش" مع النزلاء، سابقا. 4- تشكيل إدارة جديدة بأطر كفأة .
#شكيب_الخياري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقرير جمعية الريف لحقوق الإنسان حول وضعية المهاجرين الأفارقة
...
-
أكاذيب تكشفها حقائق: دور محمد سلام أمزيان في أحداث 1958-1959
...
-
لماذا تأسيس لجنة بتحريض من الوالي؟
-
انتفاضة يناير 1984 بالناظور..الأسباب و النتائج
المزيد.....
-
إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و
...
-
قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال
...
-
مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
-
تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
-
الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت
...
-
أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر
...
-
السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
-
الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم
...
-
المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي
...
-
عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع
...
المزيد.....
-
١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران
/ جعفر الشمري
-
في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية *
/ رشيد غويلب
-
الحياة الثقافية في السجن
/ ضرغام الدباغ
-
سجين الشعبة الخامسة
/ محمد السعدي
-
مذكراتي في السجن - ج 2
/ صلاح الدين محسن
-
سنابل العمر، بين القرية والمعتقل
/ محمد علي مقلد
-
مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار
/ اعداد و تقديم رمسيس لبيب
-
الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت
...
/ طاهر عبدالحكيم
-
قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال
...
/ كفاح طافش
-
ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة
/ حـسـقـيل قُوجـمَـان
المزيد.....
|