ذكريات من ايام النضال الحلقة الثانية ام جواد شهادة للتاريخ

سعدي جبار مكلف

الحوار المتمدن-العدد: 5979 - 2018 / 8 / 30 - 08:07
المحور: الادب والفن
    

من ذكريات النضال
الحلقه الثانية
ام جواد وشهادة للتاريخ
لم يكن الربيع في مدينتي البصرة الحبيبة ... بصرة الرجال مدينة العمال والنضال الطبقي والاضرابات ... مدينه النضال الذي لايهاود ولا يستكين مدينة كاظم حمدان اول من وزع وطبع المناشير في البصرة وربما في كل العراق مدينة عبد الجبار وهبي ابو سعيد وكتابات يومياته الشهيرة الواسعة الانتشار مدينه الجوع والعراء والعطش كانت كل فصول العراق خريفا دائما تعوي فيه الذئاب قاتلة البشر وحاملة اعواد المشانق المتعطشة للدماء
ومنذ حل الطاعون بأوصال شعبي العظيم كنا ننتظر الكسلة المعتادة كرنفال البصرة الخاص وتظاهرة فرح مدينتي مع اعياد الشعب الكردي والايراني وكل يحتفل بنوروز بمهرجانه الخاص في هذه المدينه العريقة اممي بهي فتجد بفرحه الشامل مرسوم على وجه التجار الاجانب وخاصة الهنود بالعابهم البهلوانية واطلاقاتهم النارية على سفنهم الواقفة على شط العرب الخالد حتى تمتلئ الشوارع بالفرح والرقصات الشعبية وطبول واغاني الفرح الذي يفوح منه عبلق وشذى امل الجماهير من أجل خبز لجياع وكأنهم ينشدون نشيد البقاء والسعادة وحقهم في العيش اختفت هذه المشاهد جميعها منذ عام 1963م عندما أعلن نشيد الموت والحزن والدمار الشامل الذي هب على العراق بأكمله كنا ننتظر هذا العيد في السابق لتعانق انظارنا ابواب الفرح والسعاده وقد خيم صمت فصل
الخريف على موافق الحياة من جراء اصحاب شارات الصليب المعكوف , كان يوم 4/3 ذكرى عيد ميلادي الحقيقي قبل ان اجبر على تغيره الى 7/1
تظامنا مع جميع او معظم افراد الشعب العراقي البائس كنت طالباً في الصف الخامس العلمي وكان المدرس يحيى محمد علي رحمه الله يشرح قوانين نيوتن في الفعل ورد الفعل وكان رد فعل الجماهيرضد مؤامرة شباط الدموي هو انضمام الجماهير بالمنظمات الحزبية بهذا الكم الهائل الكبير هو رد فعل وانتبهت على وقع ضربات خفيفة على باب القاعة واذ بورقة يبدأ بقراء تها الاستاذ فيها خمسة اسماء اضافة الى اسمي وهي الاسماء الحقيقة للخلية الحزبية التي تقود التنظيم في اعدادية البصرة وهنا بادر الى ذهني كيف اجتمعت هذه الاسماء سوية مع العلم قسما منهم في الفرع الادبي والاخرين في القسم العلمي ومن المرحلة الرابعة والخامسة لذلك استنتجت وايقنت ان هناك انكشاف للتنظيم وقد قررت الهروب ولكن كانت الشرطة ورجال الامن السرية مستعدين تماما في باب القاعة اذن لايوجد مجال للهروب وماهي الا لحظات حتى اكتمل جميع الرفاق في سيارة الامن التي كانت بقيادة ضابط الامن فاضل سلمان البجاري الملقب فاضل الاسود ورئيس العرفاء جعفر اغائي الايراني الاصل وصلنا الى مديرية امن البصرة ولاحظت اعداد كثيرة من الطلاب ومن بينهم الرفيق علي المسؤول الحزبي لتنظيم الاعداديه الرئيسي وابتدأ التحقيق لايوجد سوى كلمات قليلة مع الضرب والاهانات حيث جميع الاسماء الصريحة والحزبية موجوده فقد كبست شجرة التنظيم الطلابي مع الرفيق جبار واستمر التحقيق عدة ايام وفي اليوم الثالث وكالعاده يجب ان تفتش بيوتنا واتجهنا الى دارنا في محلة الجمهورية هذه المحلة الغريبة العجيبة مدينة الفقر والجوع والبطولة والشجاعة وصلت الى بيتنا وتجمعوا الجيران على بعدعدة امتار من باب الدار واستمر التفتيش اكثر من ساعه يقود رجال الامن فاضل الاسود وكانت والدتي رحمها الله قد احرقت جميع الكتب والورقيات وكل شيئ عائداً لي حيث احرقت المكتبة بأكملها اضافة الى الكتب المدرسية علما انه لايوجد فيها شيئ ممنوع كنت انا مع الرفيق وليد اسطيفان حيث تم تفتيش دارهم اولاً وقد تعلقت ام وليد بذراع فاضل ووجهت كلامها له بأن لايعذبوا او يضربوا وليد بأسم مريم العذراء اجابها بلايجاب عندما صعدنا الى السيارة انهال على وليد بالضرب وهو يردد بأسم مريم العذراء ومن أجلها ...تجمع الجيران وكانت جارتنا الطيبة ام جواد واقفة مستعدة تماما وفي مقدمة الناس وعند خروج الضابط فاضل توجهة اليه وقالت ( شوف سيدي هذا سعدي بلسم اتحطة على الجرح ايطيب خوش ولد ومؤدب لايرفع راسه ابد حتى كلامه منخفض ولايرتفع ولم يصدر منه اي خطأ ولكن لديه عاده سيئة (سولة ) بيدة السطل ويكتب على الحيطان هو مع صديقه وليد وأشارات الى الشعارات المكتوبة على الجدران واردفت سعدي هذه الشخبطات هو الذي كتبها وكانت الشعارات هي شعارات تندد بمؤامرة اشباط ووطن حر وشعب سعيد ...شعارات الحزب أنذاك) وهنا التفت لي الضابط وقال تمام نحن ندري أدلت هذه المرأه الساذجة البسيطة دفاعها عني كمحبة ليس ألا رحمك الله يا أم جواد فقد ادليت ماهو صحيح وصادق فقد حنينه جدران المحلة باللون الاحمر وقد خط رجال الامن اجسامنا باللون الاحمر لنا لقاء في الحلقه التالية

#سعدي_جبار_مكلف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات