سامية خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 5976 - 2018 / 8 / 27 - 19:27
المحور:
الادب والفن
ماتَ كلُّ شيءٍ،لمْ يبقَ في جعبةِ الحكاياتِ إلا أشباهُ كلماتٍ تمجِّدُ أرواحَ الرّاحلين،السُّمُّ افترشَ دروبَ الكلماتِ حتّى ملأَ الأفقَ بلونِهِ الأرجواني فلا معنى لأيِّ التفاتةٍ تمرُّ والكلُّ يتحرَّكُ لكنْ بِلا روحٍ ربما هي أطيافٌ !هل تراني ما عدْتُ أميِّزُ بينَ الواقعِ والخيالِ؟ ها قدْ غادرتْني للتّوِّ رغبَتي في تقصّي الحقائقِ لذلك الأمر سيان عندي أكنتُ حيّاً أمْ ميْتاً وها هو عالمي أصبحَ خارجاً عن مسارِ الآخرين الذين أخالُهم كتلاً من لحمٍ تتحرَّكُ بِلا هدفٍ بلا غدٍ مرجوٍّ أو قصّةٍ تشدُّ إلى حياةٍ ،ربّما أثرُ مفعولِ السُّمِّ المنبعثِ من الأرضِ والسّماءِ ضباباً يغشى كيميائيَّةَ أجسادِهم فتنازعَتْ أرواحُهم وفي كلِّ نزاعٍ ألمُ ألفِ طعنةِ سيفٍ إلّا أنَّ الألمَ أصبحَ عادةً محبَّبةً وصارَ الموتُ عقيدةً خاوتْهُم ،لذا لا يكتملُ كيانُهم إلا بِهِ ،ها همْ يترقَّبونَ لحظاتِ موتِهم المتكرِّرِ معَ كلِّ بزوغِ خيبةٍ ،وها أنّي أحملُ المعولَ أدورُ حولَهم وأنا أبحثُ عن مكانٍ لأدفنَ فيه أجسادهم التي تعفنت قبل شروق الشمس.
#سامية_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟