أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - مقصّات














المزيد.....

مقصّات


نادية خلوف
(Nadia Khaloof)


الحوار المتمدن-العدد: 5976 - 2018 / 8 / 27 - 11:58
المحور: الادب والفن
    


مقصّات "1"
للفرح لعبة أزلية. يلمسني، يختبئ خلف الباب
يمسك بي، ولا أمسك به
يداعبني بدهاء
قبل أن أتعلّم القصّ واللصق
تعوّدت الدّوران
أدور حول نفسي
حول عمود كهرباء
حول المقبرة
حول نصب الشّهداء
فارغة تلك البوادي منّي ، ومنها
لم يعد ينبت فيها شوك وليس فيها سراب ماء
لا أنا جرّبت الحياة، ولا هي أنبتت الثّمار
هي صحراء، وقلبي مولع بها
يشبهها
ملتصقة بي
عندما أفارقها
تحكمني آمال عراض:أن أتغلب على رفيقتي في القفز على الحبل
أن لا تضربني امرأة ليست أمّي مختبئة خلف الباب
أقوم من مكاني، ثم أعود إليه فالدّار فارغة من الدّار
لا تعودوا ! لن نعيد سيرة الصّمت .
تعاركوا مع أفكاركم
دعوني وحدي
أحلم، ثم أحلم، ثم أحلم
لا يأخذ الحلم سوى بضع لحظات، ويأتي الوقت خال من الوقت . يهدّدني، هو متين لا يحترق بالنّار، أمسك به ألفّه بتأنّ، أفصّل منه أثواباً. تعلّمت الخياطة فيه، وعلى بابي تقف ، خالتي، وعمتي، وجارتي. سمعوا أنّني أقصّ وأخيط ، فأحضروا بعض ثيابهم الرّثة. هذه تريد أن أصدّر ثوبها، وتلك تريد أن أغيّر سحابها. أصبحت من المتبرّعات بالخياطة، لم أكن أعرف أنّ للخياطة ثمن. كنت أمتعض بيني وبيني من تلبية أوامرهنّ، تمادوا.
لم أكن قد وصلت إلى مرحلة المجاهرة بالرّأي. هذه هي مشكلتي الأزلية مع الحياة. أجاهر بما تريدون، وأختبئ فيما أريد أنا. أنتم تعرفون ذلك، وتقدمون على أعمالكم في مواجهتي قصداً، بينما أستمد ردّي من الصّمت.
.. .
تمرّ الليالي صامتة ، وأحياناً يضجّ بها أموات
تهديني إلى بعض النجوم والكثير من الأحلام الباهتة والتّرهات.
يهتف لي طائر يرغب أن يثير في الحنين كي أكتب عنه، عن الوطن الذي يعيش فيه. ما اسمك أيها الوافد الذي يطير؟ أراه مرّة ويختفي مرّة في الضَباب.
أقول له شعراً . أختصره بجملة : إنّك من بلاد الضَباب
ويحزن الطّائر
يعود أدراجه، ويختفي.
ترافقه روحي
تعود خائفة إليّ: ما أصبرك يا هذه!
كيف استطعت العيش ضمن ثقب أسود؟
هواياتي التي أمارسها كلّ يوم: أحدّث الفراغ، أحلم معه، وألملم آهات السنين ، أكبسها في جرار النبيذ فيخرج من فوهتها ياسمين. أصبحت أستعمل الزّمن للخياطة، والحنين، والأنين.
للحبّ، والغزل
ومقبرة على مرّ السّنين.
. . .
يقنعني حبيبي أنّني رفيقة دربه، ولا أصدفه في دربي!
يدرّبني على الانحناء والسّجود
أخاف. أخاف عليه أن يضيع
كأنّني أمّ وهو طفلي الوحيد
وأصنع من القهر خبزاً
ومن الفتات لحماً
أنتظره
كي نمارس طقوس الحياة العائلية
مسكين حبيبي. أنهكه التّعب، ولا يستطيع حتى تناول الطّعام. تأخّر الوقت، وعليه أن ينام. يقول فعلت الليلة المستحيل من أجلكم، أبحث عن المستحيل، فأجد الثلاجة خاوية إلا من الصّفير.
يجافيني النوم، أتسلّل بعد منتصف الليل إلى ركن مظلم أختبئ فيه. أناجي القمر، أرشّ العطر على الكون، ويذرف القمر دمعة تلامس خدّي. يا للقمر الحنون!
ويفرد الظلام جناحيه. أقص، وأقصّ منهما ما استطعت، أسرع إلى آلة الخياطة. أحيك من الظلمة ثوباً، وغطاء رأس، أحاول أن أكون شبحاً يؤنس الليالي، ويسامر النّجوم.
. . .
عندما يستعمل حبيبي بساط الرّيح ويطير إلى أحلامه. يقابلني الرّب.
لا أنظر إليه، فأنا غاضبة منه. أسمع ضحكته وهو يقهقه، يربّت على كتفي. يقول : لا تراعي! المؤمن بلويّ.
أريد أن أصفع أحداً، أو أردّ بفظاظة ، أرى المّقص أمامي يهدّدني بقطع لساني، فأنا في حضرة الرّب. عليّ أن أتأدّب، ولكنّ. . .
يعاتبني الرّب على أشياء كثيرة، وأوّل الأشياء التي يعاتبني عليها سذاجتي.
يسرد لي تاريخي من الألف إلى الياء، أذهب فيه وأعود منه -أعني تاريخي-خلال ثانيّة. أغلبه صفحات فارغة من الحياة.
. . .
أعرّف الحياة بالمقصّ. كلما ورد ذكر الزمن ، أو الحبّ، أو الوطن . يتراءى في الأفق مقصّ، ولكلّ منهم رمز مختلف من المقصّات.
للظلمة مقصّ أفصّل فيه أثواب الحفلات
للوطن مقصّ . أقصص أجزاءه، وأعجز عن خياطتها من جديد
للحبّ مقصّ من حديد
للآه، للندب، للغربة، للهواء، والفناء.
حكايتي كلّها مقصّات
تقترب مني ، تبتعد
تهدّدني
تصادقني
أقصّ بها التّرهات. . .



#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكين من وجهة نظر باحثة غربية
- ابتسم: أنت في حضن الحبيب!
- إقالة ترامب، أم إنهاء التّرامبيّة.
- التنمّر السّوري
- حول وجود الله
- - أهرف بما لا أعرف-
- واقع أم خيال
- Pyrrhusseger
- لا أمل
- -كل شيء مؤامرة-
- أزمة الليرة التّركيّة
- هوية أنثى
- حورية الفرات
- حول النّشأة العائليّة
- عنّي ، وعنك
- الطلاق في إنكلترا
- عن تغيّر المناخ
- الخيار بين الموت والحياة
- حنين إلى المقبرة
- ترنيمة عزاء


المزيد.....




- -البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
- مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
- أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش ...
- الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة ...
- المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
- بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
- من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي ...
- مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب ...
- بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
- تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نادية خلوف - مقصّات