حميد حران السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5975 - 2018 / 8 / 26 - 20:07
المحور:
كتابات ساخرة
هش وبش بوجه القادم بعد أن ترجل من ركوبته زف له أجمل عبارات الترحيب التي يجيدها قروي مثله ومن فوره أمر إبنه بتحضير (عليقه) للحصان وأصدر (فرمانا) بتحضير الشاي مع إستمرار عبارات الترحيب بالضيف الذي لم يسبق له التعرف عليه .. إعترض الرجل على الشاي قائلا إنه جائع (وحي الله الحاضر) وهي عباره ترفع التكليف .
هنا قرر صاحب الدار أن يكرم ضيفه بأسرع مايمكن تجهيزه وهو كمية كبيره من (الرطب) جاء بها صالح من بستان عمه في القريه ... حاولت (أم صالح) أن تثني زوجها بحجة إن أولادهم سيعودون من عملهم متلهفين لهدية عمهم الطيب لكن (أبو صالح) أبى على نفسه أن يًدخَر على ضيفه متحججا بأن الكميه كبيره والضيف لايمكن أن يأتي عليها كلها مهما كانت شهيته وبالغ مابلغ مقدار جوعه , قدم صاحب الدار كل ماجاء به ولده في وعاء كبير (صينيه) وكان الرطب بثلاثة حالات منه التام النضج ومنه المنصف وبعضه أصفر , نظر الضيف لمحتوى الأناء فصلى على النبي وآل بيته ثم طلب من صاحب الدار سكينا صغيره .. لم يشأ أبو صالح سؤاله عن سبب حاجته للسكين تأدبا وإمعانا في كرم الضيافه فقدم للضيف ماطلب وبدأ الرجل بتنفيذ (عمليه نوعيه) حيث يشق بالسكين كل صفراء ويُخِرج نواتها ثم يأتي بناضجه ويُخرِج نواتها ويضع الناضجه بين شقي الصفراء ويزدردها ثم يعقبهما بمنصوفه يضعها بفمه ويشغل يديه بفتح صفراء ثانيه وهكذا أتى على كل مافي الطبق تحت أنظار صاحب الدار الذي أخذته الدهشه , فالكميه التي كانت مُعده لإشباع خمسة شباب وأبويهما لم يبقَ منها غير النوى , هم صاحب الدار بجمع النوى لرميه خارج البيت تجنبا للذباب لكن الضيف طلب منه ان يتركه ويأتيه بكيس لكي يستصحبه معه كعليقة للحصان .
هنا خرج (المعزب) عن تقاليد الضيافه التي تقتضي عدم سؤال الضيف عن إسمه وحاجته فبادره بالسؤال :
-(يضيف الرحمن شسمك وشنه شغلك).؟
-(أنا ملا جاسم وقد قرأت الفاتحه بثواب أمواتكم على هذا التمر الطيب ) .
-(يملا انت اكلت زاد العدلين وحرمتهم من التمر حتى تقره فاتحه للميتين ... والله ماشوف يخلص منك لاعدل ولا ميت والنوب حصانك حرم الذبان من الفصم ... يملا انا سامع ببو لفلف ماشايفه واليوم شفته وعسى الله لايشوفه لكل عبد مسلم ) .
#حميد_حران_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟