أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - الشيوعية كما عرفتها في اسرائيل















المزيد.....

الشيوعية كما عرفتها في اسرائيل


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 5971 - 2018 / 8 / 22 - 21:19
المحور: القضية الفلسطينية
    


الشيوعية كما عرفتها في اسرائيل

نبيل عودة

هل كان اتحاد عصبة التحرر الوطني الفلسطيني الشيوعية، مع الحزب الشيوعي اليهودي الصهيوني، بعد إقامة دولة إسرائيل، خطوة عقلانية للوحدة بين الشيوعيين العرب واليهود في إسرائيل بالطريقة التي انجزت؟ للأسف لا املك توثيق حول تفاصيل الوحدة، وما هو النهج الذي اتفق عليه خاصة حول مصير الشعب الفلسطيني بعد النكبة والتهجير. وهل ظلت العقيدة الصهيونية جزءا من المبادئ للماركسيين اليهود؟ وماذا كان موقفهم من هدم مئات البلدات العربية، ارتكاب المجازر وتهجير الشعب الفلسطيني من وطنه؟ ان انكار صهيونية الشيوعيين اليهود مستحيل، ولدي وثيقتان:
1- المؤرخ الفلسطيني الشيوعي ابن حيفا بولس فرح (فصل من الحزب لرفضه سياسة الحزب الشيوعي الصهيونية) جاء في كتابه "من العثمانية إلى الدولة العبرية" ان رفاق الحزب الشيوعي اليهودي "كانوا اشتراكيين لا أشك في اشتراكيتهم ولكنهم صهاينة قبل كل شيء وكانوا مثلهم مثل الشيوعيين الصهاينة لم أشك في شيوعيتهم ... وأن الشيوعيين الصهاينة لم يقبلوا بالصهيونية كأيديولوجية وممارسة، لكنهم رغبوا في النظام الشيوعي في دولة اليهود التي كانوا يترقبون ولادتها ليتخلصوا من تناقضاتهم التي كانت تتصارع في نفوسهم".
2- البروفسور ايلي بارــ نفي، المحاضر بقسم التاريخ في جامعة تل ابيب، ومدير اللجنة العلمية لمتحف أوروبا في بريسل، جاء في مقدمته لكتاب "إسرائيل مستقبل مشكوك فيه"(י---ש---ר---א---ל--- – ע---ת---י---ד--- מ---ו---ט---ל--- ב---ס---פ---ק--- - صدر عن منشورات "راسلينج" 2011) ان:"الصهيونيون الماركسيون وصفوا الضرورة العاجلة لإيقاف الهرم الاجتماعي اليهودي على قدميه (أي بناء الدولة ــ نبيل) من أجل إفساح المجال لنشوء حرب الطبقات (الفكرة الماركسية للثورة الاشتراكية ــ نبيل)، هذا النشوء لا يمكن أن يتطور إلا بدولة قومية - (أي دولة يهودية- نبيل).
سؤال: هل قانون قومية إسرائيل اليهودية لحكومة نتنياهو، وقع بعيدا عن فكر الماركسيين الصهيونيين؟
*****
التنظيم الشيوعي العربي في فلسطين ايام الانتداب البريطاني، المعروف باسم "عصبة التحرر الوطني"، ارتكب خطأ تاريخيا فكريا وسياسيا بحله نفسه واندماجه بإطار "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" وليس حزب شيوعي في فلسطين واسرائيل، او أن يبقى تنظيما شيوعيا عربيا مستقلا في إسرائيل. اذن المبادئ لم تكن هي المقرر. ولا اعرف إذا جرى بحث جاد حول الوحدة بين التنظيمين واسقاطاته التاريخية والقومية على مصير الدولة الفلسطينية حسب قرارات التقسيم للأمم المتحدة من عام 1947 .. ام كانت زفة عرس وليلة دخلة، العريس يهودي والعروس فلسطينية؟
قال لي قائد شيوعي يهودي سابق التقيته قبل أشهر قليلة في برنامج سياسي جمعنا بتل ابيب، انه: لولا ستالين لما قامت دولة إسرائيل. سألته: هل بسبب ذلك كنت شيوعيا؟ أجاب: هذا صحيح أيضا!
إسرائيل احتلت جزءا من الأرض الفلسطينية المخصصة للدولة الفلسطينية حسب قرار التقسيم للأمم المتحدة من عام 1947، أي أرض ليست اسرائيلية حسب القانون الدولي. تجاهل العصبة لهذا الواقع القانوني والسياسي والوطني بقرار الاندماج بإطار حزب شيوعي واحد في اسرائيل، يتبين انه كان خطأ تاريخيا وسياسيا وقوميا رهيبا، ارتكبته عصبة التحرر الوطني، هل كان ذلك بغباء ام اوامر وضغوطات من موسكو مثلا؟
أغرقونا بشعارات كنا نرددها كالببغاوات، لم يكن سرا ان الحزب الشيوعي اليهودي الصهيوني نظم كوادره للقتال ضد الشعب الفلسطيني في حرب العام 1948، وشارك جنوده بكل عمليات التشريد والمجازر، التي ارتكبت ضد أبناء الشعب الفلسطيني بما فيها هدم مئات البلدات العربية، وموشيه سنيه (عضو المكتب السياسي ومحرر الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي "كول هعام" (بالعبرية: ק---ו---ל--- ה---ע---ם---) كان قائدا لفرقة عسكرية. بل وأصدر الحزب مجلة للجنود الشيوعيين اليهود المشاركين بالحرب، باسم "صوت المجند" (بالعبرية: ק---ו---ל--- ה---מ---ג---ו---י---ס---).
في لقاء جمع فؤاد نصار، من مؤسسي عصبة التحرر الوطني ومؤسس الحزب الشيوعي الأردني مع سكرتير عام الحزب الشيوعي الاسرائيلي صموئيل ميكونس عام 1957 في موسكو، بوساطة سوفييتية لحل المشكلة الفلسطينية، رفض ميكونس فكرة التخلي عن المناطق المخصصة للشعب الفلسطيني حسب قرار التقسيم للأمم المتحدة، التي احتلتها اسرائيل في حرب 1948، وذلك من اجل حل الدولتين واقرار السلام. معنى موقف ميكونس العملي انه حيث وطأت أقدام اليهود لم تعد ارضا فلسطينية ولا يمكن لإسرائيل التخلي عنها، موقف استيطاني لا يخجل سوائب المستوطنين اليوم. ونشر المناضل الشيوعي نعيم الأشهب تفاصيل ذلك اللقاء بين فؤاد نصار وميكونس في كتاب "فؤاد نصار نضال ومواقف"، الى جانب مشاركتي بحديث خاص مع فؤاد نصار في المدرسة الحزبية في موسكو عام (1969) ذكر فيها اللقاء بينه وبين ميكونس، السلبي حسب قوله، لكن بدون التفاصيل التي قرر ان لا يكشفها لنا، لأسبابه الخاصة. ترك لذكائنا ان نستوعب، ولم استوعب الا بعد قراءة التفاصيل في كتاب نعيم الأشهب. هل كان يجب ان ننتظر الانشقاق في الحزب الشيوعي عام 1965، حتى نبدأ في فهم التضليل الذي كان من نصيب الرفاق العرب، وبأن القيادات اليهودية لحزبهم الشيوعي كانت صهيونية ولم تزل؟ كيف يمكن ان نفهم مشاركة قيادات عربية شيوعية بالخطابة في اجتماعات شعبية كان يعقدها الحزب الشيوعي، بمناسبة يوم الاستقلال، أي بتحرير ارض إسرائيل من "الغزاة الفلسطينيين"، كما "تحرر" اليوم الضفة الغربية (آسف أعني يهودا والسامرة) من "المستوطنين" الفلسطينيين؟ هل تعبير "اجتماع شعبي بمناسبة يوم استقلال إسرائيل" كان مناسبة احتفالية للفلسطينيين الباقين في وطنهم والمعانين من فرض حكم طوارئ عسكري استبدادي من بقايا الانتداب البريطاني، ومصادرة أراضيهم بحيث لم يبق لهم الا أقل من 3.5% من الأرض وقسمها الكبير لا يتبع لإدارة السلطات المحلية العربية؟ هل تعبير "استقلال" يخص أي فلسطيني مواطن في إسرائيل؟ لماذا توقفت الاحتفالات والتهاني الحزبية الرسمية بعد الانشقاق؟ هل تحرروا من الشيوعيين الصهيونيين الذين انشقوا وأخذوا معهم اسمهم التاريخي "الحزب الشيوعي الإسرائيلي" بدون أي عضو عربي، والعرب سُمي حزبهم "القائمة الشيوعية الجديدة" مع عدد ضئيل للغاية من الأعضاء اليهود؟ طبعا اليوم بعد تفكك الحزب الشيوعي الصهيوني، عادوا الى استعمال اسم الحزب الشيوعي الإسرائيلي، والعودة لهذا الاسم خطأ سياسي، فكري وتاريخي.
تركت لكم حزبكم الصهيوني، جوهر الماركسية على نقيض كامل من فكره القومي الشوفيني، الحزب الشيوعي اليوم هو عبارة عن خليط عربي قومي يساري يدعي الماركسية، لكن تاريخه غير مشرف ما لم يكشف ارشيفاته السرية، ويقوم بعملية نقد تاريخية وفكرية منذ قرار وحدة عصبة التحرر الوطني مع الحزب الشيوعي الصهيوني.
رغم ثرثرات الحزب الماركسية باللغة العربية، اللغة التي أُسقط قانون القومية مكانتها، في إطار سن قوانين تصفية لأي اشارة لحقوق الشعب الفلسطيني القومية واللغوية والإنسانية، الا ان الثرثرات والخطابات الحماسية هي ابعد ما تكون عن الفكر الماركسي، خاصة لحزب يواصل تجاهل الخطأ التاريخي، الفكري والقومي للوحدة بين التنظيمين العربي واليهودي الصهيوني، هل كانت وحدة طبقية؟ طبعا مستحيل لأن المجتمع العربي كان بمعظمه مجتمعا فلاحيا صغيرا. طبعا احترم كل مناضل بغض النظر عن استيعابه لأحداث التاريخ، والأكثرية العظمى تجهل التفاصيل، وانا اعتبرهم ضحية التضليل. ان عدم الخوض بتفاصيل تلك الوحدة وكشف حقيقة القيادة الصهيونية للحزب الشيوعي اليهودي في فلسطين، له دوافع انتهازية من قيادات، كانت ستخسر مكانتها لو جرى كشفها .. لكن اخفاء الحقائق جريمة لا يمكن ان تمر .. وكل الخطابات الثورية التي نسمعها اليوم من الحزب الشيوعي وجبهته الديموقراطية هي دجل لمنتفعين.
انا لست منهم وهم ليسوا مني .. لا اثق باي موقف من مواقفهم، ويجب بدء التفكير بإقامة "منظمة مجتمع مدني" تجمع المواطنين على قاعدة غير حزبية وغير انتهازية، بل حسب القدرات الشخصية للأعضاء، بغض النظر عن ميولهم الفكرية، لمواصلة نضالنا النظيف والشريف من اجل المساواة الكاملة للمواطنين العرب في إسرائيل، انهاء الاحتلال وإقامة دولة الشعب الفلسطيني، الذي لم يبق له الا المناطق التي احتلت عام 1967 ..
==============
*- نبيل عودة: درست في معهد العلوم الاجتماعية في موسكو بين 1968-1970، وهي مدرسة حزبية شيوعية تخرج منها عشرات القيادات الشيوعية من مختلف اقطار العالم. شكلت الماركسية وما زالت تشكل جوهر تفكيري. أرى ضرورة تطوير الفكر الماركسي بما يتلاءم مع عالمنا المعاصر والتغييرات العميقة التي حدثت في جميع مجالات الحياة منذ طرح ماركس أفكاره، وهذا ما أكده إنجلز زميل ماركس بقوله: “الماركسية دليل للعمل وليست دوجما" – أي ليست نهجا متزمتا لفكرة معينة.
[email protected]





#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات نصراوي: ما تبقى من الشيوعية في اسرائيل
- تجربة علي سلام غيرت واقع مدينة الناصرة
- ظاهرة علي سلام ستسود البلدات العربية
- جبهة الناصرة في انتظار غودو ..!!
- د. جميل الدويهي في رائعته: -من اجل عينيك الحياة ابيعها-
- فشلتم بلديا، هل تعيدون التفكير لتصحيح نهجكم؟
- أين اختفت أول جامعة عربية في إسرائيل؟
- حكاية نصراوية
- الناصرة مدينة لن نمل من حبها وستبقى منارة لأهلها
- امتحان الرجولة
- خواطر وملاحظات حول واقعنا الثقافي
- هل خسرت الناصرة 30 مليون شيكل لأن مصعب دخان لا يثق بعلي سلام ...
- جسر بيج فيشن لحل مشكلة المواصلات للناصرة ولكل البلدات في الم ...
- فلسفة مبسطة: الماركسية بين الجدلية والمركزية
- هل انهت جبهة الناصرة دورها التاريخي؟
- فلسفة مبسطة: من فلسفة كارل بوبر السياسية
- مرشح رئاسة
- انتصاركم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة هو شر من هزيمة!!
- يوميات نصراوي: الرقابة على الثقافة .. هي تدمير لكل القيم الأ ...
- اسقاط ميزانية بلدية الناصرة يسقط كل أوراق التين عن عورات الم ...


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - نبيل عودة - الشيوعية كما عرفتها في اسرائيل