|
يغتال بابنيان من جديد .!
ميشيل زهرة
الحوار المتمدن-العدد: 5969 - 2018 / 8 / 20 - 23:02
المحور:
الادب والفن
ليس لأحد من الشرطة ، في المخفر ، قابلية الاهتمام بدخول أو خروج رئيس المخفر ، ولا حتى أوامره التي تقابل ببرود : ( حاضر سيدي .!) دون أن ينفذ منها أمرا . ولم يكترث الشرطي الذي كان يتحدث مع زميله ، بخصوص سجين في النظارة ، يبدو أن له وضعا خاصا ، لتساؤل رئيس المخفر الذي أخفى خيبته بإجابتهم عن تساؤله عما يشغلهم ، بابتسامة بلهاء ، لملمها بحبور مغتصب ، عندما قال له الشرطي : ( لا تشغل بالك يا رجل .. تصل لك حصتك ، بشرط ألا يعرف مدير الناحية . ) انسحب رئيس المخفر تاركا الشرطي وزميله يخرجان السجين من الزنزانة : ( أنت يا بن الحرام ، الجريمة راكبتك ركب .. وواضحة مثل عين الشمس ، فكيف تطلب مني المساعدة ، أنت وأهلك .؟ وهل يستطيع ابن امرأة ، حتى لو كان أرسين لوبين ، أن يفعل لك شيئا.؟ هل من أحد ، يابن العاهرة ، ينتظر صاحب البيت حتى يلقي القبض عليه متلبسا ، وبشهادة الجيران .؟ هه..؟ قل لي . أمك جاءت وباست رجلي هي و أبوك ، و أخواتك البنات .. أبوك قال : أنا جمل و حملوني ، رقبتي سدادة ، بس دبروا لي ابني الوحيد.. سيروح فيها لو لبسته التهمة..! طبعا ستروح فيها يابن الزنى ، لأن التهمة ثابتة عليك . سرقة.. كسر .. سطو مسلح .. ومحاولة قتل . تطلع في عيني يا خنزير يابن الخنازير ..بيوت الناس ماهي داشرة ، ومباحة حتى تأتي أنت و غيرك لتنتهكوا حرماتها .. و الله لأجعلنك عبرة لمن يعتبر ..! وين الدولاب يا شرطي ، يا أبا حيدر .. جيب لي الكبل الرباعي . السرقة فهمناها ، أما القتل.. يالطيف ، و صلت معك للجريم_.... لا تكذب علي.. الجيران شهود على ذلك ، وصاحب البيت مع الشهود يرمونك وراء القضبان مدى الحياة ..! لا تصفرّ ولا تخضرّ .. هذا لا ينفعك ..ونحن لا حول لنا ولا قوة بمساعدتك ..الآن تقول لي : أبوس رجليك ياسيدي ..؟ لو أنها سرقة فقط ..كنا نمون على صاحب البيت ، ونراضيه بقرشين ، وفضت يا عرب .. ولكن المسدس .. ومحاولة القتل ..يالطيف ..! أنا لا أضع يدي في قضية كهذه ، و أنا أصلي الأوقات الخمسة.. حيلتي أولاد .. وأمامي آخرة ساواجه فيها رب العالمين .! رغم ان دموع والدتك و بناتها الله يستر عليهن تقطع القلب .. وإذا فكرت بمساعدتك ، فلأجل عيون الوالدة ..لأنها مثل أمي .. و انا حطيت أمي مطرحها وتخيلتها تطلب المساعدة من شرطي مثلي ..قلت لحالي ساعدها يا ولد ، ليرسل الله لأمك من يساعدها لو وقعت في نفس المأزق ..لا تبوس رجلي يابن العاهرة ، لا تبوسها... ماذا تقول : تدفع المبلغ الذي نريد ..؟ هه ..؟ تقدم رشوة ..؟ شاهد عليه ياشرطي ، ولاهْ ابو حيدر .. ولاهْ.. تخيل يريد تلويث ضمائرنا الخنزير .!! ولك صرمايتي أطهر من لحية أبيك يا مجرم .. إذا قدر لك أن نستطيع مساعدتك ، وقبل الرجل أن يسقط حقه ، فالمال الذي ستدفعه ، سيذهب إلى جيب الرجل الطيب صاحب السمعة الطيبة مثل المسك..! الرجل الذي يخاف على سمعته مثل العذارى .. ابتعد عني يا قذر .. لا تلوث يدي ببوزك القذر ..قال يبوس يدي ..قال .! ومن يدري ما المبلغ الذي سيقبل به مقابل شرفه المهدور ..نا قصنا أمثالك حتى يدخلوا بيوت الناس ، الذين ترفع لهم القبعة في الأخلاق والشرف ..أتعرف من هو الذي دخلت بيته وكسرت بابه ..؟هو من أهم وجهاء الحي ..! لا تقل لي : دخيلك أدفع مئة وخمسين ألف ليرة .. ! قد يطلب الرجل مئتين .. من يدري ..؟ هذا لو قبل بالصلح . خذ هذا موبايلك و اتصل بابيك وقل له : اجلب مئة وخمسين ألفا .. وأنا أفهمك كيف ستغير إفادتك ، والمعاملة مع الله . أدخل الزنزانة الآن ولا تطل من النافذة عE»5ما يأتي المدعي ..أفهمت ..؟؟؟ انقلع . سحب الشرطي هاتفه الشخصي و اتصل بالمدعي فجاء على الفور : ( لا يجوز ان تحضر الشياطين في حضور الملائكة ..يالهذا الزمان ..! لم يعد عند الناس أخلاق ، ولا قيم ،شيء مخزي أن تلوث سمعة رجل نبيل مثل سيادتك بسبب ، واحد ساقط مثل هذا .. لم يؤثر فيه الفلق ، والجلد ..بقي مصرا ابن العاهرة على أقواله الجديدة ..! حاولت جاهدا أن أثنيه عن رأيه ولكن عبثا .أقول له : ولك يابن الزانية الرجل ليس من وجوه الشرشحة ، والبهدلة ، ثم ما الذي فعله لك حتى تقلل شرف معه لهذه الدرجة ..؟! و زوجته صرمايتها أطهر من لحية أبيك..! لكنه أصر على أقواله . تسألني عن إفادته الجديدة ..؟ قسما بالله أخجل منك ومن موقعك الاجتماعي أن أتفوه بها .. وانا الشرطي الذي ، لا مؤاخذة ، تدور حول خنصره الداخلية كلها . أنا يا سيدي .. أعرف أنك بدأت تفهم ياسيدي ، بحكمتك ، وحنكتك ، وجلالة قدرك ، ما أهمية أن يحافظ المرءعلى شرفه ،وسمعة أهل بيته ، وخاصة عندما تكون في بيته سيدة كحرمكم المصون ..! ويأتي لص سافل ، ليغير أقواله ، رغم شهادة الجيران أنه ضبط في غرفة النوم محاولا سرقة الذهب . ذهب المدام ..أستغفر الله .! قال سيدة مثل حرمكم تفكر بسافل مثل هذا ....؟ لا تنفعل يا سيدي ، أعرف أن الأمر صعب للغاية ، و أنا لو كنت مكانك لأصبت بسكتة قلبية من هول الصدمة ، لكنك والحمد لله رجل قوي وتعرف كيف تدير الأزمات .. ما العمل ..؟ هذا زمان الأنذال ياسيدي . لا تستاهل القصة أن يصاب واحد من أمثالك بأذى ..مادام يعرف ما هو ثمن واحد قذر مثل هذا الجبان .. الكلاب الجائعة يا سيدي ، بسلامة فهمكم ، تنبح دائما من أجل عظمة .. ما أن ترميها لهم حتى يتوقف نباحهم ..وهذا السافل الذي لا أخلاق له ، أنصح بان ترمى له عظمة ، كما قال المثل : كلب يعوي لأجلك ، و لا كلب يعوي عليك . تفضل اجلس على كرسي مكتبي ، وضع رجليك في ماء بارد .. أعرف أنك لم تعد تقوى على الوقوف بعد أن عرفت إفادة هذا الساقط ، والعياذ بالله ..! لكنه صدقني الناس تعرف أنه لا يغبر على حذاء المدام ، ولن يصدقه أحد فيما افترى .. على راسي ..تقول لي : دبر الموضوع ..من عيني هذه قبل هذه . ومن قال أن ضميري يسمح بأن تشوه سمعة حرمكم ، وبالتالي سمعتكم ، حتى لو دفعت من جيبي . و أعدكم أني سأقطع لسانه بعد أن ترمى له العظمة . أعرف أنك لن تنام هذه الليلة ، ولكن اطمئن .. في الصباح ستأتي عشرة دقائق ، لتوقع على ضبط الصلح ، ويا دار ما دخلك شر . وهون حفرنا وهون طمرنا ، و أنا أتكفل بتسليمه المبلغ ..أعرف أنك لا تستطيع ان ترى وجهه .. صدقني لا علم لي بكم سيرضى الخنزير .. أعرف أنه جشع ، لكني سأساومه على الحد الأدنى .. قد يطلب مئتي ألف ليرة ، ولكن لا تفكر أنا أتكفل بنصف المبلغ .. صدقني من كل قلبي .. وطالعة من عيني بسخاء من أجل أن أنهي هذه المهزلة ..كن مطمئنا أني سأجعل الخيزرانة تأكل من جلده لو أصر على المئتين .. ولا يهمك .. اذهب يا محترم وفي الصباح رباح .
#ميشيل_زهرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كابوس .!
-
لمن البقاء .؟؟
-
هل هو اغتيال جديد لسوريا .؟؟
-
صدى الذاكرة .!
-
مذكرات صوص ..رحلة حضارة .!!
-
مذكرا صوص ..!
-
الفخّ .!!
-
الشيخ نسيم .!
-
البيتكوين ..العملة الرقمية العالمية .!
-
القميص .!!
-
نصّ بلا ضوابط .!
-
الوحل .!!
-
سقوط الحلم ..!
-
الابداع جمعي ..!
-
القبلة بوابة المدينة ..!!
-
الأذن و اللسان .!
-
النافذة الواحدة .!
-
العقيدة ، و اغتيال روح النص ..!!!
-
جنون التعاويذ .!
-
غزل .!
المزيد.....
-
-البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو- في دور السينما مطلع 2025
-
مهرجان مراكش يكرم المخرج الكندي ديفيد كروننبرغ
-
أفلام تتناول المثلية الجنسية تطغى على النقاش في مهرجان مراكش
...
-
الروائي إبراهيم فرغلي: الذكاء الاصطناعي وسيلة محدودي الموهبة
...
-
المخرج الصربي أمير كوستوريتسا: أشعر أنني روسي
-
بوتين يعلق على فيلم -شعب المسيح في عصرنا-
-
من المسرح إلى -أم كلثوم-.. رحلة منى زكي بين المغامرة والتجدي
...
-
مهرجان العراق الدولي للأطفال.. رسالة أمل واستثمار في المستقب
...
-
بوراك أوزجيفيت في موسكو لتصوير مسلسل روسي
-
تبادل معارض للفن في فترة حكم السلالات الإمبراطورية بين روسيا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|