حلوة زحايكة
الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 12:14
المحور:
كتابات ساخرة
كلما اقترب واحد من العيدين "عيد الفطر وعيد الأضحى" تعود بي الذكريات إلى طفولتي، فأصاب بقشعريرة وحزن شديدين، فقد عشت وشقيقاي وشقيقتاي حياة بؤس وشقاء، فوالدنا رحمه الله استشهد في حرب حزيران ١٩٦٧ اللعينة، كنت وقتها طفلة رضيعة، وكلما مرّ عيد كنت أشاهد وأسمع أقراننا الأطفال، وكل منهم يفاخر بأنّ أباه قد اشترى أو سيشتري له كذا وكذا من متطلبات الأطفال البسيطة، أمّا أنا وشقيقتاي وشقيقاي فكنا نجلس حائرين لعدم وجود أب يشتري لنا، نعود إلى بيتنا والحزن يخيّم على وجوهنا، نتحلّق حول أمّنا -رحمها الله-، وكنت أحظى بحضنها كوني البنت الصّغرى، كانت أمّي التي أدمنت الحداد على أبينا، تزداد عبوسا وتجهّما كلما اقترب العيد دون أن تنبس ببنت شفة، وبالتأكيد هي تدرك متطلبات أطفالها، لكن كما قال المثل "العين بصيرة واليد قصيرة"، ومع ذلك فقد كانت حريصة على أن لا تفوتنا فرحة العيد، فكانت تشتري لنا كسوة بسيطة رخيصة الثمن، من تلك المرأة "أم صبحي" التي كانت تأتينا من قطاع غزة لتبيع بعض الملابس كي تعيل أطفالها اليتامى هي الأخرى.
أمّ صبحي كانت تجلس مع أمّي تتكلمان كلاما يحرصن أن لا نسمعه نحن الأطفال، ولا ندري سببا لبكائهنّ.
ومع ذلك فإنني لم أستطع التحرر من مأساة اليتم والحرمان رغم أنني تجاوزت الخمسين من عمري، لكنني أستغل العيد لأدعو إلى رعاية الأطفال الأيتام، وطوبى لمن يرسم ابتسامة على شفاه طفل يتيم بائس.
#حلوة_زحايكة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟