|
تابع الى 3 - 3 من مقالنا : حدود سلطة المظاهرات
اسماعيل شاكر الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 5968 - 2018 / 8 / 19 - 00:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تابع الى 3 - 3 من مقالنا : حدود سلطة المظاهرات
دور ووظيفة الانسان في الحياة
من بين القضايا ذات الأهمية الخاصة في فترة التحول من المجتمعات التقليدية الى مجتمعات حديثة ، والتي لم يتطرق اليها الفكر العربي الحديث ولم يشبعها نقاشاً ، هي قضية : دور ووظيفة الانسان في الحياة ، وهي من القضايا ( المسكوت عنها ) في الفكر العربي .. لقد عقدت الكثير من الندوات في معظم الأقطار العربية عن : التنمية والدين والجندر والسلطات السياسية والتحديث والحداثة ، وحتى ما بعد الحداثة ( رغم اننا لم نتسلق بعد درجات عالم الحداثة ) لكن لم يتم عقد ولو ندوة واحدة عن هذه القضية التي يمكن القول بان نتاءج مناقشة كل القضايا أعلاه : ظلت قاصرة وغامضة الى حد بعيد ، بسبب عدم ربطها اثناء المناقشة بقضية دور ووظيفة الانسان في الحياة .
الوعي الفقهي
يوءمن الوعي الفقهي بان دور ( الموءمنين ) في الحياة هو الجهاد ، ولا يوجد خلاف على ذلك بين المذاهب الاسلامية ، وبالتالي لا خلاف على هذه المسالة بين الاحزاب الدينية الاسلامية بكل مرجعياتها الفقهية السنية والشيعية ، لقد لعب الجهاد دوراً محورياً في بناء الدولة الاسلامية ، فبالجهاد " الغزوة والسرية " تمكن المسلمون من بناء دولة المدينة ، وكان السيف المقدس هو الذي اطاح بروءوس الذين امتنعوا عن دفع الزكاة في الحوادث التي سمتها المدونة الرسمية : بحروب الردة ، فأسهم الجهاد في تثبيت أركان الدولة الوليدة ايام الخليفة الاول ، ثم تمت عملية " فتوح البلدان " كالعراق والشام عن طريق الجهاد في عهد الخليفة الثاني .. وكانت صيحة الجهاد اول صرخة اطلقتها " الصحوة الاسلامية " على " عالم الرذيلة والانحلال والفسق والفجور " داخلياً وخارجياً ، يوم اتخذت طابعاً رسمياً بتاسيس الاخوان المسلمون عام 1928 . لم تكن قضية ( إعمار الارض ) بالتنمية والتحديث والقضاء على التخلف والفقر ، بالقضية المستعجلة في برنامج حركة الاخوان المسلمون ولا في برامج الاحزاب الاسلامية اللاحقة لهم : سنية او شيعية ، وكانت صيحة الجهاد والحرب على الخارج : الامبريالي الصهيوني ، اولوية أولى في برامج طبعة انظمة مجالس قيادة الثورية القومية ، ولم يميز أعضاء هذا التيار انفسهم كقوميين - كما فعل القوميون الأوربيين - بمصطلحات تعبر عن مفاهيم ذات روءية منفصلة عن موروثهم الاسلامي ، فكان زعماوءهم يخطبون في جماهيرهم بلغة فقهية حتى وهم يرتدون ملابس الجنرالات .
جهاد المسلمين ضد بعضهم البعض
ولقد تهيأت الفرصة للأحزاب الدينية : الشيعية والسنية لان يحكموا العراق بعد سنة 2003 ، فكان فشلهم ذريعاً في ان يعملوا معاً على درء الفتنة الطاءفية ، ويعود السبب في ذلك الى الإيمان القاطع الذي يضمره كل حزب بان مذهبه يحمل التأويل لصحيح الدين ، وان مهمة أعضاءه في الحياة الاقتصاص من المذاهب الاسلامية الاخرى .. تقول وقاءع التاريخ العربي الاسلامي انه اذا ضعفت الدولة الاسلامية ولم يعد بامكانها القيام بالجهاد الخارجي ، وهذا ما حدث في أواخر عهد حكم العباسيين ، وأواخر عهد حكم العثمانيين - تشتعل الحروب الأهلية في الداخل وتحل المجازر .. ضعف الدول التي خرجت الى الوجود في المشرق العربي بعد الحرب العالمية الاولى ، وعدم اخذها بأسباب التقدم أدى الى بقاء مجتمعاتها كما كانت حالتها ايام حكم العثمانيين لها ، فانتهى بها المطاف الى تفجر الصراع السني - الشيعي ، على مستوى المشرق كله وليس على مستوى العراق ، والاقسى من ذلك انفجار الصراع بين الفصاءل المسلحة للطاءفة الواحدة ، كما حدث في أفغانستان ، وكما يحدث في سوريا وليبيا حالياً ، او كما سيحدث بين فصاءل الحشد الشعبي الشيعية ما ان تضعف قبضة ايران وقبضة مرجعية النجف عليها . وهذه الحروب الأهلية ذات أسباب داخلية في مقدمتها إيمان جميع افراد الطواءف والملل بان : الجهاد وأعمال السيف برقاب أبناء الطواءف الاخرى هي مهمتهم الاساسية في الحياة ، وإلا من اين يجيء هذا المدد المنقطع النظير لداعش : انه يأتي من افراد الطاءفة السنية الذين كانوا يهربون من الخدمة العسكرية الإجبارية ، وجاء في الوسط الشيعي من الأفراد انفسهم الذين كانوا يهربون من الخدمة العسكرية ، ولكنهم لبوا فتوى الجهاد الكفاءي بإعداد زادت عن الحد المطلوب . هذا هو واقع الحال في المشرق العربي كله ، وليس في العراق لوحده : اي مواطن في هذه الرقعة الجغرافية يفكر ويوءمن بانه أبن طاءفته قبل ان يكون ابن وطنه ، وقد خرجوا بالملايين للدفاع عن الطاءفة يقودهم الفقيه : في لبنان ، في سوريا ، في الحرب المشتعلة بين الفقيه الوهابي والفقيه الشيعي في العربيا * . وتوجد اليوم أرتال من المحللين السياسيين ممن يشكلون الغطاء الأيدلوجي لأفعال هذه الطاءفة او تلك ، وهي افعال لا تقنع دمويتها ووحشيتها شعاراتهم عن : اهدافهم البعيدة للإطاحة بالهيمنة الصهيونية والامبريالية ، ومهما ثرثر أعضاء هذه الحفلة الدموية فانهم لن يستطيعوا يحرفوا الوعي عن ادراك : بان استراتيجتهم في استخدام السيف هي للسيطرة الداخلية وليس للإطاحة بالهيمنة الإمبريالية الصهيونية ، وهم في هذه الأفعال الشنيعة الخالية من اي بعد انساني ، يبعثون أسوأ ما في التاريخ العربي الاسلامي حين يستخدمون السيف للسيطرة السياسية ، بحجة الجهاد الذي كانت نتيجته قتل المسلمين لبعضهم البعض . ان التمسك بمفهوم لا يمكن تطبيقه في الاوان الذي نعيش على الخارج ، أدى الى انحراف اتجاه السيف صوب الداخل ، فقادهم هذا النوع من ( الجهاد ) الداخلي الى التخلي عن المفهوم الاساسي الجديد لمهمة الانسان على الارض : مهمة الانتاج في ميادين الابتكار والابداع ...
#اسماعيل_شاكر_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تصوف
-
جدارية
-
حدود سلطة المظاهرات 3 - 3
-
حدود سلطة المظاهرات 2 - 3
-
حدود سلطة المظاهرات : 1 - 3
-
رواية - حرب الكلب الثانية - لابراهيم نصر الله
-
ليلة خضراء
-
نموذجان من نماذج الدول
-
حول موءتمر - إنقاذ - العراق
-
أسوار وغيتوات ودعوة الى العزلة
-
1 - من كتاب - في العشق الالهي -
-
انظروا في حل مصائبكم عن بديل للتصويت البرلماني
-
في العولمة
-
استحلفكن ... من كتاب - في العشق البشري -
-
يقولون لا تهلك اسىً وتجمل .. امريء القيس
-
لست مع او ضد ، انا ضد الحروب جملة وتفصيلاً
-
الممثلة الهوليودية : أنجلينا جولي
-
سفينة مهاجرين
-
من كناب - في العشق البشري -
-
صح .. يارءيس وزراء العراق .. انت صح
المزيد.....
-
العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
-
بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4
...
-
احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر
...
-
العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة
...
-
رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
-
مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا
...
-
انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
-
إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
-
رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا
...
-
مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|