أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - الحرب التي ولدت حروب















المزيد.....

الحرب التي ولدت حروب


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 5966 - 2018 / 8 / 17 - 20:00
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المتتبع لأحداث التاريخ , سوف يتلمس الكثير من أسباب أحداث اليوم , والعديد من السلوكيات في مجتمعنا , ترجع في جذورها الى أحداث حدثت في عمق التاريخ. كما من الملاحظ أن هناك أحداث تركت بصمات واضحه على مسيرة الشعوب و خلفت تداعيات خطيره ومزمنه على مد الزمن . هذه التداعيات منها ما يتضاعف على مرور الوقت بفعل محركات ومشغلات تعمل على تأجيجها عن طريق أضافة دواعي وأسباب تؤجج الحدث الأول ,بل توسعه الى أبعد مدى بدوافع ينتجها المتأخرون الذين يبغون أستثمار أحداث تاريخيه لحاضر يصب في مصلحة مستثمريها الجدد, من هذه الأحداث التي أمتددت اثارها الى اليوم , وهي بالحقيقه أثار لها أبلغ الأثر السلبي على مجتمعاتنا , والتي ساهمت في تمزيقه , وأنتاج حروبه , وتقاطع سياساته, أنها حرب الجمل, هذه الحرب التي أسست لحروب , والتي كانت فتنه عمياء شقت عصا المسلمين الى يومنا هذا.
تكمن خطورة هذه المعركه في نوع المشتركين فيها , وما تشكل هذه الشخصيات من أثر كبير على تصورات وقناعات المجتمع الحالي , فمثلآ أن أحد أطراف هذه المعركه هي زوجة الرسول محمد (ص) ومن معها وعلى رأسهم طلحه والزبيروهما صحابيان , أما الجانب الأخر فكان يتمثل بخليفة رسول الله علي بن أبي طالب (ع) . الطرف الأول يتهم الطرف الثاني بقتل الخليفه عثمان بن عفان , وهو أدعاء يبطله التاريخ وبشهادة عائشه زوج الرسول (ص) حيث قالت عندما قتل عثمان وكانت هي في مكه فقالت قولها كما ينقله المدائني في كتاب الجمل( فهي لم تكن تشك بأن طلحه هو صاحب الأمر) , وأن لم يقتله , فكان هو والزبير من أشد المؤلبين عليه وأشدهما كان طلحه, بل هي عائشه كانت أحد المحرضين حيث كانت تقول (أقتلوا نعثلآ فقد كفر), أنها مأساة أن القاتل أو الداعي الى القتل يطالب بالقصاص من بريء , بل كان علي بن أبي طالب (ع) من الرافضين لقتله بل هناك من الأخبارمن تقول أن الأمام علي أرسل الحسن والحسين (ع) للدفاع عنه عندما هجمت الجماهير عليه وقتلته , وهي جماهير أغلبها جاءت من مصر.
أنها الفتنه وهذا ما توقعه الأمام (ع) والذي حاول وبكل جهد تجنبها عبر أشخاص من أنصاره حيث أرسل عثمان بن حنيف والي الأمام في البصره أبو ألأسود الدؤلي فتكلم مع عائشه ولم تستجب , وذهب عثمان بن حنيف وتكلم معهم لأقناعهم بالرجوع فأبوا ودخلوا معه في معركه تسمى معركة (الجمل الأولى) كما تدخل الأحنف بن قيس وحاول أن يثني أمرها بالحرب فأبت الا الحرب , ووصل الأمام الى البصره ودعا اليه الزبير وذكره بكلام للنبي فرجع معتزلآ للمعركه لكن أبنه عيره بالجبن فأرجعته العصبيه القبليه التي لم يتخلصوا منها , وكلم علي (ع) طلحه ولكنه كان مصرآ على الحرب , ولم يكتفي الأمام بذلك فأرسل لهم شاب وبيده القرآن مرفوعآ لعلهم يراجعوا أنفسهم فقطعوا له يديه وقتلوه, وهنا بذل الأمام كل ما في وسعه لحقن دماء المسلمين , وتجنب ما تفضيه هذه المعركه من أضرار على كل الأصعده , ولكن جرت الرياح بما لا يشتهي الأمام (ع).
من الملاحظ أن أصرار الطرف الأول على أعلان الحرب له دافعان , وهذان الدافعان هما من أكبر محركات الحروب في التاريخ وخاصه عالمنا العربي والأسلامي , وهي علل وسمات شخصيه لفاعلي الحروب . هذه الصفات هي الطوحات الشخصيه النازعه للأستئثار وهذا ما يتمثل بشخص طلحه والزبير في جموحهم للسلطه , والحسد والحقد المتمثل بعائشه وهذا ما نبه به رسول الله (ص) عائشه حين قال لها عندما جاءت لأنتزاعه من علي في وقت كانا يتناجيان فقال ( أرجعي وراءك والله لا يبغضه أحد من الناس الا وهو خارج من الأيمان ). هذين الصفتين الأنانيه والحسد كانت دومآ من مشغلات الفتن والحروب والأنقسامات في المجتمع , وما نعانيه اليوم من دومات الصراع هو بتأثير هذين العاملين.التاريخ أرخ مقولة عائشه عندما أنتخب الناس عليآ (ع) قالت قولتها المشهوره (تعسوا). أنه الحقد والكراهيه اللذان أشعلى الحروب , وزرعت الأحقاد في الأجيال , ونعيش تداعيتها الى يومنا هذا.
حرب الجمل التي حدثت بين الشرعيه الدينيه والسياسيه وبين الطامعين بالسلطه والمال والجاه ,هو من زرع تاريخنا بالمفخخات وعبده بالمتفجرات , ونسجه بالكراهيه والأحقاد . طبعآ لم يكن السبب في ذلك المشعلين للفتنه (طلحه-الزبير-عائشه) وحدهم بل المروجين لها اليوم والنابشين لها , بل أحمل كذلك النخب العلميه الذين لم يتناولوا هذه الحادثه ويحللوها بمعايير العلم والموضوعيه فيظروا الحق لكي يتبع ويبرزا الباطل لكي يغادره الجمهور الى الأبد وبالتالي نصنع للأجيال تاريخ فيه من الأيجابيه الكثير , وهذا ما يذكرني بمقولة أستاذة المنهج التاريخي بجامعة تكساس الدكتوره غريتشن آدمز حيث قالت(من أجل بناء مستقبل جديد, نحتاج الى بناء ماض جديد) . تاريخ لا يساهم بتفجير الحاضر , وتلغيم المستقبل.
أنها دعوه لكل من يطمح لبناء مجتمع خالي من العقد ,عليه أن يحلل التاريخ بمعيار الموضوعيه وبما يخدم المستقبل ,فيكون التاريخ درس وعبره وليس مفخخات جاهزه للأنفجار متى ما أراد الأشرار نزع فتيلها.
معركة الجمل أظهرت لنا قائد تواق للسلام والبناء وهو الأمام علي (ع) ويظهر ذلك من خلال قوله لعائشه عندما حسمت المعركه له وأنهزم أصحاب الجمل (ياأماه ما أنصفوكي أذ صانوا نساءهم وأخرجوكي) فأكرمها وسير معها أخوها عبد الله ومجموعه من نساء المسلمين . هذه الشخصيه البناءه لعلي (ع) هي ما ينبغي أن تكون أمثولة الأجيال ورمزآ للعمل والسلام , وهو ما ينبغي أن يكون في مناهجنا التربويه الرمز والقدوه, في حين ينبغي أفتضاح كل عناصر السوء بالتاريخ وهم كثيرون , وهم محاطون بسياج العصمه والبسوهم لباس التقديس وهم مجرمون من الطراز الأول ,وخلق مشاعر الأشمئزاز الجماهيري منهم لأنهم يمثلوا صورة الدم المسفوك جرمآ على مدى الزمان والخراب وكل ما هو سلبي بالحياة , وهذه تحتاج الى جرءه وصراحه من قبل العاملين في حقل التاريخ لكي نتخلص من دوامة التقديس الزائف لشخصيات طالما البسوها لباس التقوى وهي في حقيقتها تمثل الشر بعينه والخراب بأجلى صوره , وهذا ما ساهم بطمس الحقيقه وتأسيس التزوير والخداع في التاريخ,مما كرس حالة التجهيل في الأوساط الجماهيريه في عبادة الشخصيه , وكان لهذا الأثر الكبير بأن شعوبنا فقدت بوصلة الأبحار الى شواطئ السلامه.



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقرية القياده (صلح الحديبيه نموذجآ)
- عصا الدولار لمن عصى
- فقر دم سياسي
- المرجعيه وسهام الأتهام
- بالقلم والصوت الوطني لا بالعنف نحقق مطالبنا
- أزمات العراق تمطر عسلآ على جيرانه
- المثقف ودوره في الأزمات
- موانع حالت دون تقدمنا
- ثوره أم فوضى
- نحن والتاريخ
- الأمه الأمريكيه والسنن التاريخيه
- كيف وجدت الله
- من حاكمية السيف الى حاكمية المال
- الواقع بين السلفيه والعلمانيه
- حنين جاهلي
- الثقافه بين الشفاهه والقراءه
- الكرد مالهم وما عليهم
- النصر مخطوبة الجميع
- الأقتراع حق ومسؤوليه
- طائفيه سياسيه قادت الى طائفيه مذهبيه


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - أياد الزهيري - الحرب التي ولدت حروب