طارق حربي
الحوار المتمدن-العدد: 1505 - 2006 / 3 / 30 - 09:32
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلمات
-124-
بثت محطة البي بي أس العامة الأمريكية (الاثنين) حوارا مطولا مع الرئيس السوري بشار الأسد، تناول فيه قضايا عديدة، لايهمني فيها سوى قضية شعبي العراقي، فهو يقول [انه كان يعلم انه ستحدث "فوضى ومقاومة" اذا قررت الولايات المتحدة الإطاحة بالرئيس العراقي صدام حسين] و [ان العراق أصبح مستنقعا أمريكيا]، (أو فيتناميا كما يتلطف البعثيون والقوميون بنا!!)، و[أنظروا ماذا فعلت أمريكا خلال 3 سنوات من غزو العراق!؟]
كلام حق أراد به باطلا، ليلائم أجندة سياسية وفكرا فاشيا، لطالما سام الشعب السوري الخسف والعذاب، ولم يسلم منه حتى شعبنا في محنته الراهنة، بعد سقوط صنم بشار الأسد، ونهوض شلة ضالة من السفاحين والتكفيريين، أو مايسمى المقاومة الغير شريفة!!، مسنودة من الأنظمة المستبدة في سوريا نفسها والسعودية والأردن وغيرها!
فالأسد الغارق حتى أذنيه في مستنقع العراق!، واستحلاله لدماء شعبنا، بهذه الطريقة البشعة التي قطعت الصلة تماما، بأعراف الجيرة ومبادىء الدين الإسلامي الحنيف،لايستطيع بما له من أجندة سياسية، وطبقة من المافيا والمخابرات، أن يتنكر للدور المشبوه والتخريبي لنظامه، تجاه شعبنا ومستقبله، فمن إيوائه لرؤوس البعثيين بماسرقوه من قوتنا، إلى تدريب وتأهيل الإرهابيين في معسكرات، تشرف عليها المخابرات السورية، لذبح أبناء شعبنا البرىء، في الأسواق والساحات العامة والشوارع والمساجد والحسينيات وغيرها.
يعلم الجميع أنه لو ترك العراق لحاله مع محتله (الذي لايستطيع أحد إطلاقا تنزيهه من خبثه وغبائه وهمجيته واستهتاره بأرواح العراقيين!) فلربما كان الأمر أهون، وتم القضاء على المقاومة غير الشريفة، ولما قدم العراق كل تلك الأرواح البريئة، ولما بقيت الأوضاع الراهنة في العراق تراوح في مكانها، إذ من غير المعقول، لولا دور نظام الأسد في العراق، زائدا عدد من الدول الإقليمية، أن لايتم الإعتراف بالانتخابات البطولية لشعبنا، ومايتطلبه تشكيل الحكومة التي تأخرت كثيرا، وأن تكون مرجعيات الكثير من السياسيين العراقيين، خارج العراق وثلاثة أرباعهم في سوريا (الصمود والتصدي!!)، حيث يقيم البعثيون مع الأموال العراقية المسروقة!!
لكن كيف سيتصرف الأسد، حيال الملف العراقي، لو كان في حوزة نظامه الفاشي الدموي (نووي) من السوق السوداء، ليتحدى به الإرادة الدولية كما تفعل إيران هذه الأيام، فساومت الأمريكيين على جروح العراقييين!؟، حتى بدت المفاوضات المزمع عقدها بين الجانبين، وكأنها ستمر من فوق رأس الشعب العراقي، دون أن يكون له ولقواه الوطنية والديمقراطية أي دور يذكر!؟
ماذا لو كان لدى النظام السوري (نووي) : هل يتضاعف دوره التخريبي في وطننا الجريح!؟، فيساوم على جروحهم ومآسيهم، أكثر مما هو عليه اليوم : أي بعد ثلاث سنوات من سقوط صنم بشار الأسد!؟
#طارق_حربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟