أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ناهد بدوي - هل يرى السوريون ضرورة مناهضة العولمة ؟














المزيد.....

هل يرى السوريون ضرورة مناهضة العولمة ؟


ناهد بدوي

الحوار المتمدن-العدد: 426 - 2003 / 3 / 16 - 04:07
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




زمن طويل من العزلة والانغلاق مر على سورية مما أوجد شعوراً عاماً عند الكثيرين منهم بأن الانغلاق هو وراء كل ما حل بسورية من خراب و فشل اقتصادي. وكرد فعل أصبح فتح الأبواب أمام رياح العولمة هو الحل الشافي لكل المشكلات. وكجميع ردود الأفعال المتسمة دائما باللاعقلانية نجد أن هذا الطموح يرى أن تحقيق الانفتاح بأي ثمن والرضوخ لجميع شروط ومتطلبات منظمة التجارة العالمية دون نقاش وإتباع وصفات صندوق النقد الدولي هو الطريق السحري الذي يخلق نمراً آسيوياً جديداً في سورية. ربما يستند هذا الميل إلى حقيقة موضوعية مفادها أن الروابط والصلات العالمية المكثفة هي من سمات الاقتصاد الحديث، وانغلاق أي بلد في العالم يؤدي إلى فشل اقتصاده وخروجه من الحداثة وبالتالي من التاريخ. وهذا صحيح... إلا أن في ذلك تجاهلاً لحقيقة موضوعية أخرى وهي أن قانون الغاب مازال ساريا في العالم وهذا ما يتيح للأقوى اقتصاديا إعادة إنتاج اقتصاد العالم بما يتناسب مع مصالحه الخاصة. والأقوى الآن بلا منازع هو الولايات المتحدة الأمريكية. لذا أضحت العولمة الراهنة هي أمركة بامتياز وعولمة إمبريالية بشكل جلي تقودها طغمة رجعية تحاول مصادرة كل ما أنجزته البشرية من قيم إنسانية وديموقراطية التي حققتها الشعوب من خلال نضالاتها الطويلة، في سبيل الحفاظ على السيطرة وتحقيق الحد الأقصى من الأرباح.
من هنا تنبع الضرورة الموضوعية لمناهضة العولمة بما هي سيادة منطق الأقوى ومناهضة المبدأ الرئيس الذي يحركها في الوقت الراهن وهو مبدأ الربحية الأعلى على حساب شعوب بأكملها وعلى حساب كل ماهو جميل وإنساني. ولكن كيف يقاوم الضعيف في زمن سيادة مبدأ القوة القاهر؟. يقاوم بألا يكون ضعيفا وأن يناضل من أجل حلول اقتصادية واجتماعية تناسبه وحيث لا يتجاهل وينعزل عن العالم. يقاوم بأن يبني قوة حقيقية مغايرة، وبأن يكون جزءا فاعلا في تحالف عريض على صعيد العالم يضم القوى الخيرة والمقاومة كلها لمنطق الربح والاستغلال، يضم القوى في العالم كلها التي تؤمن بأن تحقق إنسانية الإنسان هو مرتجى العلوم والتكنولوجيا والاتصالات والأفكار والفلسفة كلها....الخ
لقد بزغت بالفعل إرهاصات تشكل هذا القطب العالمي المناوئ، والتي بدأت بالتجمعات العالمية لمناهضة العولمة. وقوة هذا القطب العالمي المرتقب تأتي من القوة التي تمتلكها الشعوب والمستغلون والمهمشون حين تعي مصالحها وتتحد... فهي في النهاية مصلحة الأغلبية في العالم أي مصلحة الإنسان بشكل عام.
وكما يحدث على صعيد العالم حيث تسير العولمة لمصلحة الأقوى، يحدث عندنا في سورية. حيث أن ما يرفض من العولمة أو ما يمرر من قوانينها تمريرا من قبل الفئات المسيطرة تحكمه دائما المصالح الخاصة لهذه الفئات فقط.
هذا ما يجعل السوريين من أحوج الناس لوعي ضرورة مقاومة هذه العولمة الجائرة. نقول "وعي" لأن الواقع عندنا مراوغ في هذه القضية والحاجة الملحة للديمقراطية تجعلهم فريسة سهلة للخطاب الديمقراطي المزيف المرافق لفرض العولمة الراهنة. هم أحوج الناس كي يبنوا انفتاحا عقلانيا ينطلق من المصالح الحقيقية لأغلبية الناس ومن وعي تجارب البلدان المجاورة والعالم.. وليس مجرد ردة فعل على زمن الانغلاق الطويل. وبهذا يكون الدور الحاسم في هذا الوعي للتثقيف والإطلاع وتحليل الواقع الملموس لإيجاد الحلول الناجعة لمشكلاتنا المستعصية والتواصل مع العالم لبناء الإنسان المفكر الحر الذي لا يؤسس أفعاله على ردود فعل لاعقلانية ومحافظة. هكذا فقط نستطيع تأسيس حركة مناهضة للعولمة الإمبريالية حقيقية نابعة من رؤيتنا وحاجاتنا وليس فقط موضة نستوردها■
*******************

البديل



#ناهد_بدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - ناهد بدوي - هل يرى السوريون ضرورة مناهضة العولمة ؟