|
قراءة في رواية -سعار- ل بثينة العيسى
فاطمة الشيدي
الحوار المتمدن-العدد: 1504 - 2006 / 3 / 29 - 08:59
المحور:
الادب والفن
I) القراءة من الخارج للداخل : صدرت رواية سعار للكاتبة الكويتية بثينة العيسى ، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في 2005 ، في 240صفحة من الحجم المتوسط ، لوحة الغلاف ( للفنان محمد العامري / الأردن ) تعبّر بنظرة خارجية عن انبثاق مزيج من تدرجات الأحمر، الذي قد يرمز للإغراء وربما يسند فكرة الحرب التي تطرقت لها الرواية ، في وسط لوحة تجريبية مترامية لدرجات البيج والبني وهي ربما توازن الخليج بامتداداته المتسعة على الصحراء - وهي أي اللوحة - تشي كثيرا بحكاية النص بشكل كلي ، وتكشف الرؤية العامة للرواية . الفكرة : فكرة الرواية تدور في مداراتها العامة حول طفلة غريبة الطباع ( مشروع كاتبة ) تحكي عن حيواتها وعلاقاتها مع الحياة والأهل والكتابة والأشخاص، في قالب حكواتي دقيق الملامح في التسجيل والرصد، ولكنها في المدى الضيق ، فكرة سعار كاتب لضم كاتبة صغيرة إلى قوافل نسائه ، و إذ هي ترفض ذلك دون زواج - رغم حبها العميق له وإيمانها الشديد به - يحاول أن يجبرها على ذلك محاولا اغتصابها " عندما وجدت يدك تلتف حول خصري كأفعى ، وشفتك تعض على رقبتي ، وتساءلت – في غمرة دواري ماذا دهاك ، حتى ألفيت نفسي محمولة بين ذراعيك ، وتبينت أنك تطرحنى على الأرض ، لا أصدق .. بدأت أركل ، أشتم ، أصرخ .. همست في وجهي وكانت أنفاسك نتنة (ماراح تتخلصين مني سعاد، إنتي لي .. أنا صنعتك ) وصرختُ ويدك ترقد فوق فمي ، وجسدك يرقد فوقي يخنقني ، آلام تمزق أحشائي ، أشتمك بأقبح مايمكن أن تجيء عليه الشتائم ، الشتائم التي لقنتني إياها أنت .. تضحك ، الشتائم تثيرك ! أهددك بأبي .. تردد كالمعتوه ( أنت لي ، أنت لي ) ترفع ساقي ، اركلك بالأخرى في ... تتلوى ، تلعنني .. أسرع خارجا وأسقط عند العتبة تماما ..) فتتركه عائدة لشاب من أسرتها بسيط لاتحبه فقط كي يشكل لها الحماية الاجتماعية التي تحتاجها الأنثى . لكن الفكرة في شكلها الأضيق ، هي فكرة الزيف والتلميع الخارجي للأشياء ، زيف المجتمعات والكائنات ، زيف القوانين الحمقاء المصنوعة اجتماعيا بشكل لايسمح للأنثى بالخروج عليها ، زيف الكائنات التافهة والبسيطة التي تخلقها المادة ، زيف الكائن الذي يعيش خارج أطر مجتمعه وربما خارج منظومة الكائن الإنساني، ليتحول لكائن يلهث وراء رغباته ومتعه فقط ، زيف الحبال التي تحرك الدمى / الكائنات / الأحداث التي تغير وجه التاريخ . الشخصيات : تتنوع شخصيات الرواية من حيث حركتها وكمونها ، فهناك الشخصيات النامية في الحكاية : وهي الحبيب / الأديب ، وهو الشخصية المحورية الأكثر تحركا في مضمار السرد والأكثر تأثيرا في قفزات الحدث الحكائي ، ويمكننا المراهنة على هذه الفكرة استنادا للعنوان " سعار " الذي هو وصف لـ " سعار " هذه الشخصية المركزية في ثباتها الخاص وتحريكها للحدث وللشخصيات ، ولكن الكاتبة أرادت التركيز على الصوت الأكثر علوا وهو صوت "سعاد" ، فـ (سعاد) الشخصية المركزية التي تحركها الأحداث و( الحبيب) وتحرك هي ( مشعل ) ، و( سعاد ) الشخصية المهيمنة ، من الاسم المشترك مع اسم الرواية في جناس ناقص بحرف واحد ( سعاد / سعار ) حتى نموها المتتابع والصريح في الجزء الثاني ، حيث ظهر صوت "سعاد " في ( المتن ) ليكون الصوت الراوي ، وهناك الشخصيات المستديرة : أي المنطلقة من نقطة والعائدة إليها مع امتدادات الحدث ، وتمثل مشعل وهو شخصية أساسية في الرواية ولكنها لا تنمو ولا تتحرك إلا لتعود إلى ذات النقطة ، ولكنها مع هذا هي شخصية جوهرية حيث يتحرك النص من خلالها ، فقد ظهر صوت مشعل كراوي مساند (بشكل أكثر حضورا ) ، في الجزء الأول ( الهامش ) ، وهناك الشخصيات الكامنة : الأم / الأب / الجدة / زوجة الأب / شعلان . الحكاية : وتأتي الحكاية في (سعار) كارتداد للأحداث ، حيث يحكي النص قصة " سعاد " الطفلة البلهاء كما يظن الجميع لصمتها المتواصل وبعدها عما يفعله أقرانها ، الذكية كما رأت جدتها في بريق عينيها ، والتي لم يحلو لها أن تمارس اعتياديات فعل الكائنات البشرية في صغرها الملطخ عادة بالعبث والشقاوة، لتستعيض عن كل ذلك بالتسجيل الدرامي الدقيق للحياة ، والكائنات بجمالها وقبحها ، متخذة من دفترها فسحة البوح الوحيدة ، ومن تلصصها على الأشياء والبشر وسيلة المعرفة الأعتى ، تتلصص على والدها لتعرف خياناته من خلال الحديث مع أخرى هاتفيا ، والتي بسببها أي الخيانة تفارق أمها الحياة ، فتذهب لتعيش مع جدتها ، مواصلة صمتها المتقن ،وتسجيلها الكتابي الدقيق ، ولكن يد القدر تأخذ جدتها أيضا لتعيدها إلى بيت والدها مرة أخرى ، لتحاول النفاذ لأكبر قدر من الأسرار ، وهناك تتخذ ( خزانة ) في غرفة الضيوف مقرا جيدا للتنصت ، على كائنات أكثر بذخا في البوح ( أصدقاء والدها) مما يهبها مادة كتابية أكثر إيغالا وتوهجا .. ولكن القدر يغير كيميائية اللعبة ليمزجها هي في ذات المركب، لتصبح لعبتها خطرة لأنها ستتحول من قلم الرصاص للحب ، إذ يسقط القلم في الخزانة فيفتحها صديق الوالد ( البطل / الكاتب ) مدمن القراءة والخمر والنساء المتلهف أبدا لمغامرة جريئة ، وتصبح سعاد مادته كتابته ومشجب حلمه القادم ، فيبدأ معها من النقطة المناسبة تماما، ( الكتابة) ليعرف جيدا كيف يوقعها في شباكه ، في هذه الأثناء تتعرف سعاد على مشعل ( الشاب / الطفل الخام ) ، بكل بساطته وقيمه واحتفاظه بعاداته وتقاليده ، في رحلة صيفية ويتعلق هو بها ويذهب للدراسة في أمريكا، ولكنه يرجع بسبب معاملة الأمريكان للعرب نتيجة أحداث ( الحادي عشر من سبتمبر) يعود ليتخصص في ذات الكلية التي تخصصت فيها سعاد . الحبيب يرفض فكرة الزواج فتبدأ سعاد بخلق عوالمها الخاصة ، وفجأة يقرر أن تكون له خارج إرادتها فيقرر إغتصابها ، تركله وتخرج وتعود لشعلان المعادل للبساطة والحياة في مستواها العام . II) القراءة من الداخل للخارج : حيث الوقوف على تموضع التقنيات السردية في العمل : القارئ عنصر في الخدعة السردية : انقسمت " سعار " إلى جزأين الجزء الأول " الهامش " وهنا كان السرد قائم على تفصيل ملامح شخصية " سعاد " وهذا التفصيل خارجي ، حيث هي قراءة محبة ومختلفة ومصدومة ربما من قبل ( مشعل ) ، لشخصية سعاد المتمردة ، والحادة ، والقارئة ، والمجنونة ، وهو بشكل آخر ومختلف تماما ، أي بلا قصدية يرسم لنا ملامح شخصيته هو ؛البسيطة والواضحة والخجولة والقيمية والعادية بشكلها البارد والساذج ربما، كما يقدم هذا الجزء كتمويه حكائي العلاقة الغير مكتملة الضلع بين مشعل وسعاد ، ماقبل خمس سنوات وما بعد الخمس سنوات تلك ، ولكنه وبخداع فني يشرك فيه القاري يخفي مابينهما أي السنوات ، ولعل فكرة الهامش تبرر حدة الخدعة وترفع قيمة الحدث / الفكرة ( ما حدث في هذه السنوات الخمس ) .. فحتى الهامش ( الجزء الأول من الرواية ) والقاري بعيد تماما عن لب الحكاية، لذا لن يقرأ سوى مدارات هاتين الشخصيتين، اللتين يسرف صوت الراوي بتعدد ضمائره في تقديمها للقاريء المتشكل ( بعتمة ) . وفق معطيات هذا الوصف بل حتى " شخصية سعاد " تظهر من الجزء الأخير أي الطافي على السطح ، أي بعد اكتمال طور التمرد والحزن والقسوة ، دون أن يفهم القارئ مقدمات هذا البناء ، وهذا التكون النفسي، والأطوار التي عبرتها لتكون بكل هذا التبلور الغريب والمختلف ، سواء من حيث حياتها الطفلة ، أو علاقاتها الإنسانية المكونة لهكذا ذات فجة وغريبة ومجنونة كثيرا . كما أن فخا نصبته الرواية للقارئ هو ( شعلان ) ، وهو شخصية ( ثابتة / محايدة ) تضعها بكل ذكاء في طريق القارئ، ليدحرجها مشعل وسعاد بين يدي القاري ، ليؤكدا أهميته السردية الغير حقيقية ، لترفع عن ( بطلها الحقيقي ) فتنة الظهور حتى آخر الرواية . وفي الجزء الثاني ( المتن )، تبدأ سعاد وعن طريق تقنية جديدة ولذيذة تدغدغ قلب القارئ ، وهي رسائل عشق تبعثها لــ " حبيب ما " لايحمل مواصفات مشعل ، ولاحتى شعلان ، حبيب مختلف يليق بأن يتخذه القاري علة مكون نفسي حقيقي ، لبناء شخصية سعاد المجنونة ، حبيب يبرر كل هذا التعب ، والحنق والهالات السوداء لهكذا فتاة ، حبيب كبير في عمره وعقله ، والأجمل أن هذا الجزء من الرواية لايكشف عن هذا الحبيب المخبأ في نهاية الرواية ، كخدعة روائية فنية بطفرة جافة ، بل يهب القاري وبروية حكواتي متمرس كل المدى الزمني ، ( بفنية الفلاش باك ) ليتعرف فيه سعاد وطفولتها ، حيواتها الخاصة والعامة ،ثم حبيبها ثم يقدم أيضا فاجعتها الأخيرة ، فيه مع أنه لم يفاجئها لأنها سلفا تعرف أنه كل هذا .. " كنت تقول أشياء لايقولها الآخرون ، أشياء خارج النساء ، كنت تحفظ شعرا غريبا ، يبدو كأنه بلا بداية ولا نهاية ، ولكنه يحمل الحقيقة في قلبه ، كنت تحفظ أسماء كثيرة ، أسماء لم أسمع بها من قبل ، يسميك الجميع "مثقفا " وتسميك الصحف " زنديقا " وتلعن من فوق المنابر كالشياطين ، تتصرف كملك بلا حاشية ، ولك لسان حامض وجيوب فارغة وقامة فارعة في الاقتراض ومحل زهور فاشل ، مدمن خمور وقراءة ومصاب بعقدة اللا ، عندما تتحدث ينصت الجميع . هكذا كنت أحبك ، أحبك قبل أن تعرف عني شيئا ، كنت أعرف عنك وأعرفك وأعرف أشياء كنت أتمنى لوبقيت قيد جهلي ، أشياء على غرار فاتن ، وعلى غرار نسرين ، وعلى غرار رولى والأهم على غرار فاطمة ! فاطمة الساذجة تطل برأسها الحزين لأرى آثارك فيه ، دوائر كحلية وحمراء ، تتوسل .. لو تتكرم وتتزوجها ، لو تتكرم وتستر انفضاض الشرف الشرقي .. "
اللغة الشعرية : يمكننا القول ومنذ السطر الأول أننا أمام رواية لغة لارواية فكرة ، حيث أن شعرية النص الروائي القائم على جمال التراكيب ، وتزاحم الصور بشكل يجعل أي قاري لـ ( سعار ) يرتبك أمام كل هذا الزخم الفني ، من الجمالية الأسلوبية المكتنزة العبارات بالبلاغة والصور يجعلنا نقرر أننا أمام نص لغوي وبلاغي بجدارة . أن شعرية النص الظاهرة ، تجعل القاريء يشتبك مع صوره وعباراته و جمالها ،ومن ذلك هذه العبارات الشعرية المأخوذة من أربع صفحات متتالية (18-22) . " يرسمها تغطس في الأريكة البنية الفسيحة ، تستغرق بالتفكير بشكل يجعلها تبدو.. جميلة ومغلفة بالمغازي " " إنها تتحرك في جميع الجهات ، مثل السديم ، هذا هو السر ، إنها كثيرة بشكل يجعل من الصعب محاصرتها ، مثل لوحة تتمدد خارج البراويز ، تستطيل وتتقلص بمزاجية الظلال ، خارج كل مايمكن أن تفترض من قوالب .." " بدا الشارع وكأنه يجأر ألما من التمدد الثقيل للظهيرة فوق ظهره " " نظراتها مثبتة إلى الأرض بمسامير ، بتلك الظلال الداكنة أسفل عينيها! " عينها فضيحة " " وكأنها وطن للأفكار الشاذة ، مثل قديسة نذرت نفسها لإيواء لآراء التي لايقتنيها أحد " صوت الراوي المتعدد الضمائر: يتعدد صوت الروائي في سعار ، فبين صوت الراوي الحقيقي الذي يخرج للقارئ بين فترة وأخرى ، بلا هوية ( ذكورية / أنثوية ) ، مزاوجا بين زمني (الماضي والمضارع) في حديثه عن سعاد ، ومشعل ، والحبيب ، بمعرفة تامة بكل منهم وانحياز تام له حين يكتبه ، يظهر صوت ( مشعل ) في الجزء الأول ( الهامش ) ، وصوت سعاد في الجزء الثاني ( المتن ) كراويين ثانويين يراوحان صوت الراوي الأصلي ، ويعود تنوع صوت الراوي لتنوع أسلوب الراوية بين السرد والحوار .. من ذلك : " إنه يذكر ماحدث .. لم يكن ليصدق بأنه انجذبت إليه في بداية تفتح البداية ، عندما بادرته باهتمامها ، هو الصموت الأكثر خفوتا ، يغلف نفسه بالغموض المفتعل لمجرد أنه يملك صوتا حامضا وأعين ترمش طول الوقت ، أراد أن يصمت ، أن يغيب أو يتلاشى في مكان ما يستطيع معه أن يتشرب حضورها بالكامل دون أن تشعر به / هذه الرعدة الوقحة في أوصاله كلها عندما تلتقي عيونهما عن طريق الخطأ !" كما تتنوع ضمائر السرد بين الـ (أنا ) : (المتكلم ) والـ (هو ) : المخاطب ، والغائب .. " لو ضم ركبتيه لتقلص خوفه إلى النصف ! كان متأكدا من فكرته كما لو أنه يتلقاها من حتمية مقدسة " ، مما أعطى اللغة زخما من الفنية لا يدفع بالضرورة القارئ للملل كما يكشف عن إمكانيات الراوية العميقة . الزمان و المكان بشكل متخفي : لقد باحت الرواية بزمانها ، ومكانها بطريقة لامباشرة ، حيث كشفت الرواية عن مكانها باللهجة المحلية ، التي أنطقت الشخوص بها ، حيث أطلقت كل الحوارات بلهجة المكان ( الكويت ) ، ولكن تم الاحتفاظ باللغة الفصيحة ، في صوت الراوي ليكون بلا هوية مكانية . أما الزمان فيلمحه القارئ من خلال تأريخ سعاد رسائلها لحبيبها باليوم والشهر والسنة ، وبين استشفاف القارئ له ، من خلال انعكاس بعض الأحداث المفصلية في التاريخ المعاصر ، على شخوص الرواية مثل: الحادي عشر من سبتمبر، وغزو أمريكا للعراق . التقنية في سياق النص : - تعتبر رواية سعار من النصوص الأدبية، التي استفادت من التقنية الكونية ، المعلوماتية داخل النص حيث وظفت ( الإيميل و الماسنجر ) ، بشكل منسجم مع طبيعة المكان المتباعد (الكويت / أمريكا) ، وطبيعة الشخصيات (سعاد / مشعل ) ، حيث المرحلة العمرية التي تعتمد حتميا على وسائل الاتصال التكنلوجية .. السياسة بعدا آخر للرواية : - وظفت الرواية الحدث السياسي بحيث أفرغته من دلالته المطلقة، وحصرته في تداعياته على شخوص الرواية ، بشكل خدم الرواية ، ولم يورطها في أي رؤية أيدلوجية ، أو إطلاق أحكام لتنزلق في إطار الكتابات الخطابية أوالمنشورات السياسية . III) مآخذ على الرواية :
التمدد اللفظي والوصفي : حيث أظهرت الرواية نوع من التمدد الوصفي المبالغ فيه، في بعض المواضع ( خاصة في المتن ) ،كما تميل الكاتبة إلى التداعي في بعض الحالات حتى الإغراق والاستغراق، بجمل طويلة وعبارات متصله ، وتداعيات متماهية ، لاتضيف للعمل جمالا، بقدر ماتشتت ذهن المتلقي عن مجاراة الحدث ، ورغم جمال اللغة المستخدمة في بناء الجمل إلا أن اللفظية الزائدة والتي قد تأتي على شكل فقرة كاملة، بلا دواعي سردية ، تعمل على قتل دهشة المتلقي وتواصله مع الحدث الأساس . انقطاع بعض الأحداث : أظهرت الرواية بعض الفجوات في الحدث الروائي، حيث يتم قطع الحدث ، ووصله في مواضع أخرى بلا رابط مباشر ، مثل ظهور مشعل أولا ( مابعد السنوات الخمس ) ، ثم صوته كراوي ما قبل هذه السنوات ، لتظهر الأحداث في حالة مراوغة أو مراوحة وليس بشكل متسلسل. ارتباك صوت الراوي في بعض المواضع من الجزء الثاني ( المتن ) : حيث تداخل صوت الراوي العام ، مع صوت أحد الأبطال في أكثر من موضع من هذا الجزء ، مما جعل القارئ يغوص في تهويمات كلامية لاطائل منها ، كأن الكاتبة كانت تريد حشد الرواية بأكبر قدر من الكلام (الجميل ) ، إلا أن هذا الكلام كثيرا ما يدفع المتلقي للملل من العمل ، كما أن الرواية لم تفرق الرواية بين " الرسائل "، والسرد العام بصوت سعاد في (المتن ) ، وهذا شكل إرباكا يدفع القارئ إلى توهم أن ( المتن ) كله رسائل عامة ، أو كله بصوت واحد ، ورغم أن الصوت الأقوى في هذا الجزء، هو سعاد لكنه تارة خارج الرسائل ، وتارة داخلها وهذا كان داعي إرباك للقاريء .
وبصورة عامة فأن سعار رواية قائمة في أوج انتصاراتها على اللغة الشعرية ، و تحتاج قارئا يقظا وذكيا ليستطيع مجاراة قفزات الحدث ، الغير متسلسلة ، وغير متصلة في غير موضع ، كما أنه تحتاج قارئا متذوقا للغة شعرية راقية . الهوامش : - سعار 230 - سعار ص 195 - ص 18 - ص19 - ص21 - ص22 - سعار ص 38 - سعار ص17
#فاطمة_الشيدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الخواء هذا اللعين الذي يدفع كائناته للعطب
-
هكذا يبدأ الكلام !
-
عطـش الــكلام
-
بقع على جسد الليل
-
ردى
-
دوائر
-
شهوة الضوء.. شرك الفتنة
-
علامة تعجب! : حول قضية المرأة أيضا
-
على أطراف الغربة
-
الهند : جواب وحيد لأسئلة كثيرة
-
كائنات الموسيقى
-
قناطر العبور
-
ملائكة النرد / كائنات القيح
-
فواصل الوهم
-
تيــــــــــــــــه
-
الحرب والسلام
-
تسونامي : الموت الجمعي لايصلح للبكاء
المزيد.....
-
-ذخيرة الأدب في دوحة العرب-.. رحلة أدبية تربط التراث بالحداث
...
-
قناديل: أرِحْ ركابك من وعثاء الترجمة
-
مصر.. إحالة فنانة شهيرة للمحاكمة بسبب طليقها
-
محمد الشوبي.. صوت المسرح في الدراما العربية
-
إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري!
...
-
ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع
...
-
كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا
...
-
شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش
...
-
-الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل
...
-
-أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر
...
المزيد.....
-
طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11
...
/ ريم يحيى عبد العظيم حسانين
-
فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج
...
/ محمد نجيب السعد
-
أوراق عائلة عراقية
/ عقيل الخضري
-
إعدام عبد الله عاشور
/ عقيل الخضري
-
عشاء حمص الأخير
/ د. خالد زغريت
-
أحلام تانيا
/ ترجمة إحسان الملائكة
-
تحت الركام
/ الشهبي أحمد
-
رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية
...
/ أكد الجبوري
-
نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر
...
/ د. سناء الشعلان
-
أدركها النسيان
/ سناء شعلان
المزيد.....
|