أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خالص - حول ثقافة الشكر














المزيد.....


حول ثقافة الشكر


خالد خالص

الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 13:25
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


حول ثقافة الشكر

ذ. خالد خالص

يوجد في جميع المجتمعات أشخاص – فرادى وجماعات – يعملون ويكدون خدمة لأنفسهم وللآخرين. والعمل "عبادة" وهو الجهد الجسدي أو الفكري ( أو المالي ) أو هما معا، يقوم به الإنسان من أجل تحقيق هدف معين مشروع – مادي أو معنوي – يعود عليه و/ أو على غيره بالنفع.
وقد عظمت العمل جميع الديانات ومنها الديانة الإسلامية إذ قال عز وجل "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ."
وإذا كان الله تعالى يبجل من يقوم بالعمل الصالح لنفسه ولغيره ويعد أصحابه بالحياة الطيبة فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحث على شكر الناس الذين يقدمون خدمة للآخرين بقوله "من لم يشكر الناس لم يشكر الله" ويذكرنا دائما بالآية الكريمة "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ". وقد حث الله عز وجل الناس ليشكرونه على نعمه في الكثير من الآيات نخص بالذكر منها الآية 2 و 52 و 158 و 172 و 185 من سورة البقرة و 37 من سورة إبراهيم و35 و 73 من سورة يس , و 123 و 144 و 145 من سورة آل عمران و 10 من سورة الأعراف. وإذا كان الله سبحانه وتعالى يؤكد على ثقافة الشكر فلأنه عاين ووقف في العديد من الآيات على ثقافة الجحود وانعدام شكر الناس له على نعمه كالآية 243 من سورة البقرة ( "إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثرهم لا يشكرون" والآية 60 من سورة يونس و 47 من سورة يوسف و73 من سورة النمل و 61 من سورة غافر . ولو علم الناس مدى فوائد شكر الله والثناء عليه لما كفوا عن ذلك.
إلا أنه رغم التعاليم الربانية منذ أربعة عشر قرن من الزمن فإن جل المجتمعات المتخلفة تعرف غياب شبه مطلق لثقافة الشكر والثناء سواء تعلق الأمر بالمجال الروحي او بالمجال الاجتماعي بصفة عامة أو الأسري بصفة خاصة إلى حد الإحباط أحيانا. ويمكن القول بأن هذه الثقافة نابعة ربما من نمط سلوك اعتاد عليه الناس وأصبح فيه الشكر استثناء وعدم الشكر قاعدة بل إن البعض لا يكتفون بالصمت وعدم الشكر بل يتجاوزون ذلك إلى العنف الجسدي واللفظي لاحباط المعنويات الى درجة اليأس تبعا لبعض الأعراف والمقولات الهمجية التي تركت معظم علاقاتنا جافة وغير مبنية على الثقة والكرامة كمقولة " نهار الأول كيموت المش" او غيرها من "التراهات" "كجنان ليهودي كول ونعل " التي يعتقد المرء بأنه بتطبيقها سيبسط سلطته ويرفع من شأنه.
والظاهرة ليست عامة بالطبع وليست خاصة بالمغرب بل هي قديمة قدم الإنسان الذي تم نعته ربما عن صدق وقتها "بالحيوان الناطق".
وعلى عكس ما يعتقد البعض من كون الشكر والامتنان لمن قدم لهم خدمة يقلل من شأنهم فإن الشكر لم يأت من فراغ إذ أن الله سبحانه وتعالى يعلم قبل البشر بأن للشكر تأثير على الدماغ ونظام المناعة دون فوائده على العقل الباطني للإنسان. كما يعتبر الشكر أكبر محفز لخلق الطاقة الإيجابية التي تحث الإنسان على المزيد من العطاء والإبداع مما يساعد على تعزيز النمو الاقتصادي وبناء علاقات إنسانية اجتماعية متينة ومرنة مبنية على الاحترام والاعتراف بكرامة الآخر وبجهده.
والشكر كلمة سحرية تحقق المعجزات لانها سلوك حضاري راق يجب أن يسود بين بني البشر. كما ان الشكر ليس بترف بل هو ضرورة بشرية ملحة لان الإنسان بحاجة دائمة إلى التشجيع والاعتراف بالجميل ولو بالكلمة الطيبة وهو أضعف الإيمان. الا أن الشكر فن وأدب لا يتقنه الا الراقين الذين يجعلون المتلقي يشعر بالفخر والاعتزاز بنفسه ليظل بعدها ممتنا ومدينا لهم على دعمه وتحفيزه على تفجير طاقاته والرفع من معنوياته.
وحتى امزج بين النظري والتطبيقي فانني أغتنم هذا الفضاء لاجدد لكم جميعا كل واحد باسمه وصفته مودتي وتقديري.. كما اتقدم بشكر خاص لكل من يتابع كتاباتي سواء على هذه الصفحة أو من خلال الكتب والمجلات المتخصصة والصحف والمواقع المختلفة ... ويتفاعل معها بطريقة أو بأخرى.

ذ.خالد خالص



#خالد_خالص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضحك والعبوس
- استفحال ظاهرة هجرة الكفاءات
- حول تقاعد المنتخبين
- شهادة الأهلية للزواج
- نسمة كلمات
- عبد السلام البقيوي كما عرفته
- المرأة العدل
- تطوع ام تطفل ام استمالة
- هلوسة دستورية
- منتدى المحامية المغربية
- الزعامة
- علاقة المحامي بزملائه
- قراءة أولية في مشروع القانون المتعلق بمهنة التوثيق بالمغرب
- الرشوة
- المحامي الآلي
- تاريخ النظام القضائي المغربي قبل الحماية
- الحجاج في الجاهلية
- المحاماة والمغاربة اليهود إبان الحماية
- مدى مشروعية الاقتطاع من ودائع الموكلين ومن أتعاب المحامين
- تعليق على قرار الغرفة الاستئنافية بمحكمة تطوان


المزيد.....




- كيف ردت الصين على ترامب بعد فرضه الرسوم الجمركية؟
- نبيذ الكوبرا وخصيتي الثعبان.. إليك وجبات غريبة يأكلها الأشخا ...
- واشنطن تضغط على كييف: لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول ...
- بعد صورة الشرع متوجها إلى الرياض.. إغلاق حساب للرئاسة السوري ...
- البحرية الإسرائيلية تعتقل صيادا لبنانيا عند نقطة رأس الناقور ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عملياته شمالي الضفة الغربية
- سموتريش يطالب نتنياهو بتدمير -حماس- و-نصر كامل- في غزة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ 3 غارات جوية على شمالي الضفة الغ ...
- علماء روس يبتكرون نظاما للتحكم بكثافة البلازما
- Lenovo تعلن عن حاسبها الجديد لمحبي الألعاب الإلكترونية


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - خالد خالص - حول ثقافة الشكر