حكمت حمزة
الحوار المتمدن-العدد: 5963 - 2018 / 8 / 14 - 01:14
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
هذه القصيدة من وحي قصيدة سجل انا عربي لشاعر الثورة وقدوتي، الراحل المبدع محمود درويش...لروحه السلام:
.
.
سجل أنا سوري
ورقم قتلانا مليون فجرٍ
من دون التواثيق
ومسكهم في قلوبنا يفوح
فهل تصحو؟
سجل أنا سوري
وابكي ضحايانا كل يوم اذ اسهر
و مُهَجَّرونا...ملايينٌ
ما بين الداخل والمهجر
بين من استقبل... ومن استكبر
من كل سوريا المحتلة من ...
بعثي بلون الدم ...
و مدَّعٍ للإسلام الذي ولد...
مصبوغا باللون الأحمر
ولا نرجو غزو الفضاء...
ولا نبغي رد القضاء
ولا نجثو أمام رحيل رغيف خبز...
بقهرنا، وحرماننا نتقي برد الشتاء...
نتنفس عبق الشهداء
ولا نستجدي رحمة رب...
نسج عرشه ورصعه بالأشلاء
فهل تصحو؟
سجل أنا سوري
شذرات عطر منثور...
وليد بلاد إذا عصفورها شدا...
صاح يا أرض ثوري
كل ما هال الزبانية...
ترابا فوق اسرانا...
ينبت فوقه الجوري
بلاد لا تميز فيها...
بين قاتلٍ مجرمٍ...
وبريء مَوتُور
شتات بلاد صار فيها...
عرش السلطة فوق كل الأمور
فهل تصحو؟
بلاد الأبجدية بكماء اليوم...
ويلقى على شموسها الذين...
أرادوا الإشراق، كُلَّ اللَّوم
أرضنا ليست مثلكم...
عمرها يوم أو بعض يوم
عمر بعثكم سبعون...
ولم يصحو من النوم
و نُصرَتكم و داعشكم...
شظايا الفرس والرومِ
فهل تصحو؟
سجل أنا سوري...
سجل على جدران من رحلوا...
سجل على آثار من قُتِلوا...
من ذُبِحوا... من سُحِلوا
سجل أن الصبر نهر...
و أن النهر لن يبقى...
وأن النهر قد ينضب
اقْرَبْ الى نار الإله ...
و نارَ الشعب لا تقرب...
نَحيكُ الشعرَ بالصوتِ...
رصاصاتٍ بكم تُضرَب
لحكامٍ زناديقٍ...
من الأقصى إلى الأقرب
هرولتم لمجلس أمنٍ...
و مولاكم فتى أجرب
بيسراه قراطيس و يمناه...
كأس جروحنا تشرب
يموت الصدق بأعينهم...
وما للكذب من مهرب
فهل تصحو؟
سجل أنا سوري
سجل بأني أنحر الأحلام...
إن لم تستحل إلى واقع
و أني أكره الغلمان...
إذا ما ادعوا الرجولة...
وهم من ساكني البراقع
وسجل أن أرض سورية الصلبة...
حفرتها سواعد شعبها...
وضربات المدافع
فنحن لا نهاب الحرب...
ونحن سادة كل المواقع
فهل تصحو؟
حاشى أن يكون الشعر...
مرآة لأم الأمجاد
وأخشى أن أكون بخيلا...
بتضحيتي، بنفسي ومالي والأولاد
لا تنقص طائراتكم من عزائمنا...
شتان بين نسورنا والجراد
أما ذوو اللحى...
وإن طالت إقامتهم...
لكم منا أوسع و أرحب الأَلحادِ...
سجل ولا تنسى...
بأن كرامتنا إن مست...
لن تفرق فينا ...
بين ذكر وأنثى
أطفالنا حبات طلعٍ لو أزهرت...
سُمَّاً زُعافا في حلوقكم أصبحت
واستل سكينك كيفما تشاء...
واشحذها بما تشاء...
فكل حنجرة تذبح...
تقوم إلى حنجرتين...
والاثنتان إلى أربع
أرضنا تلد السباع...
حذارِ أيها الضفدع
قلت حذارِ آلافا...
صممت الأذن لم تسمع
إليك كل حاسبات الأرض...
فلن تحصي كم ستُصْفَعْ
فصوت حناجرنا أقوى...
وصهيل غضبنا كالمدفع...
وجرائم كلماتنا أفظع
....
13/08/2018
pm11:00
#حكمت_حمزة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟