|
ليثيوم-الطب النفسي الاجتماعي-حكايتي 5
لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان
(Lama Muhammad)
الحوار المتمدن-العدد: 5961 - 2018 / 8 / 12 - 23:51
المحور:
الادب والفن
يبقى الناس بعيدين عن الطب النفسيّ خوفاً من الوصمة التي تلاحق المرض النفسي: وصمة الجنون.. لهذا تنتشر الأمراض النفسية كهواء ملوّث مسببةً لكثير من المشاكل على الصعيد الفردي و المجتمعي.. و مع كون الأعراض واضحة، لكن لا أحد يرى الهواء!
هكذا تُعزى هذه المشاكل و الأعراض إلى عوامل كثيرة منها: سوء وضع اجتماعي، اقتصادي.. بعد عن الدين، رفاق السوء.. رض نفسي في الطفولة.. ضربة على الدماغ…
هذه العوامل -و أخرى غيرها- قد تلعب دوراً في المرض النفسي كعامل خطورة، لكن في كل الحالات لا تكفي هذه العوامل بكلها للسيطرة على النفس البشرية بل تحتاج إلى عوامل جسدية و جينية و أخرى لم تُكتشف بعد.
ثنائي القطب مرض شائع جداً، يصيب شخص من بين مئة شخص.. و هو من الاضطرابات النفسية التي تلعب فيها الوراثة دوراً مهماً.. بعض الدراسات تقول أن هذا المرض يصيب العباقرة أو المبدعين.. ربما بسبب الأسماء المهمة التي أصابها هذا المرض: فان غوخ، بتهوفن، إرنست همنغواي، وينستون تشرشل.. و عدد هائل من الفنانين: مثل ميل غيبسون، ماري كيري و كاترين زيتا جونز.
تمتلئ صفحات الانترنت بمقالات قيّمة عن مرض ثنائي القطب Bipolar Disorder لكن قصة اليوم في الطب النفسي الاجتماعي، ستبسط المعقد و ستحاول-قدر الإمكان- رؤية المرض من منظور ثقافي لمجتمعاتنا من المحيط إلى الخليج.
وصلتني ثلاث رسائل يحكي أصحابها حكاية ثنائي القطب.. لتعمّ الفائدة و لحفظ خصوصية أصحاب الرسائل.. لخصت الأعراض و العلامات و الأسئلة في الرسائل الثلاث في قصة فهد. ************
حكاية فهد:
فهد مهندس ذكي و طموح و حالياً يعمل و رفاقه على بحث علمي ضخم للاستفادة من الطاقة الشمسيّة، كتبَ:
“ لم أكن أعرف ما يصيبني .. فترات أكون فيها محبطاً تعيساً.. مُتعباً، لا أقدر على االتركيز و لا أريد رؤية أحد.. و إحساس الذنب- على مسائل سخيفة- يقتلني.. حتى تراودني أفكار: من الأفضل ألا أكون هنا.. أو لو أني غير مسلم لقتلت نفسي.. لكن الانتحار حرام… و فترات أخرى ممكن أن تقولي دكتورة يحدث العكس: أصبح سعيداً.. ممتلئاً بالطاقة.. لا أحتاج النوم.. أجل ممكن أن أبقى أكثر من سبعة أيام مع نوم جدّ قليل ..أفكاري سريعة و لا أستطيع السيطرة عليها.. يشغل الدين كل تفكيري.. و أفكر في كون الله يرعاني بشكل شخصي.. أصرف كثيراً من النقود.. و للغرابة أقامر أيضاً، مع أني أعرف أن القمار حرام.. أفتعل المشاكل مع من حولي لأني لا أثق بهم.. أو ربما أشعر بخلايا دماغي ملتهبة.. و كأنه على نار… يوجد فترات أخرى أكون فيها عادي.. يعني ممكن تقولي طبيعي و في هذه الفترات أصالح الناس.. أدرس بشكل جيد للتعويض.. أساعد الأصدقاء.. و أنسى ما حدث…
النوبة الأخيرة و التي قلتِ لي أن اسمها ( مانيا) أو هوس كانت على وشك قتلي.. كما قلت سابقاً: لم تكن سعادة بل هيوجيّة و انفعال.. ظللت أنام ساعة في اليوم لمدة أسبوع، أفكاري كانت جنسيّة المحتوى و توهمت أنني أنثى و أن قضيبي لا يصلح لي.. قمت بتصرفات جنسية خطيرة.. و نبذت كل من قال لي أني مخطئ.. تجادلت مع أخوتي البنات و مع أمي و أبي و قالوا لي مؤخراً أنني كنت شخصاً غير مهذب و لا أشبه نفسي أبداً.. ذهبت في رحلة حول العراق.. و كنت على وشك دخول مناطق داعش- غير مُقَدِّرٍ للنتائج-.. صدمتني سيارة و أنا أحاول اللحاق بالباص.. هرب السائق و تم اسعافي من قبل راعي خراف بسيط إلى مشفى أبسط…
الطبيب “ عمّار” الذي عالجني اختصاصه طب عام.. وضعني على “ ليثيوم” lithium و “ أولانزبين”olanzapine .. و أعطاني منوماً لمدة يومين.. عندما استيقظت كنت أفضل قليلاً و بعد أسبوع تحسنت تماماً… عمّار هذا أنقذ حياتي من الهوس قبل حادث السير.. استمريت بعدها على دواء الليثيوم و تم تغيير الدواء الثاني عدة مرات .. حالياً أنا على “ريسبيريدون” risperidone. حياتي طبيعية تماماً .. و لا أحد غيرك أنتِ و د.عمّار و زوجتي سها يعرف التفاصيل.. بقية الناس يعتقدون أني “ كنت مجنون و عاق و عقلت” ، و لا ألومهم فهؤلاء ضحايا المجتمع و نظرته القاصرة للمرض النفسي”. *************
حكى فهد واحدة من حكايات ثنائي القطب، و لثنائي القطب كثير من الأعراض و العلامات.. تأخذ المرض ليشمل طيفاً واسعاً: من مرض بسيط غير ملاحظ إلى مرض خطير يودي بمستقبل صاحبه إن لم يعالج.
ينتشر ثنائي القطب بنسبة كبيرة في المجتمع، و يتهم في كثير من حالات الفشل الدراسي للمتفوقين.. الطلاق المتكرر.. تغيير المهنة المتكرر.. تغيير الصداقات المتكرر.. نوبات المقامرة.. نوبات الإدمان الجنسي و تصرفات جنسية عالية الخطورة.. بعض من التزمت الديني و التوهمات المتعلقة بالدين.. الخ…
هذا لا يعني أن أيّاً مما سبق هو ثنائي قطب.. لكن يعني: أنّ ثنائي القطب قد يتسبب بأي مما سبق.
ذكر فهد في حكايته كثيراً من أعراض المرض.. و ذكر شكلاً من أشكاله و هو النوع الأول لثنائي القطب مع تناوب نوبات هوس- نوبات اكتئاب-فترات بلا نوبات..
خلال نوبة الهوس (المانيا) يصبح الشخص: ذو طاقة كبيرة، غاية في السعادة أو غاية في الهيوجية و الانفعال.. يفرغ هذا غالباً عن طريق عرض آخر، كفرط الرغبة الجنسية..أو فرط التديّن.. تقلّ حاجة الشخص للنوم.. يتخذ قرارات خاطئة و يقوم بتصرفات شديدة الخطورة على سلامته و سلامة من حوله... و في حالات شديدة تترافق نوبة الهوس/ المانيا مع ذهان و الذهان يشتمل غالباً على توهمات راسخة غير قابلة للزعزعة أو للشك عند المريض.. و كذلك بارانويا ( و منها: فقدان الثقة بالآخرين بطريقة مرضية و الشك بكل ما حوله) و أحياناً يكبر الذهان ليؤدي إلى هلوسات سمعية.. تنفجر نوبة الهوس مع الأزمات النفسية و الاجتماعية.. كما يمكن لجملة بسيطة أو موقف سخيف أن تفجرها..و يزداد الدوبامين في الدماغ لدرجة خطيرة.. باختصار قد يدمر ثنائي القطب حياة صاحبه ببساطة...
يوجد أنواع كثيرة لثنائي القطب: فمثلاً قد يعاني المريض من أعراض هوس و اكتئاب في نفس النوبة و هنا تسمى النوبة المختلطة: Episode with mixed features و عندها مثلاً يشعر المريض بالفراغ و التعاسة في حين كونه ممتلئ طاقة.
يوجد أيضاً ما يسمى نوبات “تحت الهوس” hypomanic episode, an individual may feel very good, be highly productive, and -function- well. و خلال هذي النوبات يشعر المريض بالسعادة و يكون ظريفاً جداً.. ينجز أعماله -مع قليل من قلة التركيز- لكنه إجمالاً بشعور جيد.. هنا إن لم يتعالج المريض قد تتحول نوبة تحت الهوس إلى نوبة هوس أو إلى نوبة اكتئاب. سألني أحد طلاب الطب: كيف نعرف أنها نوبة تحت هوس و ليست طبع ظريف محبب للمريض؟” -أولا هي نوب.. يعني خارجة عن طبع الشخص.. لذلك نسأل المريض: هل هذا طبعك كل حياتك؟ ثانياً مدة النوبة عادة هي أقل من أربعة أيام…
على الرغم من رعب نوبة الهوس.. إنذار نوبة تحت الهوس، و بؤس نوبة الاكتئاب، فإن ثنائي القطب قابل للعلاج..في حال عدم العلاج تستمر نوبة الهوس بين ثلاثة و ستة أشهر.
في حال العلاج يمكن إجهاض النوبة في أيام.. اكتشف العلم علاجات كثيرة: الأدوية، المعالجة النفسية، كما ذكر فهد بعضها : مثبتات المزاج “Mood stabilizers” و مضادات الذهان Antipsychotics و كذلك مضادات الاكتئاب .. و مازال البحث العلمي جارياً.. يختلف العلاج بحسب النوبة و بحسب الأعراض، لذلك من غير المقبول الإجابة على سؤال عام من مريض حول اقتراح دواء.
كنوع من الإطلاع: يعد الليثيوم بطل مثبتات المزاج، و هو عبارة عن ملح موجود في الطبيعة .. في القرن التاسع عشر استخدم اليثيوم لعلاج مرضى النقرس و الصرع.. و في عام 1949 اكتشف الطبيب النفسي جون كيد John Cade الأثر الذهبي لليثيوم على الأمراض النفسية.
يحكى أن هناك قرية اشتهرت بهدوء الناس فيها و عند تحليل المياه وجد فيها نسبة بسيطة من هذا الملح، سميت مياه ال ليثيا. و في عام 2009 وجد الباحثون أن المناطق التي تشرب هذه المياه تقل فيها نسبة الجرائم، الانتحار و المشاكل بين البشر.
يعني ببساطة مياه Lithia هي نوع من المياه المعدنية التي تتميز بوجود أملاح الليثيوم فيها، توجد في بعض الينابيع الطبيعية. بين 1880s والحرب العالمية الأولى درجت تعبئتها في زجاجات و بيعها كمياه معدنية لفوائدها… و حتى اليوم يوجد ينابيع لمياه الليثيا حول العالم مشهورة بالفائدة.
مجدداً أقول هذا ليتوقف خوف الناس من الدواء النفسي، و لتعريف الناس ب دواء الليثيوم، لكن خصوصية الحالة النفسية و صلاحية الليثيوم لها قرار بيد الطبيب المعالج، لأن الليثيوم و مع أنه ملح طبيعي ذو سميّة عالية إذا مازادت جرعته عن حد معيّن.. لذلك يحتاج لمراقبة تحاليل دموية و آثار جانبية مستمر من قبل الطبيب في بداية العلاج.. وفي فترات متقطعة لاحقاً. *************
هذا غيض من فيض طيف ثنائي القطب..و أختم حديثي بنقطتين:
النقطة الأولى: للعائلة: حيث تعاني العائلة من عقدة ذنب تجاه الشخص، بسبب اعتقادهم أن سقوطه على رأسه.. مشاكل والديه.. حقد زوجة الأب.. فقر الحال.. ذل الفقر.. تسبب في المرض و هذا غير صحيح:
السبب المباشر لهذا المرض مازال محور بحث: تتهم العوامل الوراثية، الجينات.. تركيبة الدماغ في المرض.. و كما قلت في بداية المقال: مع كون كل هذي المخاوف تلعب دور عوامل خطورة لكنها ليست الأسباب.. مثال في مصنع للكيماويات تعرض العامل صفوت لسرطان رئة بينما لم يتعرض رفاقه لذلك.. قالوا له أن عمله في المصنع كان عامل خطورة.. و هو مؤهب للسرطان. هذا ما يحدث في ثنائي القطب: الرض النفسي عامل خطورة وليس سبب.. المريض مؤهب للمرض لأسباب في دماغه و أخرى لا يزال العلم يبحث عنها. مايجب أن تفعله العائلة: دعم المريض و أخذه للطبيب.
النقطة الثانية: الحل الأول فيه هو مراجعة الطبيب النفسي.. و لا تنفع الرسائل و الحكايا في علاج ناجع، بل في زيادة الوعي للمشكلة فقط. إذا تكرر فشلك في شيء ما.. علاقة.. عمل.. مشروع.. و قبل أن تحمّل غيرك المسؤولية أو تحمّل نفسك ما لا طاقة لجبل على احتماله.. راجع الطبيب النفسي.
بشكل مباشر، شديد البساطة و خفيف جداً، سأستمر في " حكايتي"...
طرح الحكاية قد يفيد صاحبها قليلاً، لكنه يساهم بشكل كبير في زيادة التوعية بالطب النفسي و محاربة الوصمة تجاه الأمراض النفسية. في القرن الحادي و العشرين إن شاهدت من يقول لك، لم و لن ألجأ إلى الطب النفسي في حياتي.. اعرفْ أنك تتحدث مع شخص لا يعاني فقط من أعراض بسيطة، بل قد يطول علاجه لسنوات.
أنتَ كما تحلم أن تكون...
لا تنسوا أرسلوا حكايتكم إلى موقع الطب النفسي الاجتماعي: https://www.sociosomatics.com
يتبع…
#لمى_محمد (هاشتاغ)
Lama_Muhammad#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ثلاث عيون و أنفيَن- عليّ السوريّ الجزء الثاني 6-
-
سأضع الحجاب- العلاج النفسي الاجتماعي- حكايتي4
-
بين الأكراد و اليزيديين: ضاع الشرف العربي-عليّ السوريّ الجزء
...
-
لماذا طلّقني؟-الطب النفسيّ الاجتماعيّ- حكايتي3
-
تظاهرات العراق: رعب الحكومات العربية في تجدّد دائم...
-
تونس وطن الله على الأرض-علي السوري الجزء الثاني4-
-
سيروتونين-الطب النفسي الاجتماعي- حكايتي 2
-
حكايتي - الطب النفسي الاجتماعي 1-
-
القاهرة و إبريق الحلوى- علي السوري الجزء الثاني-3
-
بيروت و إله الحرب - علي السوري الجزء الثاني -2-
-
مُتيَّمٌ في بغداد- علي السوري الجزء الثاني- 1
-
ثلاثة أزمنة و كفُّ الغول- العلاج النفسي الأدبي 30-
-
حضراتكم: من لعنة الفراعنة إلى لعنات الصمت- العلاج النفسي الأ
...
-
عُقَدٌ واحدة من المحيط إلى الخليج-العلاج النفسي الأدبي 28-
-
هيومان ترافيكينغ-العلاج النفسي الأدبي27-
-
عفرين و اغتصاب الإسلام- العلاج النفسي الأدبي 26-
-
بلاد العرب و غرفة النوم الكبيرة- العلاج النفسي الأدبي 25-
-
سايكوسوماتيك سابقاً-العلاج النفسي الأدبي 24-
-
ربيِّني! -العلاج النفسي الأدبي 23-
-
الترجمة إلى الطب النفسي- العلاج النفسي الأدبي 22-
المزيد.....
-
افتتاح مهرجان -أوراسيا- السينمائي الدولي في كازاخستان
-
“مالهون تنقذ بالا ونهاية كونجا“.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
دانيال كريغ يبهر الجمهور بفيلم -كوير-.. اختبار لحدود الحب وا
...
-
الأديب المغربي ياسين كني.. مغامرة الانتقال من الدراسات العلم
...
-
“عيش الاثارة والرعب في بيتك” نزل تردد قناة mbc 2 علي القمر ا
...
-
وفاة الفنان المصري خالد جمال الدين بشكل مفاجئ
-
ميليسا باريرا: عروض التمثيل توقفت 10 أشهر بعد دعمي لغزة
-
-بانيبال- الإسبانية تسلط الضوء على الأدب الفلسطيني وكوارث غز
...
-
كي لا يكون مصيرها سلة المهملات.. فنان يحوّل حبال الصيد إلى ل
...
-
هل يكتب الذكاء الاصطناعي نهاية صناعة النشر؟
المزيد.....
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
المزيد.....
|