كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5958 - 2018 / 8 / 9 - 15:26
المحور:
الادب والفن
طيف هلوع
فجأة
صفق بجناحيه
طيف هلوع
وزعق شبح مرتجف
من الذعر
وأنطلق طائر
منتوف الريش
من عش
أيكة ظليلة
كهبة ريح هلعة
في تبدل طقس
~
وانبرى
ساكن تحت
ظلال وارفة
مغرداً
بهديل
يقطع نياط القلب
يطلب النجدة
~
وبكى حسون
كنواح عذب
آثر للب
من غصن لين
إلى امتطاء
عود يابس
~
وناح شحرور
في شق -- شقة - صدر
بين أشجار متراصة
بصرخات يأس
في يوم كان عبوساً
قمطريراً
~
وعندما كان مرور الوقت
يفعلها
كحرائق متأججة
ومن خلف دبر
غابة
تنفخ بين جلساتها
بالهواء الطلق
دخان
كاتم للبريق
دحرجته
روائح استياء
ومن وراء اكفهرار
تبدل طقس
~
وما لبث أن فردت
جناحيها فراشة
تركب صهوة طيران
طالع
نازل
فوق منحدر صخري
وفي كل هوية
تكاد تلطم الجرود
وتتجاوز التلال
~
ونادى نقيق ضفادع
وهو ينفث الماء
على وجه
طبيعة خلابة
أني آنست ناراً
~
فدب الرعب
وارتعدت فرائص
محطم أصنام
ذائع الصيت
~
ولبت النار
بين الأغصان الوارفة
التي اهتزت
بحفيف مصفق
تكاد تهوي له
أفئدة ساكني أعشاش
وكوى
وأوكار
و جحور
والتي اتخذتها
جميع المخلوقات
كمأوى
لكل من يدب
على الأرض
~
مع خلايا نحل
لأسراب من نمل
خافت من وطأة
دوس أحصنة
سنابك الشرر المستطير
على التقليل من شأنها
~
ولذلك تخلفت
عن الاجتماع الصباحي
مع جمع حشرات غفير
عندما تأخر الهدهد
المخرف الوحيد
في جزيرة الفهم
عن الأتيان
بالنبأ العظيم
~
ولسان حال
صمت مطبق
يحاول أن يبعد
لظى الحريق
عن لمس
رؤوس أنامل أوراقه
وهو ينفخ
فحيح حار
يكاد يلامس
النار
ليجدها بين كفيه
~
بعدما اتضح أن وهج
النور هو الذي
يحرق الغابة العجوز
ويطرد الظلال الوارفة
كدخان وهباب
مع لظى
شرر مستطير
~
مهما تمسكت الأشجار
بجذورها الراسخة
في الأرض
~
والأغصان ممدودة
وبكل اتجاه
لملامسة الحريق
فإشعال النار
بالغابة
هو دمار لها
على مرآى
من ظلال متقاعسة
تظل ساكتة
عن طلب نجدة
من خراطيم مياه
وقفت عاجزة
عن تقديم
نجدة
من ينابيع مروءة
لحمية
باتت جافة عن
در حليب الضرع
كمال تاجا
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟